رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا تسّلم الدولة عقول الشباب للإرهابيين

هنا «بيوت الأشباح».. عملية تدمير قصور الثقافة

إهمال قصر ثقافة ـ
إهمال قصر ثقافة ـ ارشيفية

العقل الذى لا تملؤه الثقافة والفن والإبداع، يسهل حشوه بأفكار التطرف والإرهاب.. هذه تجربة رأيناها بأنفسنا واكتوينا بنارها مرات، وفى أى تحرك لمواجهة الأفكار المتطرفة، رسميا كان أو غير رسمى، تتخذ الثقافة والفنون موقع رأس الحربة، هكذا تقول تجارب الدول التى مرت بظروف مشابهة لما نمر به. 


فى حوار سابق لـ«الدستور»، قال الكاتب الصحفى حلمى النمنم، وزير الثقافية، إن الاستراتيجية الثقافية للدولة تقوم على إحياء دور قصور الثقافة، والتوسع فى تنفيذ الفعاليات والمسابقات الثقافية والفنية بها فى سياق رؤية تسعى إلى تغيير حقيقى، يغلق روافد التطرف، ويجفف منابع العنف.. الآن، وبعد 15 شهرًا على دعوة السيسى، ما الجديد لدى قصور الثقافة المنتشرة فى كل مراكز الجمهورية تقريبا؟ كان هذا هو السؤال الذى طرحته «الدستور» وسعت للإجابة عنه، من خلال زيارات ميدانية لتلك القصور والبيوت فى كافة المحافظات، لتعاين على الطبيعة أحوالها، وأنشطتها، وكانت المفاجأة أنها لم تعد «قصورا» للثقافة، بل أقرب ما تكون إلى «خرابات»، بالمعنى الحرفى للكلمة.



الإسكندرية.. مكتبة سوزان مبارك.. مخزن قمامة نهارًا ووكر لتعاطى المخدرات ليلًا

عمرو أنور


فى منطقة «الأنفوشى» وبجوار القاعدة البحرية بمحافظة الإسكندرية كانت تتواجد مكتبة سوزان مبارك، التى كانت تمثل صرحا ثقافيا كبيرا فى المحافظة الساحلية، ورغم أن مبناها لايزال موجودًا حتى الآن، إلا أنه لا يحتوى على أى كتب ولا يشهد أى فعاليات منذ إشعال النيران فيه فى الفترة التى تلت ثورة 25 يناير.


وقال مصطفى السيد، من سكان بحرى، إن المكتبة تحولت إلى مخزن لنباشى القمامة نهارًا، ووكر لمتعاطى المخدرات وراغبى المتعة الحرام ليلاً، مشيرًا إلى أن الأهالى شاهدوا أكثر من مرة فتيات تخرج من المبنى ليلا، وأضاف: «محافظة الإسكندرية تركت المكان خرابة بدلا من إعادته مثلما كان».


وطالب محمد مصطفى كمال، رئيس مؤسسة «عمار يا إسكندرية»، الجهات التنفيذية بضرورة ترميم وتجديد المكتبة وإعادتها كما كانت، خاصة أن المنطقة بلا مكتبات، مشيرًا إلى أن المبنى يصلح ليكون ناديا ثقافيا واجتماعيا وفنيا ورياضيا بسبب تعدد غرفه.


وناشد سيد عبدالكريم، أمين الإعلام بمنظمة «البرلمانات العربية»، محمد سلطان، محافظ الإسكندرية، بالنظر إلى المكان، وقال: «للأسف مسئولو المحافظة يتجاهلون المكان تماما».


وكشفت مصادر فى حى «الجمرك»، أن هناك 4 جهات فى المحافظة تريد المبنى وتتصارع عليه، أولاها مديرية التضامن الاجتماعى التى تريد تحويله إلى دار لمتحدى الإعاقة، والحى نفسه الذى يرى أن المكان يتبعه، والمجلس القومى للمرأة، وشركة استثمارية يملكها رجل أعمال يريد تحويل المكان إلى مطعم فى ظل أنه يطل على البحر.



