رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نفسية أهالي الشهداء


شاهدنا الاحتفالية بالمرأة المصرية وتكريم أمهات وأسر الشهداء والندوة التثقيفية للقوات المسلحة، كانت ليالي غير عادية مليئة بمشاعر و كلمات تدمي القلوب وتبكي العيون كلمات تجعل الحجر ينطق، إنها كلمات من الأم و كلمات الأم العطوفة عن ابنها دائمًا ما تحرك قلب أي إنسان، فما بالك بأم الشهيد.

الشهادة إيمان و حب وتضحية و سمو و إيثار بلا حدود هكذا تقول مراجع علم النفس عن الشهادة.
دراسات نفسية أجنبية كثيرة حاولت فهم نفسية الشهداء ومفهوم الشهادة والسمات المشتركة للشهداء وربط الشهادة بالأديان فالشهادة موجودة في مختلف الأديان .

الدراسات كانت عن نشأة الشهداء وعلاقتهم بأهلهم و كان السؤال المحوري في هذه الدراسات هل الشهادة سلوك مكتسب أم فطرة عند الإنسان .

الدراسات الأجنبية المعتدلة تقول أنها سلوك مكتسب يتعلمه الفرد وينشأ عليه و خصوصا في العالم الإسلامي فالشهادة عند العرب و خصوصا المصريين شي مقدس .

البعض الآخر قال إنها فطرة و جينات وراثية و أن كل عائلة به شهيد سوف تجد شهيد آخر في نفس العائلة

بعض الدراسات كانت مغرضة و حاولت ربط مفهوم الشهادة في الإسلام بالعمليات الإرهابية .
نذكر لكم بعض سمات الشهداء كما تقول الدراسات والمراجع وتقارن بين ما نشاهد الآن من بطولات و تضحيات وعطاء من شهداء مصر و أهلهم .

الشهيد منذ طفولته يكون مختلف عن أقرانه تجد أكثر تحملا للمسئولية تجده جري و خفيف الظل و عطوف علي من حوله

دائما ما تجد في وجه بشاشة وسماحة غير عادية

يحافظ على عبادته وصلواته

لا يحب النميمة و لا الكلام الكثير

مطيع لاهله و بار بهم

هذا بعض ما رصدته المراجع الأجنبية و Martyrdom: The Psychology, Theology, and Politics of Self-Sacrifice (Contemporary Psychology ( كتاب نشر عام. 2004
عن سيكلوجية الشهادة .

نأتي للكلام الذي سمعناه أو قرانه عن الشهداء من خلال أهلهم
"كلام أهل الشهيد" محمد شويقة "

وأكد "والد الشهيد" خلال مداخلة هاتفيه مع برنامج "90 دقيقة" مساء الأربعاء الماضى، أنه فى سن الـ49 عامًا، موضحا أنه لو تم استدعاؤه من القوات المسلحة لحمل السلاح مرة أخرى سيذهب دون تردد.

أما والدته فى مداخلة مع الاعلامى جابر القرموطى :طالبت الفريق أول صدقى صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، بقبول شقيق الشهيد فى الجيش، لأخذ الثائر لشقيقه من الجماعات الإرهابية، والتراجع عن قرار إعفائه من الخدمة.

كلام أم الشهيد

السيدة الفاضلة بهية طه" أنه عقب استشهاد ابنها الرائد مصطفى حجاجى حلمى محمد، أحد أبطال العمليات فى سيناء، ألحقت أخيه الأصغر بالكلية الحربية، ليكون له دور فى الدفاع عن الوطن، وأنها مستعدة للتضحية بأولادها فى سبيل مصر.

السيدة ياسمين زوجة الشهيد البطل العقيد أحمد الدرديري، إن أمنية حياة زوجها عندما كان فى مرحلة الثانوية أن يصبح مقاتلا فى الجيش المصرى، وتحقق أمله بدخول الكلية الحربية، وبمجرد دخوله الكلية تمنى أن يصبح شهيدا، وحقق الله أمنيته بالنهاية.

وذكرت زوجة الشهيد بأنه كان برًا بها وأولاده ووالديه، واستكملت حديثها قائلة، إن الشهيد لم يكن متفرغًا لأسرته لوقت كبير ولكن وقت تواجده معهم أثناء الإجازات كان يعوضهم عن أوقات غيابه، وأنه دائمًا يحثها على تحمل المسئولية وقت غيابه

عائلات به أكثر من شهيد
بكى الرئيس عبد الفتاح السيسى أثناء كلمة على محمد عبده والد الشهيد عبد الرحمن الذى استشهد 3 من أبنائه، اثنان من الجيش والثالث من الشرطة.

وقال الأب خلال تكريم ابنه باحتفالات الشرطة العام الماضي ، إن ابنه ترك الطب والتحق بالشرطة فداء للوطن، قائلا: "راح فداء لمصر عشان نعيش فى أمان".

وأكد أن أبناءه الثلاثة استشهدوا فى سيناء، مشيرا إلى أننا نحارب أصعب عدو وربنا ينصرنا عليهم ويحميهم من الأرض.

قال النقيب مصطفى مالك ضابط شرطة، وابن عم المقدم أحمد صلاح مالك الدشاش، ابن مدينة قلين في محافظة كفر الشيخ، الذي استشهد اليوم، هو و9 آخرين في شمال سيناء، إنه كان قائدا لكتيبة في القوات المسلحة وهو سلاح دفاع جوي، مضيفًا وطلب منه مساعدة أحد أهالي المنطقة لأنه في سيناء منذ أكثر من شهر.

وأضاف في تصريحات صحفية ، أن الشهيد لديه طفلان هما إسلام 4 سنوات وفريدة، عامان، وهو العائل الوحيد لأسرته بعد خروج والده على المعاش، حيث كان يعمل معلما، وتوفي شقيقه الرائد إسلام صلاح مالك، والذي كان ضابطا في الشرطة، و استشهد حادث سيارة منذ عامين.
نحتاج إلى مجلدات لنرصد قصص وأساطير الشهداء و كيف كان لاهلهم دور في صناعة الشهداء وكيف يستقبلون جنازات الشهداء بالزغاريد و البسمة
.أهالي الشهداء كنز و دافع و سند ودعم ضد أي حرب نفسية .
لا يحتاجون منا المواساة و لكن يحتاجون منا أن نفخر بهم دائما نقدر تضحياتهم و ننحني احتراما لهم و تمجيدا لبطولات أبنائهم و لا ننساهم .يحتاجون أن نحفظهم في ذاكرتنا للأبد.

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)