رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز يكتب: لا تعلنوا الحداد.. أعلنوا التحدي


إذا لم تكن هذه هى الحرب.. فماذا تكون إذن؟

ما تعرضت له مصر طوال أمس، الأحد، الذى كان داميًا وصادمًا وحزينًا، يرد على كل من شكك فى خوضنا حربًا كاملة، يقودها «أعداء فجرة» ضدنا.

لقد استهدفوا المصريين المسيحيين، اعتقادًا منهم أن هذا يمكن أن يحقق أهدافهم فى زرع الفتنة، وإحداث الفرقة وتأليب العالم علينا، إلا أن رجاءهم خاب، وأملهم تبدد وحلمهم تبخَّر، وأعتقد أن صورة المسلمين وهم يتبرعون بالدماء فى مسجد المنشاوى لمصابى حادث كنيسة مارجرجس بطنطا ردت ببلاغة تامة على كل ما يريدونه بنا.

استكثر الإرهابيون أن يكون الأقباط أكثر الداعمين والمساندين للرئيس عبدالفتاح السيسى فى زيارته إلى الولايات المتحدة، وكأنهم يقولون لهم: «هذه آخرة تأييدكم للرئيس»، يريدون إرهابهم حتى يتراجعوا عن قضية وطنهم، دون أن يعرفوا أن الوطن لا تفاوض عليه ولا تراجع عنه.

خطط الإرهابيون لوضع الجميع فى حرج، فبابا الفاتيكان يستعد لزيارة القاهرة، هل يقولون له إن مصر ليست آمنة؟ لن يصدقهم، وهل هناك من يصدق القتلة.

رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، قال بحسم ووضوح للرئيس السيسى فى البيت الأبيض، إنه يساند مصر وشعبها فى حربهما ضد الإرهاب، فهل يقولون له إن الأقباط ليسوا آمنين على أرواحهم، فلابد أن تتدخل؟.. لن يسمع لهم، لأنه يعرف اليد التى صنعتهم، واليد التى تموّلهم، ويعرف أكثر أنهم يريدون الوصول إلى مكتبه شخصيًا.

هل تريدون الحقيقة؟

لقد وصل الإرهابيون إلى قاع الانحطاط والتخبط، ليس بإجرامهم فقط، لكن لأنهم بالفعل لا يعرفون الشعب الذى يواجهونه، لذلك يعتقدون أنهم يمكن أن يهزموه بسهولة، وبحيل قديمة سقطت منذ عقود.

لقد أرادوا أن يقلبوا الفرح مأتمًا، والعيد جنازة، معتقدين أننا يمكن أن نخضع لهم.

لا يعرف هؤلاء أن المواجهة بهذه الصورة لن تزيدنا إلا تحديًا.

إننى لا أحبذ إعلان الحداد.

وإذا كنتم تريدون شيئًا، فاعلنوا التحدى، واصلوا المقاومة، قولوا للعالم كله إننا بحجم الحرب التى يخوضها ضدنا أعداء الحياة، الذين لن نتركهم أبدًا ينعمون بالانتصار علينا.

اعملوا لمصر.. فدونها لن نكون.