كفر الشيخ.. المركز الثقافى تحول لـ«استراحة لضيوف المحافظة»

أحمد عشرى 


بالرغم من افتتاح المركز الثقافى الجديد فى أرقى شوارع مدينة كفر الشيخ وبتكلفة وصلت إلى 30 مليون جنيه، إلا أن مثقفى المحافظة يرونه تحول إلى «واجهة للمناسبات والاحتفالات العامة فقط، وليس مكانًا يلتقى فيه المبدعون والفنانون والأدباء».


فيقول أحمد زكى شحاتة، أحد شعراء كفر الشيخ: بعد أن طال انتظار مثقفى كفر الشيخ لافتتاح المركز الثقافى، خاصة أن القصر القديم، الذى يبعد عنه 300 متر فقط، متهالك ولا يوجد فيه متسع لجلسات ونوادى الأدب، فوجئنا به منذ اليوم الأول مخصصًا للاحتفالات العامة، وصالونه الرئيسى مخصص لكبار الزوار، ويوجد به طابق من الطوابق السبعة لاستراحات ضيوف المحافظة والطابق الثانى قاعة احتفالات ومسرح للعروض العامة فى المناسبات، وأضاف أن الأدباء لا يستفيدون من المركز الثقافى سوى ساعتين أسبوعيا فقط.


وقال الشاعر طه هنداوى إن بديل الثقافة لدى الشباب هو اللجوء للأفكار الشاذة، سواء كانت عبدة الشيطان أو الإلحاد أو التطرف الدينى، ولذلك لابد أن ندعم قصور الثقافة وننمى المواهب ونحافظ على مبدعينا، وأن تقام الندوات الثقافية فى مراكز الشباب بصورة شبه دائمة ومنتظمة.


وقال محمد السعيد، مؤلف قصص أطفال من مدينة كفر الشيخ، إن المحافظة كان لديها قافلة ثقافية متنقلة، ظلت قرابة 4 سنوات، قابعة بجوار مبنى مديرية الثقافة بالمحافظة دون الاستفادة بها، وكانت عبارة عن مسرح كبير به كافة مهمات فرق الفنون الموسيقية والتشكيلية، وبعد هذه السنوات، قامت الوزارة بسحبها وإعطائها لمحافظة أسيوط.


وقال هشام يوسف، مدير عام مديرية الثقافة بكفر الشيخ، إن حال قصور الثقافة تحسنت كثيرًا بعد الانتهاء من افتتاح المركز الثقافى فى يناير الماضى، مضيفا أن قصر ثقافة دسوق سيتم افتتاحه خلال أسابيع قليلة، وأشار إلى أن كفر الشيخ بها دار واحدة للعرض السينمائى، و3 فرق فنون شعبية حصلت على جوائز فى مهرجانات كبيرة.


 

الدقهلية.. الميزانية لمرتبات الموظفين.. والأنشطة أثناء زيارات المسئولين

 سالى نافع


تضم محافظة الدقهلية أكثر من 42 موقعًا ثقافيًا تشمل قصورًا وبيوتًا للثقافة، لكنها تظل مجرد «سد خانة» بلا أى تأثير حقيقى، أو أنشطة تمس الجماهير، وليست قلة الإمكانيات وحدها هى العقبة أمام أداء هذه الكيانات لدورها، لكن أيضا عدم ملاءمة المنتج الثقافى للواقع الحالى، علاوة على أن أغلب أوجه إنفاق الميزانية تخصص لرواتب العاملين، وأعمال التجديدات والصيانة، الأمر الذى يزيد من الفجوة بينها وبين المواطنين.


