رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمين مساعد الجامعة العربية: التفاهمات بين القادة تؤدى لقمة ناجحة

السفير حسام زكى
السفير حسام زكى

أعلن السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، عن أن هناك أجواء إيجابية تحيط بالقمة العربية العادية الـ28 المقرر عقدها غدا الأربعاء فى الأردن، وأن من شأن هذه الأجواء أن تؤدى إلى لقاءات ثنائية وثلاثية بين القادة العرب تسهم فى إزالة الفتور بين بعض الدول العربية.

وأوضح السفير زكى، فى تصريحات صحفية اليوم الثلاثاء، أن التفاهمات بين القادة تؤدى إلى قمة ناجحة، مشيرًا إلى أنها فى تزايد مستمر، خاصة أنه يتم بحث بعض الأمور التى تتعلق بالعلاقات الثنائية بين الدول، وهذه الأمور تؤدى إلى تفاهمات أكبر وإزالة الفتور والمشاكل عن طريق دخول طرف ثالث يسهم فى ذلك" .

وأضاف زكى: "هذه كلها أمور تؤدى إلى مزيد من التفاهمات، وتصب فى مصلحة العمل العربى المشترك".

وأكد أن المأمول من القمة العربية فى دورتها الـ28 أن تكون ناجحة وبنسبة حضور ومشاركة مرتفعة، وهذا دليل على اهتمام القادة بالقمة"، مشيرًا إلى أن موقع الأردن وعلاقاته الطيبة بالجميع تؤهله ليكون مضيفًا متميزًا لكل الزعماء المشاركين فى القمة.

وأضاف"زكى" أن طبيعة الموضوعات والظروف الاستثنائية التى تشهدها المنطقة تجعل الجميع يستشعر بالخطر، وأن الموقف العربي يحتاج إلى تعزيز وتضامن، وأن يكون القادة العرب جنبًا إلى جنب فى هذا المرحلة، لافتًا إلى أن كل هذه العوامل المجتمعة تؤدى إلى أن هذه القمة سيكون فيها الجديد والمزيد من التقدم للأمام، لا مثل ما يقول البعض من المتشائمين إنها "ليست قمة إيجابية".

وتابع زكى: "إننا فى الجامعة العربية نرى عكس هذا التشاؤم، ونرى أنها قمة إيجابية، ويمكن أن تشهد أيضا قدرًا من التفاهمات بين القادة العرب".

وفيما يتعلق بالرسالة التى ستخرج بها القمة حول صيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب، أوضح زكى "أن ملف الإرهاب يحظى بأولوية كبيرة لدى الجامعة العربية والدول الأعضاء، لأن الإرهاب أصبح يضرب الجميع ولديه إمكانية للضرب فى أى مكان للأسف الشديد، وبالتالى فلا بد من مكافحته والعمل على اجتثاثه بعدة طرق، وليس بالطرق الأمنية والعسكرية فقط، بما يعد جزءًا من منظومة أكبر يتم تطبيقها تشمل نواحى اقتصادية وفكرية وثقافية واجتماعية، وهى منظومة متكاملة".

وأكد أن هناك إجماعًا عربيًا على هذه المسألة، وأن العمل على مكافحة الإرهاب يشكل أولوية كبيرة لجميع الدول العربي.

وأضاف "زكى" أن الإرهاب ظاهرة لها تداعيات كبيرة وسلبية سواء فى المجال الاجتماعى أو الاقتصادى، وكلها يجب التنبه عليها، كما أن لها أسبابًا وجذورًا اجتماعية واقتصادية أيضا بينها ترابط، وأن النظر بمنظور واحد تجاه الإرهاب عن طريق المكافحة الأمنية لم يؤد إلى نتائج مرغوبة، ولذلك أعتقد أن هناك ضرورة على الدول باتباع المنهج الشامل فى التعامل مع هذا الموضوع، ومنها ما رأيناه بملف الربط بين الإرهاب والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغير ذلك.

