رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ علم النفس السياسي يرصد كيفية التعامل الفكري مع الشائعات

الدكتور فتحي الشرقاوي
الدكتور فتحي الشرقاوي - أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين ش

في إطار تأهب جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها لمكافحة التطرف والإرهاب، ينبغي عدم إغفال ملف الشائعات المغرضة والتي تلعب دورًا كبيرًا في التأثير السلبي على معنويات الجمهور، ومن ثمّ مساعدة الجماعات المتطرفة على تحقق أكبر قدر من أهدافهم الارهابية.

ولتحقيق أكبر قدر من المواجهة لهذه الشائعات، علينا أن نأخذ في الاعتبار النقاط الإجرائية التفصيلية والتي يرصدها الاستاذ الدكتور فتحي الشرقاوي، أستاذ علم النفس السياسي بجامعة عين شمس في هذه النقاط التالية:

أولاً: سرعة انشاء وتأسيس مرصد على المستوى الرئاسي لرصد كافة الشائعات التي يتم إطلاقها سواء المتداولة بين الأفراد والجماعات، أو يتم تديرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي سريعة الإنتشار أو من خلال الميديا الجماهيرية بكافة أنواعها المقرؤة والمسموعة والمرئية.

ثانيًا: بعد عمليات الرصد، يقوم المتخصصون في مجال تحليل الرسائل ولغة الخطاب إلى تصنيف تلك الشائعات وفقًا لعدة محاور.

1. مجال الشائعة
ديني - سياسي - اقتصادي - أسري - اجتماعي... الخ
2.مدى إرتباط الشائعة في كل مجال من المجالات التصنيفات السابقة بموقف أو حدث أو قرار تم اتخاذه، أو حدث سيتم الإقدام عليه.

3. تحليل مضمون الشائعة.. ومدى احتوائها على بعض الحقائق ومصدرها وتحليل كلماتها ومدى تأثيرها الإنفعالي على من يقرأها.

4. تحليل البيانات الديموغرافية لأصحاب الصفحات الاجتماعية ..الذين يقومون بالتوظيف والانتشار لتلك الشائعات مثل أعمارهم..مستوياتهم التعليمية..أماكنهم الجغرافية؛ لأن تلك المؤشرات التحليلية ستوضح لنا الطبيعة النوعية للأفراد الفاعلين في عملية الترويج والانتشار، هل هم من كبار السن أم الصغار؟.. الذكور أم الإناث..الأميين أم المتعلمين..الخ

ثالثا بعد الانتهاء من عملية الرصد والتسجيل وفقًا للفئات السابقة، تأتي مرحلة التخطيط لمواجهة الشائعة على أسس علمية يتصدرها.

1 - سرعة الرد على الشائعة بمجرد رصدها وتسجيلها، حتى يتم وأنها في حينها.ولا تتاح لها إمكانية البيوع والانتشار.

2 - لا بدّ من استخدام نفس لغة الشائعة في الرد عليها، فإذا كانت الشائعة مغلقة في الانفعالية واللعب على أوتار الوجدان والمشاعر، فلا بدّ من الاعتماد على نفس اللغه لأحداث التأثير المضاد والعكسي.

3 - لا بدّ من وجود شخص له مصداقية وثقة لدى الناس يقوم بعرض الشاءعة وكل مايناقضها ويغايرها على الجمهور .مستعينا في ذلك بشتى اساليب الاقناع والبرهنه والتدليل والاستنتاج والاستقراء والتحليل وكل العمليات الذهنيه المرتبطة بالتواصل الفعال "على فكرة لا يوجد غير النفسيين للقيام بتلك المهمة الدقيقة) ولا ينبغي تركها للهواه من الاشخاص.

رابعًا - بعد دحض الشائعة وإثبات أغراضها السلبية، وعرض المغاير لها، يتم الترويج والتكييف للرسالة الإيجابية "عكس الشائعة" لمدة يومان على الأقل، لضمان التأثر بها وإهمال مضمون الشائعة الأول

خامسًا - لا بدّ من وجود رصد للتغذية المرتدة بعد إعلان الحقائق المغادرة لمضمون الشائعة، وهل لازالت منتشرة أم بدأت في التلاشي.

كل ماسبق يستدعي وبالضرورة الاستعانة بتخصصات علم النفس من الدارسين لتحليل لغة الخطاب والانفعالية والمشاعر ومهارات التأثر والتأثير، وآن الآوان لتسخير العلم وتطبيقاته في مواجهة مشكلات الواقع.