«الدستور» أجرت جولة فى عدد من قصور الثقافة، بدأت بقصر ثقافة الدقهلية، أو «قصر ثقافة المنصورة» المقر الرئيسى لإقليم شرق الدلتا، فوجدته يشهد عملية إحلال وتجديد فى قاعات التدريب والمسرح، بالإضافة إلى تركيب تكييفات جديدة واستحداث وسائل أمان ضد الحرائق، فضلًا عن تجديد دورات المياه وبعض الأعمال الإنشائية به، فى حين أن القاعة بالدور الثانى لم تُفتح من قبل، ومع ذلك قامت الإدارة بتغيير مقاعدها.


أما فى بيت ثقافة بدواى المقام على مساحة كبيرة، وبه أكبر مسرح بالمواقع الثقافية على مستوى المحافظة، فلا توجد أى ميزانيات للإنفاق عليه، حتى إن مسرح القصر لا يوجد به كرسى واحد للمشاهد.


بيت ثقافة طلخا، لا يوجد به أى أنشطة، ولا دليل على كونه تابعا لقصور الثقافة إلا لافتته، حتى إن مقر البيت المقام على مساحة شقتين، يوجد عليه نزاع مع هيئة مصنع السماد بطلخا، حيث يطالب المصنع باستردادهما من جديد، علما بأنه تم تجديد الشقتين الصيف الماضى بقيمة 30 ألف جنيه.


ويعانى قصر ثقافة دكرنس نقصا شديدا فى الموارد المالية والميزانيات، حيث لا يوجد تليفون أرضى ولا مكاتب، وجميع الأنشطة متوقفة، فلا يوجد مسرح ولا مكان للاجتماعات والندوات، فضلًا عن ضيق مساحة القصر للغاية، ويديره 5 موظفين فقط منذ 50 عامًا، نادرا ما يتواجد أحدهم، فالمكان يكسوه التراب وتسكنه الحشرات والفئران من كثرة غلق أبوابه، فلا يفتح إلا فى الزيارات.


يقول محمد خالد، أحد شباب مدينة دكرنس: «لم أدخل قصر الثقاقة من قبل ولا أعلم عن النشاطات التى تنظم بداخله نظرا لعدم اهتمام المسئولين به».


واستنكر هانى سيف، مترجم لغة إنجليزية بقصر ثقافة نعمان عاشور، افتقار القصور وبيوت الثقافة إلى المطبوعات الثقافية، وغياب النشاطات، منوها بأن الموظفين فى معظم هذه المواقع يقومون بتوقيع الحضور والانصراف فى كراسة.

أما قصر ثقافة المنزلة، فيشهد عددا من النشاطات التى تنظم من أجل زيارة المسئول فقط، ليغلق القصر أبوابه بعدها، وأكد عدد من شباب المدينة أنهم لا يرون النشاطات التى يعلن عنها دائما ويتم تنظيم نشاطات أثناء زيارة المحافظ ورؤساء الفروع ويأتون إليها من أجل التقاط الصور بداخلها فقط.


وقالت هدى أحمد: «ذهبت إلى قصر الثقافة من قبل، أملا فى ممارسة أى نشاط ثقافى، فلم أجد مكتبة أو أى نشاط، ولم أر سوى عدد من الموظفين، وعندما سألت عن النشاطات التى تنظم بداخله، كان الرد (هنبقى نعلن عنها)».


ولم يختلف الحال فى قصر ثقافة بنى عبيد الذى لا يعرف عنه أهالى المدينة شيئا إلا عند زيارة المسئولين فقط، مؤكدين أنهم لم يتمكنوا من ممارسة الأنشطة بداخله من قبل، وآخر الحفلات التى أقيمت كانت فى حفل عيد الأم بسبب زيارة رئيس الفرع.


دمياط..باب الموقع الرئيسى مغلق منذ 5 أشهر بسبب عيوب السقف

زينب الزغبى

 

  

تعانى قصور الثقافة الخمسة التى تضمها محافظة دمياط قدرًا كبيرًا من الإهمال أفقدها جاذبيتها للجمهور تماما، حتى أصبحت هذه القصور على مدار السنوات الماضية خالية إلا من قليل من الندوات التى تقام من حين لآخر.