وأشار إلى أن هناك العديد من الشخصيات الدولية التى ستشارك فى الجلسة الافتتاحية للقمة، أبرزها سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو جوتيرش، والذى سيلقى كلمة، بالإضافة إلى شخصيات أخرى مدعوة لإلقاء كلمات مثل فيدريكا موجرينى، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبى نائب رئيس المفوضية الأوروبية، ورئيس المفوضية الاتحاد الإفريقى الجديد موسى فكى، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى يوسف بن أحمد العثيمين، ورئيس البرلمان العربى الدكتور مشعل بن فهم السلمى.

وأكد "زكى" أن الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، لم يتحدث عن موقف فلسطينى جديد أو مشروع جديد ضمن مشروعات التسوية، وأن مشروعات القرارات الخاصة بفلسطين عادة تشكل ما يقرب من 30 صفحة تحتوى على مجمل القرارات والمشاريع الخاصة بالقضية الفلسطينية، موضحًا أن الجانب الفلسطينى أعاد صياغتها بحيث تؤدى نفس المعانى ولا تتجاوز الـ20 صفحة.

وأوضح أن الجانب الفلسطينى عرض الصياغة الجديدة على الدول العربية، التى لها علاقة بالملف لتنسيق المواقف، وأن "أبوالغيط" عندما تحدث عن الملف الفلسطينى أراد أن يتحدث عن الصياغة الجديدة التى تتجاوب مع تغيرات الأمور والأوضاع، ولكن لم يشر إلى تغيير في مضمون القرارات، خاصة أن الأمين العام للجامعة العربية ينسق مع الجانب الفلسطينى بشكل غير مسبوق.

وفيما يتعلق بنقل السفارات الأجنبية إلى مدينة القدس، أشار زكى إلى أن قرارًا صدر عن الجامعة العربية عام 1980 يتعلق بحالات نقل السفارات إلى القدس ومازال موجودًا فى القرار الخاص بفلسطين، ولكن ليس بالضرورة إصداره فيى قرار بشكل منفرد.

وأوضح أن القانون الدولى يضع محددات فى التعامل مع الأراضى الوقعة تحت الاحتلال، ولم يستطع أحد فرض وضع جديد مخالف للقانون الدولى.

وردًا على سؤال حول خطة التحرك العربى فيما بعد انعقاد القمة العربية، خاصة مع زيارة العاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى للولايات المتحدة الأمريكية، بصفته رئيسًا للقمة العربية عقب زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لواشنطن عقب القمة، قال زكى إن الملك عبدالله الثانى له مطلق الحرية فى إطار ولاية ممنوحة له من القادة لخدمة القضايا العربية، واذا كان نشاطه يبدأ بزيارة لواشنطن والحديث عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية الأخرى؛ فإن هناك ثقة فى عرضه للمواقف العربية بما ينبغى أن تعرض، كما أن زيارة الرئيس الأمريكى غاية فى الأهمية".

وأشار إلى أن الحديث مع الجانب الأمريكى له جوانب كثيرة تتعلق بمجموعة من الموضوعات التى تتطلب معرفة رؤيتها، خاصة أنه حتى هذه اللحظة لا يبدو لنا أن الإدارة الأمريكية صاغت مواقفها فى عدد من الموضوعات.

وكشف"زكى" عن لقاء بين مبعوث الرئيس الأمريكى للشرق الأوسط والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، على هامش القمة العربية بالأردن، وذلك بناء على طلب الجانب الأمريكى، لمحاولة فهم مواقف الإدارة الأمريكية فى هذا الموضوع.

وأكد "زكى" أن الجانب العربى مواقفه واضحة وصاحب حق ويقبل بحل الدولتين وإجلاء إسرائيل عن كل الأراضى المحتلة وعاصمة لفلسطين بالقدس ودولة فلسطينية على كامل الأراضى المحتلة والتى تمثل 22 فى المائة من إجمالى الأراضى الفلسطينية التاريخية، لذلك فإن الجانب الإسرائيلى هو المعنى بتحديد موقفه.

وأوضح أن الجانب العربى على استعداد لأن يقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلى والانسحاب من الأراضى المحتلة على حدود 1967 وحل مشكلة اللاجئين، وهذا يمثل موقفا سياسيا واضحا، ومع ذلك دائما يُطلب من العرب أن يقدموا موقفا!.