رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاهن ميت غمر والتعصب «1-2»


تداول نشطاء موقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لجناب القس أنسيموس رزق، كاهن كنيسة مار جرجس بميت غمر، يهاجم فيه الكنيسة الإنجيلية، قائلًا: «اللى يروح عند البروتستانت لأى سبب، ترتيلة مش ترتيلة، كلام فاضى من ده، محروم هو وأولاده من سر التناول داخل الكنيسة»، مضيفًا: «مسيحنا غير مسيحهم، وإيماننا غير إيمانهم، وإحنا بنقول: باسم الأب والابن والروح القدس وهما ما يعرفوش دى ولا يرددونها، فكيف نذهب وراءهم، ونبيع مسيحنا بسبب هدية أو شىء آخر، لا حِل، ولا بركة، ولا يُسمح لأى واحد يروح عندهم؟» وتابع: «ولا نريد أن نتحدث كثيرًا لكى نشرح الفرق بيننا وبينهم هما مسيحهم غير مسيحنا، ونحن لدينا أسرار وهم ليس لديهم أسرار كنسية فلا حِل ولا بركة لكل شخص هو وأولاده».


وقد أصدر القس رضا عدلى، رئيس سنودس النيل الإنجيلى، بيانًا هذا نصه: «بشأن التصريحات التى أعلنها كاهن الكنيسة الأرثوذكسية فى ميت غمر، والبيان المنسوب إلى مطرانيتها فإننى أؤكد على الآتى:

1- إن محبتنا لكافة الكنائس، يجب أن تسير بنفس القدر بالاحترام المتبادل الذى يجب أن يمارس رغم تباين أو اختلاف بعض عقائدنا.

2- إن وسائل التعبير عن الاختلاف يجب أن تكون على قدر من المسئولية التى تتسم بروح المسيح، دون الانزلاق إلى عبارات تسىء إلى قائلها قبل أن تسىء إلى غيره.

3- إن الكنيسة الإنجيلية لا يمكن أن تنساق إلى درك المعاملة بالمثل مهما حدث، تمسكًا بتعليم المسيح الذى نؤمن به ونكرز بإنجيله.

4- إن مواجهة الفكر الإنجيلى يجب أن تكون بمواجهة الفكر، لا بأساليب ترهيب الشعب وتهديد الناس والحرمان، التى ثبت أنها لم تجد نفعًا عبر القرون.

5- إن الكنيسة الإنجيلية لا تسترق قلوب الناس، لكن النفوس تبحث عن الغذاء الروحى الذى إذا لم تجده فى كنيستها، فليس من حق إنسان أن يمنعها من البحث عنه فى كنائس أخرى، إن حرية الاعتقاد الدينى وحرية العبادة حقوق مكفولة للجميع.

6- يؤسفنى أن يتكلم أحد عن عقيدة الكنيسة الإنجيلية بصورة كشفت عدم درايته بأبجديات عقيدتها وأسرارها، وهو يقود شعبه نحو هذا التوجه، دون أن يدرى أن ثورة الإصلاح البروتستانتى على مدى خمسمائة عام أنارت أوروبا والعالم.

7- إن الفكر الإنجيلى المصلح، كأى فكر، يصل إلى كل الناس حيث هم، فلم تعد الكنيسة التى يتعبد فيها الإنسان حائلًا دون ذلك، بل إن أسلوب القمع والمنع قد يكون دليل إفلاس، يدفع الناس لمزيد من البحث عن الحقيقة والحق المعلن فى إنجيل ربنا يسوع المسيح.

8- لقد ترفعنا سابقًا عن شحن مماثل متكرر من ذات الكاهن فى العام الماضى، دفع شباب كنيسته إلى الاعتداء بالحجارة على كنيسة ميت غمر الإنجيلية، ورغم تنازلنا بمحبة عن حقنا القانونى، إلا أن رسالة المحبة يبدو أنها لم تصل!.

9- إننا نؤكد محبتنا حقًا لكل من أساء إلينا، ونتطلع أن يطبق فعلًا مبادئ المسيح الذى يؤمن به، لكى يرى فيه شعبه محبته لأبناء المعمودية الواحدة، قبل أن يطلب منهم محبة الأعداء.

10- نحتاج أن نرى دورًا فاعلًا على الأرض من مجلس كنائس مصر، فما حدث فى ميت غمر يحدث بكل أسف فى أماكن عديدة فى بلادنا، لا نريد مظهر الوحدة ونحن نفتقر إلى جوهرها، لا نريد وحدة الأرواب والألقاب دون محبة العمل والحق.

الأحباء شعب الكنيسة الإنجيلية: قابلوا التعصب باستنارة الروح القدس، واجهوا الترهيب بكلمة الله الحية والمحيية الأمضى من كل سيف ذى حدين، قدموا يسوع المسيح المخلص الفريد الوحيد، حرروا العقول والنفوس بالكلمة وحدها، بالنعمة وحدها.

الأحباء شعب الكنيسة الأرثوذكسية: من قلوبنا نحبكم، ونثق فى محبتكم لنا، إن إنجيلنا واحد، إن مسيحنا واحد، إن معموديتنا واحدة، مجدًا للآب بارينا، مجدًا للابن فادينا، مجدًا للروح القدس محيينا، نعم، نؤمن بكنيسة واحدة مقدسة جامعة رسولية. آمين.