قصور ثقافة دمياط الخمسة موزعة على مراكز دمياط وفارسكور والزرقا وكفر سعد ودمياط الجديدة، وتضم المحافظة أيضًا خمسة بيوت للثقافة، ويبلغ عدد المكتبات التابعة لقصور وبيوت الثقافة 53 مكتبة بمختلف أنحاء المحافظة. 


يكاد نشاط قصر ثقافة دمياط، يكون محصورا فى الحفلات التى تنظمها مديرية التربية والتعليم ومديرية الشباب والرياضة، ويستضيفها مسرح قصر الثقافة، حسب بروتوكول بين الثلاث جهات، أو بتعليمات من المحافظ أو السكرتير العام، وبعض العروض المسرحية والغنائية، والندوات. 


باب قصر الثقافة الرئيسى مغلق منذ 5 أشهر تقريبًا، بسبب عيوب فى سقف المدخل، وبالرغم أن هناك أكثر من لجنة قامت بفحصه، إلا أنه لا أحد يتحرك، ولكن الغريب أن الباب يتم فتحه أثناء الحفلات الكبيرة، التى تنظمها مديرية التربية والتعليم، أو الشباب والرياضة، أو أى حفل يحضره المسئولون، والسؤال إذا كان إغلاق الباب الرئيسى فى عدم وجود حفلات خوفا على أرواح رواد القصر والموظفين، فلماذا يتم فتحه فى وجود مئات يحضرون هذه الحفلات؟!. ويقول الروائى حلمى السيد إن الأحداث التى تشهدها البلاد من فتن وإرهاب تؤكد أهمية دور قصور وبيوت الثقافة، فى رفع وعى الشباب والحفاظ على الوحدة الوطنية، ولكن ما يحدث من غلق وإهمال لأغلب قصور وبيوت الثقافة بدمياط يساعد على أن يضيع الشباب فكريا دون أن يجد من يوجهه إلى الطريق الصحيح. 


وتشير الروائية منى شحاتة إلى أن أغلب قصور الثقافة العمل بها أصبح مقتصرا على الاحتفالات الخاصة بالمحافظة والتنفيذية والجهات الحكومية فقط، وأن الكثير من الشباب يعزفون عن التوجه إليها نظرا لعدم الاهتمام بالأنشطة الثقافية والإبداعية حتى بات أغلبها مغلقا معظم الوقت.


الإسماعيلية.. الباعة الجائلون استولوا على مواقع مخصصة لإنشاء مناطق ثقافية

مصطفى دياب – محمود الكيلانى

 

البداية من قصر ثقافة «القنطرة شرق»، والذى خصصت وزارة النقل قطعة أرض مساحتها 5 أفدنة لإنشائه عام 1967، حيث لا يحوى سوى حجرتين متداخلتين، وبه مسرح كبير، وباقى الأرض تحولت إلى موقع لإلقاء القمامة واستقطاب تجار ومتعاطى المخدرات، وبعد مرور عشرات السنوات من إنشائه عادت وزارة النقل تطالب بقطعة الأرض أو تأجيرها منهم.


وقال محمد الغربى، ممثل، إن مبنى قصر ثقافة «القنطرة شرق» قديم جدًا وآيل للسقوط فى أى لحظة، بخلاف عدم تجهيزه، فلا توجد به أدوات موسيقية أو إضاءة أو سماعات أو مقاعد فى مسرحه، ويقومون باستئجارها عند العرض السنوى.


وأضاف «الغربى»: «قدمنا شكاوى عديدة طالبنا فيها بإحلال وتجديد القصر، ولكن دون جدوى»، مشيرًا إلى أن هيئة السكك الحديدية بوزارة النقل تطالب المسرح بدفع إيجار شهرى للمكان، وإلا الحجز عليه.


وأشار إلى أن قصر الثقافة متوقف بشكل كامل فى الوقت الحالى، وهو ما يدفع إلى استقطاب الشباب من قبل الأفكار الإرهابية، بدلًا من القراءة والمشاركة فى الفعاليات الثقافية والفنية، وتابع: «بدلًا من أن يكون منارة للعلم تخرج لمصر علماء ومثقفين وفنانين تحول لوكر للمخدرات ومأوى للخارجين عن القانون».


