رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بكائيات الشاشات.. لماذا يغضب الرئيس من الإعلام دائمًا؟

السيسى
السيسى

أيد خبراء وأساتذة الإعلام دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى لوسائل الإعلام بضرورة التحلى بالمسئولية والدقة والمصداقية فى تغطية الأزمات التى تمر بها مصر، ومراعاة الدقة فيما تتناوله من أخبار ومعلومات، والتوقف عن نشر مشاهد القتل والأعمال الإرهابية على شاشاتها طوال الوقت.

وأوضح الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، أن التغطية الإعلامية للتفجيرين اقتصرت على «البكائيات»، وقال: «حجم الحدث كبير ومن الضرورى فرد مساحة كبيرة له على الشاشات، لكن تلك المساحة يجب ألا تقتصر على النحيب».

وأشار إلى وجود أدوات للعمل الصحفى والإعلامى مثلت «فريضة غائبة» فى عملية التغطية، موضحًا أن «التغطية اكتفت بالتعليق على الحدث، بدلًا من الاعتماد على الاستقصاء الإعلامى فى توفير معلومات وحقائق جديدة يترقبها المشاهد، والتناول الإعلامى بأكمله اتسم بالشحنة العاطفية الزائدة، حتى أصبح دعائيًا».

وشدد على أن «تلك الشحنة العاطفية المفرطة هى السبب فى غضب الرئيس عبدالفتاح السيسى من الخطاب الإعلامى، خاصة أن تلك البكائيات من شأنها شحن الجماهير وإغضابها، وتؤدى إلى تجاهل الحقائق والمعلومات».

ورأت الدكتورة ليلى عبدالمجيد، العميدة السابقة لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن هناك قصورًا كبيرًا لدى الإعلام فى تناول الحوادث الإرهابية، مشيرة إلى تضارب المعلومات واختلافها من قناة إلى أخرى خلال تغطية أحداث تفجيرى الإسكندرية وطنطا، وقالت: «تابعت معظم التغطيات على القنوات المختلفة، ووجدت أنه ولا جهة إعلامية امتلكت الحقيقة».

وحملت الجهات الرسمية والمؤسسات الإعلامية مسئولية التخبط فى نشر المعلومات الحقيقية، لافتة إلى عدم وجود تعاون بينهما يهدف إلى كشف الحقائق للمواطن، مضيفة: «فى أوروبا وفور حدوث مثل تلك الوقائع يتم التعاون الفورى بين الجهات الرسمية والإعلام حتى لا يتم تشويش المواطنين بمعلومات خاطئة.. أما عندنا عرضت كل قناة إحصائية مختلفة لعدد الشهداء والمصابين، وقصة مختلفة عن كل ما يتعلق بالعمليتين الإرهابيتين».

وتابعت: «الإعلام المصرى لا يعتمد على كوادر ذات خبرة لتحليل الحدث، ويتم الاستشهاد بخبراء ومحللين ليست لهم مرجعية ثقافية ولا هم على قدر الحدث ولا لديهم معلومات متاحة حقيقية، والقنوات تلجأ إليهم بهدف حشو الهواء دون الالتفات إلى انتقائية المادة الإعلامية»، وانتقدت نشر القنوات الفضائية صور المصابين والشهداء.

واتفق الدكتور سامى عبدالعزيز، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة مع رؤية الرئيس، وقال: «الإعلام دوره الحقيقى ليس الإدانة أو التبرئة وإنما فقط نقل المعلومة»، مضيفًا: «ما نواجهه من عنف جسمانى فى المجتمع نتيجة للعنف العاطفى واللفظى الذى بدأ يتزايد فى الخطاب الإعلامى»، موضحًا أن «تعرض المواطن لمشاهد العنف جعله يتخيل العالم كله عنيفًا».

وطالب الدكتور عادل عبدالغفار، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، بوضع «كود مهنى» لتناول الإعلام لقضايا الإرهاب، وانتقد التغطية الخبرية للإعلام المصرى للتفجيرين، خاصة إذا ما قارناها بتغطية الإعلام الفرنسى للحوادث الإرهابية هناك، مضيفًا: «الإعلام المصرى لا يحترم حرمة الموتى.. ما الهدف أن نعرض مشاهد الجثث والقتلى على شاشات التليفزيون؟».

وشدد على أن من المعايير الواجب على وسائل الإعلام اتباعها: «احترام حرمة الموتى، الدقة فى نقل ومعالجة الأخبار، التقليل من مشاهد القتل والدماء على شاشات التليفزيون».

ودعا الدكتور محمد شومان، عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، إلى ضرورة الانتهاء من تشكيل واختيار الهيئات الإعلامية الثلاث التى نص عليها الدستور، من أجل ضبط الفوضى وإعادة المهنية للإعلام المصرى.

وقال «شومان»: «الإعلام لديه مشكلة هيكلية تتعلق بالموسمية والعشوائية فى التغطية الخبرية، وعلى وسائله عدم نشر صور أو مشاهد العنف والقتل احتراما لحرمة الموتى»، مشيرًا إلى أن «مثل هذه المشاهد تخلق حالة من تبلد الشعور لدى المواطنين».

ورأى الكاتب الصحفى صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، ضرورة أن يرد إعلامنا على «الإعلام الداعشى» والوسائط التى تشرع الإرهاب، مضيفًا: «نشر وسائل الإعلام صور الضحايا والموتى الذين استهدفهم الإرهابى خلق نوعًا من المخاوف لدى المواطنين وأثار الذعر».