رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دروس من أحسن القصص «3-3»


ذكرنا فى المقالين السابقين ثلاثين درسًا من سورة سيدنا يوسف عليه السلام، استخلصها الباحث الفلسطينى أدهم شرقاوى، والسورة فيها دروس عديدة لم تستخلص بعد، قد يتعجب بعضهم من هذا الكلام ، كيف يكون ذلك. ونقول لهم ، أنظروا فى قوله تعالى : «وَلَوْ أَنَّمَا فِى الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» . وهذا على سبيل المثال لا الحصر.



هكذا أيها القارئ الكريم، نرى أنه بعد النظر فى سورة سيدنا يوسف عليه السلام، وعلى نبينا الصلاة والسلام، وما ذكره الأستاذ أدهم، من دروس ، فضلا عن الدروس العديدة التى لم يذكرها الرجل، هكذا نعلم بذلك ونتعلم، بعض سمات القرآن الكريم، وما جاء عنه من أحاديث نبوية شريفة وصحيحة . من هذه الأحاديث نذكر بعض ما يسمح به المقام.

قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: «القرآن هدى من الضلال، وتبيان من العمى، واستقالة من العثرة، ونور من الظلمة، وضياء من الأحداث، وعصمة من الهلكة، ورشد من الغواية، وبيان من الفتن، وبلاغ من الدنيا إلى الآخرة، وفيه كمال دينكم، وما عدل أحد عن القرآن إلا إلى النار».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من أعطاه الله القرآن فرأى أن رجلاً أعطى أفضل مما أعطى فقد صغر عظيماً وعظم صغيرًا».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يعذب الله قلبًا وعى القرآن».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من كان القرآن حديثه، والمسجد بيته، بنى الله له بيتا فى الجنة».

وجاء أبوذر إلى النبى، صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «يا رسول الله إنى أخاف أن أتعلم القرآن ولا أعمل به،» فقال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يعذب الله قلبًا أسكنه القرآن».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «هبط عليّ جبرائيل فقال: يا محمد إن لكل شىء سيدًا، وسيد الكلام العربية، وسيد العربية القرآن».

وعن معاذ بن جبل قال: «كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم فى سفر فقلت: يا رسول الله حدثنا بما لنا فيه نفع، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: إن أردتم عيش السعداء، وموت الشهداء، والنجاة يوم الحشر، والظل يوم الحرور، والهدى يوم الضلالة، فادرسوا القرآن، فإنه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان فى الميزان».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «القرآن أفضل كل شىء دون الله، فمن وقّر القرآن فقد وقّر الله، ومن لم يوقر القرآن فقد استخف بحرمة الله، حرمة القرآن على الله كحرمة الوالد على ولده».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ينبغى لحامل القرآن أن يظن أن أحداً أعطى افضل مما أعطي، لأنه لو ملك الدنيا بأسرها لكان القرآن أفضل مما ملكه».

وعن أبى جعفر «رضى الله عنه» قال: «قال أمير المؤمنين «رضى الله عنه»: ألا أخبركم بالفقيه حقا؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله، ولم يرخص فى معاصى الله، ولم يترك القرآن رغبة عنه إلى غيره، ألا لا خير فى علم ليس فيه تفهم، ألا لا خير فى قراءة ليس فيها تدبر، ألا لا خير فى عبادة ليس فيها تفقه».

وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل فى الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.

وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها لا أقول «الم» حرف ولكن : ألف حرف ولام حرف ، وميم حرف».

وقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «إن من إجلال الله إكرام ذى الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالى فيه والجافى عنه وإكرام ذى السلطان المقسط».

عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».

عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : «مثل الذى يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام، ومثل الذى يقرأ وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد فله أجران».

وجاء أن رسول الله قال: من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس الله والديه تاجا يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس فى بيوت الدنيا فما ظنكم بالذى عمل بهذا.

ومن أقوال الصالحين من السلف والتابعين نقرأ أن: جندب البجلى خرج فى سفر له، قال : فخرج معه ناس من قومه، حتى إذا كانوا بالمكان الذى يودع بعضهم بعضًا قال: أى قوم ، عليكم بتقوى الله ، عليكم بهذا القرآن فالزموه على ما كان من جهد وفاقة، فإنه نور بالليل المظلم وهدى بالنهار.

ونقرأ كذلك عن زيد بن جبير أنه قال: قال لى أبو البحترى الطائى: اتبع هذا القرآن فإنه يهديك. وعن عبدالرحمن بن الأسود عن أبيه قال : قال عبدالله: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره. وعن عبد الملك بن ميسرة قال : قال عبد الله: إن هذا القرآن مأدبة من دخل فيه فهو آمن.

فمتى ندرك أن القلوب أوعية يجب أن نملأها بالقرآن حتى لا تنشغل بعض النفوس بغيره من المعتقدات والمقدسات والسلوكيات الفاسدة، فتضر نفسها وتضر أوطانها، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. فهل بعد هذه الآيات والأحاديث والأقوال العظيمة، يظل هناك من لا يرى عظمة القرآن الكريم أو من لا تحدثه نفسه بقراءة القرآن والسعى الجاد إلى تعلمه؟ سؤال مهم يحتاج من كل منا إلى إجابة.