فيما شهدت مدينة «القنطرة غرب» استيلاء باعة جائلين على قطعة أرض مخصصة لبناء قصر ثقافة فى المدينة.

وتعانى مدينتا «أبوصوير» و«القصاصين» من عدم وجود أى قصور ثقافة بالمدينتين رغم كثافتهما السكنية التى تتعدى 250 ألف نسمة.


وقال السيد عريبى، أحد أبناء «القصاصين»: «جميع أهالى المدينة محرومون من وجود قصر ثقافة يعمل على تثقيفهم، خاصة الشباب الذين توجهوا للتطرف فى الفترة الأخيرة»، وطالب وزير الثقافة حلمى النمنم، ورئيس الوزراء المهندس شريف اسماعيل، ومجلس مكافحة الإرهاب، الذى سيتم إنشاؤه، الاهتمام بالمناطق المحرومة من قصور الثقافة.


الشرقية.. الأهالى لا يعرفون بوجودها والترميم مستمر منذ ٢٠ عامًا

سارة الوردانى


«هيّا فين قصور الثقافة».. سؤال استنكارى رد به أغلب من التقتهم «الدستور» من أهالى مدن الشرقية، ردا على سؤال محررة الجريدة عن دور القصور وأنشطتها، وبالفعل كشفت الجولة عن غياب تام لأى نشاط، بل إن قصر ثقافة ديرب نجم، أهمله المسئولون بحجة الترميم لما يقرب من 20 عاما، ظل خلالها موظفوه يتنقلون من شقة إلى أخرى، دون عمل، وخلال هذه الأعوام الطويلة حُرم الأهالى من أى أنشطة ثقافية.


وعلى الرغم من صرف الأموال الطائلة لتجديد قصر الثقافة، إلا أن أهالى ديرب نجم ما زالوا يشكون بسبب الحرمان من أى أنشطة ثقافية، حيث قالت «ش.أ»، إن قصر الثقافة مغلق ولا يتم عقد أى أنشطة به نهائيا حتى بعد أن تم تجديده.


 وعن قصر ثقافة فاقوس، قالت إن كثيرا من الأهالى لا يلحظون وجوده من الأساس ولا يعلمون حتى مكانه، فهو مبنى متهالك آيل للسقوط، تنعدم خدماته، ويجهل الشباب حتى الدور المنوط به أداؤه. 


أما قصر ثقافة الزقازيق، فلا يقصده أهل المدينة إلا إذا تمت دعوتهم لحضور احتفالية تنظمها محافظة الشرقية، أو أى جهة أخرى. 


وقال محمد مصطفى هنداوى، شاب من أهالى مدينة الزقازيق، إن غياب دور قصور الثقافة فى المجتمع أدى لكثير من الكوارث، أبرزها سيطرة أفكار الإرهاب والتطرف، وانتشار الهبوط فى الذوق العام.



الأقصر.. «أوضتين وصالة» لأنشطة الأطفال

هدى الأمير

رغم الدور المأمول من جانب الهيئة العامة لقصور الثقافة، خاصة إزاء النشء والأطفال، فى تحقيق التوعية وتنمية قدراتهم، واكتشاف مواهبهم، إلا أن قصر ثقافة الطفل بمحافظة الأقصر يعانى الكثير من صور الإهمال التى تعوقه عن أداء الدور المطلوب منه.


مقر قصر ثقافة الطفل بالأقصر عبارة عن شقة سكنية بالطابق الأرضى، بداخل إحدى عمارات المساكن الشعبية بمنطقة أبوالجود، وقال أحد العاملين بثقافة الأقصر، أن مساحة قصر ثقافة الطفل لا تتعدى 75 مترا، وهى عبارة عن غرفتين وصالة فقط.


