رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يفعل السيسى فى زيارة الـ٤٨ ساعة إلى السعودية؟

السيسى وسلمان
السيسى وسلمان

يتوجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، غدا الأحد، إلى المملكة العربية السعودية، فى زيارة تتناول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب الداعشى، الذى بات يمثل تهديدًا لأمن واستقرار الأمة العربية، والمجتمع الدولى كله.

وتأتى زيارة الرئيس السيسى استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، فى إطار حرص الجانبين على استمرار التنسيق المشترك بما يسهم فى تعزيز العلاقات التى تجمع بين البلدين فى مختلف المجالات، وسبل التعامل مع التحديات التى تواجه الأمة العربية.

وقال سفير مصر لدى المملكة العربية السعودية، ناصر حمدى، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للمملكة، التى تستغرق يومين، ستتضمن مراسم استقبال رسمية، ثم مأدبة غداء على شرف الرئيس، تليها جلسة مباحثات مع العاهل السعودى، لبحث سبل تدعيم العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين.

وأضاف أن مباحثات السيسى مع سلمان، ستتناول مختلف القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها مكافحة الإرهاب، وتعميق التعاون الثنائى القائم بين القاهرة والرياض فى مختلف المجالات، استنادًا إلى العلاقات المتميزة التى تربط البلدين.

وتعد تلك الزيارة بمثابة إذابة لجبل الجليد بين القاهرة والرياض، وتتويجًا للجهود الأردنية التى قادها الملك عبدالله، عاهل الأردن، للجمع بين السيسى والعاهل السعودى، على هامش القمة العربية المنعقدة بمنطقة البحر الميت.

وقالت مصادر دبلوماسية إن القمة المصرية السعودية تهدف إلى التنسيق الكامل فى القضايا الاقليمية العربية، على رأسها الحرب على الإرهاب، ومكافحة الخطر الداعشى المتمدد عبر الدول التى تشهد توترات فى نظمها السياسية.

وأكدت أن المباحثات ستتناول الأزمة السورية، بوصفها الخلاف الرئيسى فى وجهات النظر بين القاهرة والرياض، مشيرًا إلى أن القاهرة تحاول إقناع الرياض بتبنى الحل السياسى، بوصفه السبيل الوحيد القادر على تحقيق الطموحات المشروعة للشعب السورى، واستعادة وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية والقضاء على خطر الإرهاب والمنظمات المتطرفة التى يمثلها تنظيم داعش، وتوفير الظروف المواتية لإعادة إعمارها وبنائها من جديد، على أن يتم ترك تحديد مصير الرئيس السورى بشار الأسد لخارطة طريق سياسية تكون الكلمة العليا فيها للشعب السورى.

وحسب المصادر الدبلوماسية، فأن القاهرة تدعو إلى عدم التدخل العسكرى دوليًا فى سوريا، فى الوقت الذى كانت السعودية قد أعربت فيه عن تأييدها للضربة التى وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية ضد أهداف بسوريا على خلفية الهجوم الكيماوى ببلدة خان شيخون، مما دعا القاهرة أن تعرب عن قلقها من تطور الأحداث، وذلك خلال اتصال دبلوماسى مصرى أمريكى، أكدت فيه واشنطن أن الضربة ليست بمثابة تمهيد لتدخل عسكرى، وإنما تقف عند حدود الضربة العقابية.

وتأتى على رأس أجندة المباحثات، مناقشة تفاصيل المبادرة العربية لحل القضية الفلسطينية، واستعراض تفاصيل المشاورات العربية الأمريكية المكثفة خلال الفترة الماضية، فى ضوء مباحثات الرئيس السيسى مع نظيره الأمريكى بواشنطن، أثناء زيارته الأخيرة للبيت الأبيض فى مطلع أبريل الجارى، وكذلك مباحثات الملك عبدالله وترامب، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ولفتت المصادر إلى أن قمة السيسى وسلمان ستتمسك بالثوابت العربية القومية فى القضية الفلسطينية، بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالبند الخاص بوقف التوسع الاستيطانى، خاصة مع التصعيد الإسرائيلى بموافقة مجلس الوزراء ببناء مستوطنات فى الضفة الغربية لأول مرة منذ 20 عامًا، وذلك قبيل القمة العربية الأمريكية الإسرائيلية، المتوقع عقدها فى يوليو المقبل، بواشنطن، بالتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكى عن تعهده بإعادة إحياء عملية السلام من أجل التوصل إلى حل عادل وشامل، يسهم فى إعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط بالتفاوض المباشر بين الجانبين والإسرائيلى.

مظاهرة ترحيب إلكترونية
وحظيت الزيارة التى يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى المملكة العربية السعودية، باهتمام وترحيب كبيرين من جانب الشعب السعودى، الذى استبقها بحملة ترحيب كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى، فضلًا عن كتاب وإعلاميين.

وأطلق المغردون السعوديون هاشتاج «مرحبًا بالسيسى ضيف الملك الكبير»، على موقع «تويتر»، وحظى بمشاركة كبيرة للتعبير عن السعادة بتلك الزيارة، التى تؤكد التقارب وحسن علاقات البلدين وتوحيد الرؤى والأفكار والتحركات المصرية- السعودية تجاه قضايا المنطقة.

وقال الكاتب والمحلل السياسى زايد الرويس، إن زيارة السيسى ليست مهمة لمصر والسعودية فقط، ولكن للدول العربية بأسرها، متابعًا: «فطالما كانت الرياض والقاهرة فى وئام وقوة، كانت جميع العواصم العربية كذلك، ولو حدث بينهما غير ذلك فالأمر يكون خطيرًا على الجميع».

وأضاف أن الجميع ينظر لمصر على أنها بيت العرب وملاذهم، ولا يمكن لأحد أن ينسى كلمات قائد القوات البحرية المصرية الأخيرة، حين قال قبل يومين أثناء تسلم مصر الغواصة الجديدة: «القوة البحرية ليست لمصر فحسب بل للمنطقة العربية بأسرها»، وزاد: «هذا ما نشعر به، فقوة جيش مصر تشعر الجميع بالأمان».

أما الإعلامى السعودى، عويد بن عايد الشمرى، فنشر «هاشتاج» ترحيبًا بالسيسى، على حسابه الخاص عبر «تويتر» قائلًا: «مرحبًا بالسيسى قاهر الإخوان ومدمر كيانهم وهادم أصنامهم وداعس رقابهم».

وأضاف الشمرى: إن الجميع ينتظر ما ستسفر عنه قمة الرئيس المصرى مع جلالة الملك، التى تعكس صلابة العرب وقوتهم وتآلفهم وتصديهم لدعاة الفتنة والفرقة بين المسلمين، سواء فى الداخل أو الخارج.

وغرد أيضًا: «مليون مرحبًا بك، أدعو الله أن يكون اجتماعهما نافعًا للإسلام ودمارًا على خونة الأمة. ونهاية لجماعة البدع والغش، الإخوان».

واهتمت صحيفة «الشرق الأوسط» بزيارة الرئيس إلى السعودية، وتحدثت عن المأمول والمتوقع منها ونتائجها المتوقعة، وقالت: إن قمة اليوم، المصرية السعودية فى الرياض، تتناول سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية التى تجمع البلدين، والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك٬ وفى مقدمتها مكافحة الإرهاب».

ونقلت الصحيفة عن ناصر حمدى، السفير المصرى لدى السعودية، قوله: «إن الزيارة ستستمر يومين، لمناقشة القضايا السياسية والإرهاب، والملفات الإستراتيجية، كما سُيجرى على هامش القمة السعودية المصرية عدد من اللقاءات الجانبية لوزراء البلدين».