رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحت الأرض.. الحكاية الكاملة للصفحة المثيرة للجدل

تحت الأرض
تحت الأرض

أثارت صفحة «تحت الأرض» أو «underground»، على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» فزع المصريين والرأي العام خلال اليومين الماضيين، وتباينت ردود الأفعال القوية حول ماهية الصفحة والقائمين عليها، وكذلك علاقة الصفحة بأحداث التفجيرات الأخيرة التي شهدتها كنيستا طنطا والإسكندرية.. «الدستور» تكشف في السطور التالية التفاصيل الكاملة لصفحة «تحت الأرض».

«تحت الأرض»، مجموعة أطلقت على نفسها «عبدة الشيطان» من خلال صفحتهم على «فيسبوك»، مدعين أنهم سيخرجون عما قريب، وينشرون بعض الفيديوهات والصور المخيفة، وكذلك الطقوس الشيطانية والطلاسم والتعويذات.

في بداية الأمر لم يهتم الكثيرون بما تنشره الصفحة من خزعبلات كما اعتقد البعض، ولكن بعد فترة وجيزة أصبحت الصفحة تهم قطاعا عريضا من الشعب المصري، خاصة رواد السوشيال الميديا، بعد الجدل الواسع بين ما نشرته الصفحة والتفجيرات التي طالت كنيستي مار جرجس بطنطا ومار مرقس بالإسكندرية، خاصة بعدما نشرت الصفحة منشورا كان مضمونه: «ابدأ الإشارة.. الخادم رقم 9.. تحقير وتفجير.. نراكم في الشمال على البحر المتوسط.. أرض المدخل والمفترق الطرقي بيننا وبينكم.. صليب محروق من النهر في بابل إلى نهر الشمال».

فسر المحللون والمتابعون للسوشيال ميديا تلك العبارات باعتبارها شفرة، تعني أن المدخل مقصود به الإسكندرية، والمفترق طنطا، والخادم رقم 9 يدل على تاريخ تنفيذ العمليتين الإرهابيتين في 9 أبريل، والصليب المحروق يدل على حرق الكنائس، ومن النهر في بابل إلى نهر الشمال تعني من قيادة التنظيم في العراق إلى القيادة في مصر.

المتابعون لمواقع التواصل الاجتماعي، أكدوا أن تحليلاتهم كانت في محلها، خاصة أن القائمين على صفحة «تحت الأرض» نشروا بعد وقوع الانفجارين صور آثار الانفجار، مصحوبة بتهديدات لضربات أخرى قائلين في منشور آخر: «فنيت قبلكم الكثير وسفكت دماء الملايين.. دائما نحن المخيرين المتمردين على الصانع.. لم تكونوا محور الكون ولستم أول الخلق.. النور بدأ بضرب أرضكم وسوف تغزوها احتفالاتنا بدمائكم.. لوسفير متعطش للمزيد».

منذ هذه اللحظة، أصبحت صفحة «تحت الأرض» محور اهتمام الكثير والكثير، وارتفع صداها عاليا، خاصة بعدما تمادت في منشوراتها وهاجمت متابعيها قائلين في منشور آخر: «تعيشون في نكران حتى يحين الموعد».. مؤكدة أنها تستعد لانفجار جديد في محافظة المنوفية.

الأمر أصبح مثيرا للفزع، خاصة أن ما تنشره صفحة «تحت الأرض» مطابق للأحداث الأخيرة، الأمر الذي دفع مصادر أمنية لنفي شائعات حدوث تفجيرات في محافظة المنوفية، مؤكدين أن ما حدث في الإسكندرية وطنطا، لم يحدث في المنوفية.

الأمر لم يتوقف عند النفي فقط، بل طمأنت المصادر الأمنية المواطنين، بحماية المؤسسات والمنشآت الحيوية ودور العبادة في جميع المحافظات، وتكثيف الكمائن الثابتة على مداخل ومخارج المحافظات.

بعد هذه الأحداث المثيرة للجدل، انتشرت الكثير من الأقاويل حول ماهية الصفحة، وظهرت صفحات عديدة مماثلة لها وأيضا لمهاجمتها ومهاجمة القائمين عليها، داعين لسرعة إغلاقها، وبالفعل تم إغلاقها لبضع ساعات، لتعلن الصفحة عبر منشور لها أنها عادت من جديد قائلين: «تم استرجاع الصفحة بعد محاولة إغلاقها.. لا يوجد لنا صفحات أخرى».

تباينت ردود الأفعال حول ماهية الصفحة وقدرتها على العودة بهذه السرعة، ورأى البعض أن القائمين على الصفحة ينتمون لجماعة «عبدة الشيطان» دون توضيح من هم عبدة الشيطان؟، بينما أكد آخرون أن ذلك لا يعدو كونه مزاحا أو فبركة واستغلال للأحداث الجارية.

لم تقف الأجهزة الأمنية مكتوفي الأيدي حول ما يثار من أحداث، وتابعت الصفحة عن كثب، حتى استطاعت أن تكشف عن هوية القائمين عليها، وتمكنت بالفعل من القبض على «ريم عادل»، ٤٦ شارع المطراوي القاهرة، و«سعيد منشي»، ١٣ شارع بطليموس الفلكي الإسكندرية، و«محمود سامي»، وشهرته «محمود حريقة» 28 شارع محمود سامي حدائق القبة القاهرة، و«داود .م» بمسقط رأسه بالمحلة الكبرى.

يحاول الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي الوصول إلى الصفحة الأصلية «تحت الأرض»، إلا أنه بعد القبض على القائمين عليها وبدء التحقيقات معهم، وكذلك بلاغات رواد السوشيال ميديا عن الصفحة أدى إلى إغلاقها بشكل نهائي، وما هو موجود حاليا على «فيسبوك»، صفحات مشابهة مزعومة لصفحة «تحت الأرض».