المنيا.. 28 موقعًا ثقافيًا معطلًا بسبب الميزانية

على حسين

 قال الدكتور شعيب خلف، مدير عام قصر الثقافة بالمنيا إن المحافظة بها 28 موقعًا ثقافيًا، لكن الجميع يعانى من عدم وجود أماكن تصلح لعقد الأنشطة الثقافية، كما يعد ضعف الميزانيات من أهم المعوقات التى تواجه العمل الثقافى فى المحافظة، مما اضطرهم للاستعانة بالجهود الذاتية، والتبرعات الشخصية لتوفير الكتب والأماكن لعقد الندوات

الغربية.. القصور يطال كل المواقع بالمحافظة

شريف عبدالغنى

 

قال الدكتور حجاج إبراهيم، رئيس قسم الآثار بكلية الآداب بجامعة طنطا، إن معظم قصور الثقافة بمحافظة الغربية تعانى قصورا، وفقدت رونقها، بالإضافة إلى أن بعض المتاحف الإقليمية مغلقة بالضبة والمفتاح.


البحيرة..  سينما «النصر الصيفى» بلا مقاعد.. والمسرح «كوم تراب»

محمد علام

 

تعانى محافظة البحيرة، البالغ تعداد سكانها 6 ملايين نسمة تقريبا، من إغلاق معظم قصور الثقافة، وتوقف بعضها عن أداء أى أنشطة نتيجة ضعف الإمكانيات المادية، وتهالك البعض الآخر، ولم يتبق سوى قصر الثقافة بسينما النصر الصيفى فى دمنهور، الذى تحول إلى صالات لبيع الكتب، وتدهورت أوضاعه.


وقال محمود عبداللاه: «تدهورت أحوال قصور الثقافة فى محافظة البحيرة، ما أدى الى استقطاب أصحاب الأفكار الهدامة والمتطرفة للشباب»، واستدل على ذلك التدهور بما شهده قصر ثقافة «سينما النصر»، التى شيدها الراحل وجيه أباظة محافظ البحيرة فى فترة الستينيات.


وأضاف: «تم انتزاع مقاعد القصر، وتهدم مسرحه الذى عرض عليه باقة من أروع المسرحيات لعمالقة الفن فى مصر، وأقيمت عليه مسابقات عالمية لفرق الفنون الشعبية، وقت أن كانت فرقة البحيرة للفنون الشعبية فى أوج مجدها، فضلاً عن كون السينما فيما مضى ملتقى للعائلات فى دمنهور، يقضون فيها سهرات ممتعة مع أجمل الأفلام العربية والغربية».


وأوضح أحمد صدقة، موجه بالمعاش فى وزارة التربية والتعليم، أنه رغم وجود قصر ثقافة «سينما النصر» فى أرقى شوارع «دمنهور»، وبدلا من أن يتم استغلالها كصرح ثقافى وفنى يستوعب الآلاف من الطاقات المهدرة لشبابنا العاطل، أصابتها يد الإهمال وأصبحت «خرابة» يسكنها الأشباح.


وأضاف: «كل يوم نسمع تصريحا من مسئول فى المحافظة عن وضع خطة عاجلة لتطوير سينما النصر الصيفى، ولكن للأسف الشديد كلها تصريحات للشو الإعلامى، ومن المؤسف أن عاصمة محافظة البحيرة دمنهور لا يوجد بها أى دار سينما حاليا».


من جهتها، قالت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، إن مبنى «سينما النصر الصيفى» فى دمنهور يمثل قيمة تاريخية وفنية وتراثية لأهالى المحافظة، وجار بحث تطوير المبنى، والحفاظ عليه كمنارة ثقافية تاريخية متميزة تقع فى قلب عاصمة المحافظة.


وطالبت جموع شباب ومثقفى البحيرة بالمشاركة بأفكارهم الإبداعية لتطوير المكان بالصورة المناسبة واللائقة بمكانة المحافظة، مضيفة: «وضعنا خطة لتجهيز قصر ثقافة سينما النصر الصيفى للنشاط الثقافى والإبداعى خلال فترة الصيف».


