رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع «زوبع» والتابعين!


لماذا «زوبع»؟!

لماذا وقع الاختيار على المدعو حمزة زوبع (هذا اسمه وليس شتيمة) ليعرض ذلك «الفيديو» قبل أن تنقله عنه «جزيرة» موزة وولدها؟!، لماذا وقع عليه هو تحديدًا اختيار جماعة الإخوان أو أجهزة المخابرات التى تحركها وتموّل قنواتها وبينها قناة مكمّلين (ينطقها البعض بالقاف) التى يقدم «المذكور» على شاشتها برنامجه «الكوميدى»؟!



الفيديو إن لم تكن شاهدته يظهر به أشخاص يرتدون ملابس شبيهة، إلى حد ما، بتلك التى يرتديها جنود قواتنا المسلحة، ويقومون بتصفية مجهولين يرتدون ملابس شبيهة بتلك التى كان يرتديها «إرهابيون» أعلن المتحدث العسكرى فى ديسمبر الماضى أن قوات إنفاذ القانون قامت بتصفيتهم خلال تبادل إطلاق نار واشتباكات فى سيناء. ولا يعنينى إن كان الفيديو حقيقيًا أم مفبركًا، فهذا شأن المتحدث العسكرى، الذى أرى أن تأخره فى الرد أو التوضيح أو التفسير يستوجب وقفة، وأن الطريقة التى يعمل بها، إجمالًا، تحتاج إعادة نظر.

اللافت، هو أن صحفًا ومواطنين لم ينتظروا المتحدث، وقاموا بتفنيد ما جاء بالفيديو: الذقون الطويلة، إخفاء وجوه القتلى، الملابس الهجين: مدنية، عسكرية.. مخططة، مقلمة.. صيفية شتوية، اللهجة والمفردات الخليجية أو البدوية. وكذا، استحالة حمل أحد الجنود أو الأفراد لـ«سمارت فون» أو كاميرا. كما أتفهم أن يتشكك «عقلاء» فى الفيديو من الأساس لمجرد عرضه على قناة معادية: يتم بثها من تركيا، وتموّلها أجهزة مخابرات. وبالمرة، أشير إلى أن مقدم البرنامج «إرهابى».

واللافت كذلك، هو ظهور تحليلات وتفسيرات وتنظيرات «خزعبلاتية» لعدد ممن يحسبهم البعض معارضين ويراهم آخرون تابعين ومطايا ومركوبين!، بل ظهر من عصروا أدمغتهم لإثبات صحة الفيديو واستماتوا فى تفنيد التفنيد المشار إليه!، فهل يمكن، لو افترضنا «حسن النية»، أن يكون هؤلاء غير مرضى نفسيين ساءت حالتهم وصار بقاؤهم خارج مستشفيات الأمراض العقلية خطرًا على أنفسهم وعلى ذويهم وعلى المجتمع والناس؟!.

وحتى يظهر «المتحدث العسكرى» ويقوم بدوره أو «يشوف شغله»، تعالوا نحاول الإجابة عن السؤال: لماذا «زوبع»؟!.

الواقع يقول إن «المذكور» فشل فى غالبية ما أوكل إليه هو وولده. والواقع يقول أيضًا إنه إحدى أبرز خلايا الإخوان التى كانت نائمة وإنه لم يتم الإعلان عن انتمائه للتنظيم إلا بعد 25 يناير 2011. كما كان واحدًا ممن حرصت الجماعة على تهريبهم خارج مصر بعد 30 يونيو 2013 ووفرت جحورًا لإيوائهم.

«زوبع» الذى حصل على الشهادة الثانوية سنة 1979 فى مدرسة شبرا الخيمة الثانوية العسكرية وتخرج فى كلية الطب، عمل لفترة طبيبًا فى مستوصف (إسلامى) فى منطقة شبرا المحطة، قبل أن تقرر الجماعة إرساله إلى الكويت سنة 1994 لتستخدمه هناك أو من هناك، ولم يعد منها ولم يكشف عن وجهه الإخوانى إلا بعد 25 يناير 2011، أى بعد سنتين تقريبًا من ظهوره، كاتبًا منتظمًا، بـ«اليوم السابع» و«المصريون»!.

عاد «زوبع» إلى «الكويت» مجددًا بعد 30 يونيو 2013 وحين تم طرده منها، وفرّت له الجماعة جُحرًا فى «قطر»، ثم استقر منذ 14 سبتمبر 2014 فى «تركيا» ومنها يقدم ذلك البرنامج «الكوميدي». وربما كان فشله فى تحقيق أى جماهيرية، هو ما جعلهم يختارونه دون غيره لعرض ذلك الفيديو، إما لتلميعه وتسليط الأضواء عليه بغرض استخدامه لاحقًا، أو تجنبًا لحدوث خسائر حال افتضاح «فبركة» الفيديو، بتحميل مسئوليته لذلك المحروق بدل المرة عشرة منذ أوكلوا إليه مناورة الاعتذار بالنيابة عن الجماعة، ثم غسلوا أيديهم منه ومن اعتذاره!.

كان «زوبع» يوصف بـ«المتحدث الإعلامى لحزب الحرية والعدالة»، حزب الإخوان، حين كتب مقالًا فى 29 أغسطس 2013 أقر فيه: «أخطأنا بكل تأكيد، وواجب علينا الاعتذار للوطن وللمواطنين عن سوء الأداء بعد أن كلفنا بحمل الأمانة ولم نؤدها على النحو المطلوب». وكان واضحًا تمامًا أن المقال مجرد مناورة أو بالون اختبار لاستطلاع رد الفعل الرسمى والشعبى، كما كان متوقعًا أن يتم التراجع إذا لم يحدث رد الفعل الذى توقعته الجماعة. وهذا ما حدث بالفعل، بإعلان عدد من قيادات الجماعة أن «زوبع» لا يمثل إلا نفسه وأن ما طرحه هو رأيه أو موقفه الشخصى ولا يعبر عن الجماعة أو حزبها.

ولاحقًا، جرى استخدام ولده «حذيفة» ليعلن، فى 5 ديسمبر 2014، أن المظاهرات التى يرعاها ما يوصف بـ«تحالف دعم الشرعية» لا جدوى منها، وليصف ما تقوم به الجماعة بأنه «عك سياسى» لا طائل منه سوى الدم، بل أعلن أيضًا أنه يرى فى حل الجماعة أحد الحلول للخروج مما وصفه بـ«الأزمة الراهنة»!.

الأهم من كل ما سبق، هو أن «زوبع» صدرت ضده أحكام قضائية بسجنه وتم إدراج اسمه على قوائم الإرهابيين بالقرار رقم ٥ لسنة ٢٠١٧ الصادر عن محكمة جنايات شمال القاهرة. والنكتة، أنه أقام دعوى قضائية، أمام القضاء الإدارى، يطعن فيها على هذا القرار بزعم أنه ليس من أعضاء جماعة الإخوان!.

أخيرًا، وحتى يظهر «المتحدث العسكرى»، تكون الإشارة واجبة إلى أن هناك من أبدوا استياءهم من التشكيك فى صحة الفيديو، وتمنوا أن يكون حقيقيًا وأن يكون ما رأوه هو صيغة التعامل الفعلية مع الإرهابيين!، ولا أعتقد أنك ستتمكن من عد المرّات التى قرأت (أو قد تقرأ) فيها هذا التعليق: «جيشنا يقتل اللى هو عايزه.. واللى عنده إرهابى يربطه.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته