رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«القاهرة» فى مواجهة «أخبار الأدب».. قصة ومناظر!

جابر عصفور
جابر عصفور

المجلات والصحف الثقافية جزء من سياسة الدولة المصرية لتقديم وجبات من الفكر والأدب، وعندما ظهرت «القاهرة» كانت انقلابًا على هذه الفكرة، فهى لم تصدر لغرض التثقيف ونشر الوعى بين المصريين، لكنها صدرت لمحاربة المثقفين ومواجهتم بترسانة من المحررين «الثقافيين»، والتاريخ القريب شاهد على هذا الانقلاب، فقد قرر فاروق حسنى مواجهة «أخبار الأدب» ورئيس تحريرها الكاتب الراحل جمال الغيطانى، الذى كان يقود حملات صحفية متواصلة ضد سياسات فاروق حسنى ورجال وزارته فى مجالات الآثار والسينما والمسرح أيضًا، وظلت «أخبار الأدب»، التى تصدر عن مؤسسة حكومية هى «أخبار اليوم»، تواجه الوزير بمخالفات وشبهات فساد، وفجأة ظهر الكاتب الكبير «صلاح عيسى» مدافعًا عن فاروق حسنى فى مقال لم يكن عابرًا، فقد جرى اتصال بين الوزير والكاتب اليسارى الكبير لتأسيس صحيفة «القاهرة» برئاسة تحرير الكاتب الراحل الكبير «رجاء النقاش»، ويعرف المثقفون الذين عاصروا تلك الفترة أوائل الألفية كيف أطاح «عيسى» بالكاتب الكبير «رجاء النقاش» فى مشهد درامى دفع «رجاء» إلى كتابة مقالين متتالين فى الأهرام والشرق القطرية، يصف فيهما قصة الصراع الشهير بين محمد بك الكبير ومراد أبوالدهب، ووصلت الرسالة إلى المثقفين، وجلس «صلاح عيسى» منفردًا على عرش «القاهرة»، التى صدرت بإمكانيات كبيرة لمواجهة «جمال الغيطانى» وحفنة المثقفين الخارجين عن «طاعة» الوزير، وتم تدشين مرحلة جديدة فى مسيرة وزراء ثقافة مصر، فقد أصبحت لهم صحيفتهم الأسبوعية، بإمكانيات كبيرة وقدرات أكبر على «تهجين» المثقفين وتخويفهم أيضًا!، واستعان صلاح عيسى وفاروق حسنى بمجموعة من المثقفين الباحثين عن «فرصة» للتطاول على أدباء مصر ومثقفيها الذين يزعجون السيد الوزير، وتخصص القاص «عبدالحكيم حيدر» (الذى تحول الآن إلى كادر إخوانى معارض للدولة المصرية) فى الهجوم على كبار المبدعين الرافضين لدخول حظيرة الوزير فاروق حسنى، وشهدت «القاهرة» مقالات هجومية فجة ورخيصة استهدفت «إبراهيم أصلان» بقامته الكبيرة.

وبين السطور عشرات التفاصيل مما سنعرضها لاحقًا، لكننا اليوم نكتفى بالإشارة إلى «القاهرة» التى لم تزد يومًا عن كونها «مشرة» السيد الوزير، أى وزير، وليس غريبًا ولا مستهجنًا أن يطيح هذا الوزير بـ«رئيس تحرير نشرته الخصوصى»، ولم يخترع حلمى جديدًا، فقد ورث القاهرة عن فاروق حسنى كما ورثها كل من جاء قبله من وزراء الثقافة