بنى سويف.. أعمال التطوير توقفت منذ ٩ سنوات

 محمد حفيظ


يعانى أغلب بيوت وقصور الثقافة بمراكز محافظة بنى سويف من الإهمال الشديد فبعضها تحول إلى بيوت للأشباح نظرًا لإغلاقها منذ فترة كبيرة، بينما تحولت أماكن أخرى إلى خرابات بعد أن هجرها الزائرون وتراكم التراب على محتوياتها.


بيت ثقافة مركز سمسطا جنوب غرب المحافظة عبارة عن شقة مكونة من حجرتين بالدور الأرضى داخل إحدى العمارات السكانية الشعبية بمنطقة «حى الفالوجا» تحيطها القمامة ومياه المجارى من كل جانب، ويضم البيت مكتبة بها العديد من الأرفف تعلوها كتب وقصص لا يقرؤها أحد.


أحد العاملين ببيت ثقافة سمسطا، رفض نشر اسمه، قال إنه تم تخصيص قطعة أرض مساحتها 800 متر عام 2007 لإقامة قصر ثقافة جديد بقرار 590 لسنة 2007 وتمت مخاطبة الوحدة المحلية بالمدينة لإدراج المساحة ضمن صندوق التنمية الثقافية بوزارة الثقافة ولكن لتأخر وصول الاعتمادات المالية للبناء تم إدراج المساحة المخصصة لإحدى الجهات الحكومية الأخرى، وأصبحنا نبحث عن قطعة أرض أخرى من أجل بناء قصر الثقافة عليها.


وأضاف المصدر أن حوالى ربع مليون مواطن من أهالى المدينة والقرى المجاورة محرومون من حضور أى حفلات أو مشاهدة الفرق الشعبية أو الندوات التثقيفية التى تتبع قصور الثقافة لعدم وجود مكان لإقامة العروض واستقبال الزائرين.


وبمركز ببا، جنوب المحافظة، تم إغلاق قصر الثقافة منذ عام 2007 لترميمه بعد رصد مبلغ 500 ألف جنيه لذلك، وتوقف العمل عام 2008 بسبب مشاكل مع المقاول المسندة إليه عملية التطوير، وبعد مرور 9 سنوات لم يتم الانتهاء من الإصلاحات والترميم حتى الآن.


من جانبه، قال أحمد سوكارنو، مدير عام ثقافة بنى سويف، إن قصر ثقافة ببا تم الإعلان عن مزاد لترميمه وتمت ترسيته على إحدى الشركات بأقل سعر بـ 39 مليون جنيه ولكن تم تأجيله للعام الجديد 2017/2018 لعدم توافر المبالغ بالهيئة بعد تخلى كافة الجهات عنا وتكفلنا بالمبلغ.

 

الوادى الجديد كل المناطق «غير مفعلة»

 ياسمين إسماعيل

تحتوى محافظة الوادى الجديد على 18 موقعا ثقافيا موزعة على مراكزها الخمسة: الخارجة والداخلة وباريس والفرافرة وبلاط، بينها 3 قصور و4 مكتبات و11 بيتا، جميعها غير مفعلة. كما تحتوى على دارين للسينما، أولاهما بمدينة الخارجة وتسمى هيبس، والثانية فى مدينة موط بمركز الداخلة، لكن الاثنتين معطلتان منذ 15 عاما.


 وقال صلاح حسان، وكيل وزارة الثقافة فى الوادى الجديد، إن القطاع لا يختص فقط بتقديم العروض الشعبية والموسيقية، بل يهتم بذوى الاحتياجات الخاصة، حيث نفذ ورشتين خلال يوليو الماضى فى مدرسة التربية الفكرية بمدينتى الخارجة وموط، عن تنمية المواهب الفنية.


