رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القصة الكاملة لمصنع ألبان الأطفال «لاكتو مصر» المنسي

ألبان الأطفال
ألبان الأطفال

كشفت تصريحات «الدكتور أحمد عمادالدين، وزير الصحة والسكان، عن وجود مصنع لإنتاج ألبان الأطفال، «لم يكن يعلم عنه شيئًا»- جانبًا من إهمال الحكومات المتعاقبة، فى إدارة المنظومة الصحية.

تصريحات الوزير، الذى ظهر مندهشًا وهو يتحدث في مؤتمر صحفي عن قدرة مصنع «لاكتو مصر»، على تحقيق الاكتفاء من ألبان الأطفال، دفعت «الدستور» لتوثيق القصة، والذهاب إلى مدينة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، حيث مقر المصنع، الذى سقط من ذاكرة الحكومة.

بدايةً، التقينا الدكتور محمد خضير، مدير الإنتاج بـ«لاكتو مصر»، الذى تحدث عن نشأة المصنع فى عام 2000، وبدأ فى الإنتاج الفعلى لألبان الأطفال أواخر عام 2002، وقال: «المصنع هو الأول في الشرق الأوسط الذى ينتج ألبان أطفال، وتبلغ طاقة الإنتاجية 35 مليون عبوة ألبان سنويًا.

وأضاف «خضير» أن المصنع كان يصدر الألبان لدول أوروبا وعلى رأسها، ألمانيا وهولندا، بالإضافة إلى الدول العربية مثل السعودية، وليبيا، والإفريقية مثل، الصومال وغيرها، وذلك حسب الكميات التى كانت تطلبها تلك الدول.

وكشف خضير عن أن الحكومة لم تطلب من المصنع توريد ألبان الأطفال محليًا، نتيجة لوجود اختلافات مع وزراء الصحة السابقين، مستدركًا: «المصنع لديه القدرة على تغطية جميع احتياجات مصر من ألبان الأطفال».

من جانبه، أكد الدكتور إبراهيم عزت، رئيس مجلس إدارة شركة «لاكتو مصر»، ما ذهب إليه خضير، وكشف لـ«الدستور» عن أن خلافات سابقة مع وزراء الصحة السابقين، والحكومة عام 2005، تسببت فى عدم التعامل مع المصنع لتوريد ألبان الأطفال محليًا، وزاد: «تم إيقاف التعامل مع المصنع بسبب انحياز الحكومة وقتها للمحتكرين والمستوردين للألبان من الخارج، فى حين كنا نصدر عالميًا».

واستكمل عزت: «إمكانيات المصنع ضخمة جدًا وقادر على سد احتياجات السوق، لأننا ننتج الخامات وألبان الأطفال بجميع المراحل، بالإضافة إلى أننا نمتلك خط إنتاج (الهاى بروتين) الخاص بمرضى السرطان والمكملات الغذائية المتخصصة».

واستطرد: «المصنع حاصل على جميع شهادات الأيزو والجودة بما فيها أيزو المعامل، ويطبق أعلى معايير الجودة العالمية.

وقالت الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة شركة «أكديما»، إن الشركة ستدعم الدولة في الجوانب التى تشهد نقصًا في الأسواق ومنها الأدوية، وألبان الأطفال، مؤكدة قدرة الشركة على تغطية احتياج مصر من الألبان خلال الفترة المقبلة، وتابعت: «ندرس فتح مشروعات أخرى تساعد فى تغطية احتياج مصر من الأصناف الأخرى مثل المحاليل».

وأضاف المصدر: «هناك عدد من المفتشين سحبوا عينات من المصنع لتحليلها سنة ٢٠٠٣، وكانت جميع نتائجه مطابقة للمواصفات، سواء من الهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، أو معهد التغذية»، مضيفًا: «لكن مافيا الألبان المستوردة، تآمرت عليه، وشنت هجومًا إعلاميًا أدى إلى إغلاقه، ثم السماح له مرة أخرى بالإنتاج على أن يكتفى بالتصدير فقط، وأوضح أن أشهر منتجاته «بيبى زان ١» و«بييى زان ٢».

وأوضح المصدر أن عدم معرفة وزير الصحة بذلك المصنع تؤكد عدم وجود قاعدة بيانات أو نافذة معلومات تصل لأصحاب القرارات فى مصر.

غير أن محمود مطاوع، رئيس شعبة المكملات الغذائية بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية، كشف أن الهيئة لم تكن تراقب المصنع وذلك لأنه لا ينتج إنتاجًا محليًا.

وفى ذات السياق، قال محمود فؤاد، مدير المركز المصري للحق ي الدواء، إن المركز سوف يقدم مذكرة لمجلس النواب ومجلس الوزراء لمحاسبة الدكتور أحمد عماد، وزير الصحة، بشأن تصريحاته بأنه لم يكتشف وجود المصنع من قبل.

واعتبر حديث وزير الصحة يكشف عدم وجود رقابة على المصانع من قبل إدارة التفتيش الصيدلي وهو ما يعد كارثة حقيقية بكل المقاييس على حد وصفه.

وكان وزير الصحة الدكتور أحمد عمادالدين قد قال إنه سيتم إلغاء جميع مناقصات الألبان الخاصة بالأطفال بداية من العام المقبل، مشيرًا إلى أنه فقط سيتم الاعتماد على مصنع «لاكتو مصر».

وأضاف عمادالدين لـ«الدستور»، أن المصنع جزء من شركة «أكديما» المصرية المملوكة للدولة، ومجهز بأحدث التجهيزات العالمية للإنتاج ويعمل بكفاءة ومواصفات أوروبية.