 وأكد «صلاح» أن القطاع يسعى لتحويل مركز الصناعات الحرفية فى مدينة الخارجة إلى قصر ثقافة متخصص فى الحفاظ على الصانعات التراثية والمعبرة عن الموروث الشعبى، ونشرها، ومساعدة العاملين بها فى تسويق منتجاتهم فى جميع المحافل الإقليمية والمعارض الدولية. وأضاف أن المديرية نجحت فى تحويل قرية حسن فتحى فى مركز باريس، إلى مزار سياحى وقبلة للفنانين التشكيليين المصريين والأجانب.

 

سوهاج..«قصر العسيرات» مخزن لـ«علف المواشى»

 محمود عبدالعال

ضعف الاهتمام والإمكانيات هما عنوان الوضع الثقافى فى محافظة سوهاج، فالموارد المالية لا تكفى عقد أى نشاط ثقافى، والأماكن المخصصة قليلة وغير مناسبة، وتحول بيت ثقافة العسيرات إلى منطقة مخصصة لعلف المواشى، ومأوى للكلاب الضالة ورعاية الماعز والماشية.


ولم يفتتح قصر ثقافة حى الكوثر رغم تخصيص الأرض، لعدم وجود دعم مادى، مما جعل المبنى غير المكتمل قصرا للأشباح، وهو ما ينطبق أيضا على قصر ثقافة مركز أخميم.


القليوبية.. قصور الثقافة متهالكة ومأوى للبلطجية والمنحرفين

صلاح حسنى

 

تعانى قصور الثقافة الـ25 بالقليوبية من حالة عامة من الإهمال، وتهالك المنشآت، مما دفع العاملين بها إلى تأجير شقق متهالكة وآيلة للسقوط وتحاصرها القمامة من كل جانب.


وقال على صادق، موظف بالمعاش، إن قصر ثقافة بنها، عاصمة المحافظة، والذى يعد أكبر قصور الثقافة بالقليوبية، لم يعد ينظم أى ندوات تثقيفية، أو توعوية، فضلا عن عدم وجود فرق فنية لتمثل المحافظة ثقافيا، وجذب المواطنين بعيدا عن أفكار التطرف والإرهاب.


وفى مدينة طوخ، كشف السيد منصور، مهندس، أن قصر ثقافة المدينة تم ضمه إلى مدرسة طوخ الخاصة، وتم تأجير «شقة أهالى» بدلا منه، كما تم اعتبار الدور الأرضى فى إحدى العمارات القديمة والمتهالكة بمثابة الساحة الشعبية.


وأضاف منصور أن قصر الثقافة الجديد المستأجر هو عبارة عن وحدة سكنية مكونة من غرفتين وصالة وحمام، ولا يستطيع أحد، سواء الموظفين أو الشباب، ممارسة أى نشاط فى هذا المكان غير الآدمى، وهو ما حوله لمكان لتوقيع الحضور والانصراف، وصرف المرتبات آخر الشهر، على حد قوله.


وفى قرية «أجهور»، قال محمد حسن، أحد شباب القرية، إن قصر الثقافة أصبح مأوى للبلطجية والخارجين عن القانون، وهو مجرد مقر مستأجر بشقة أحد الأهالى، ولا يصلح لإقامة أى أنشطة أو ندوات.


فى ذات السياق، اتهم كامل السيد، أمين حزب التجمع، بالقليوبية، قصور الثقافة بالتقاعس عن القيام بدورها فى جميع مدن المحافظة، مشيرًا إلى أن مدن الخانكة وشبرا الخيمة والخصوص وقليوب وشبين القناطر، مهملة ثقافيا، ولا توجد بها مكتبات حديثة، وتضم مئات الموظفين دون مردود حقيقى على الأرض.


من جانبه، قال محمد جودة، مدير هيئة قصور الثقافة بالقليوبية، إنه تم حصر كافة قصور الثقافة المتهالكة بالمدن والقرى، وغيرها من المبانى التى تحتاج إلى الدعم والترميم، وجار إرسالها إلى الهيئة العامة بالقاهرة لاتخاذ اللازم.