رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة من والد مسجون للداخلية : انقلوا ابني لسجن قريب

المسجون
المسجون

الثالثة فجراً، يحزم امتعته في عجالة، لا يصدق أن الوقت قد حان لرؤية ابنه السجين، بعد مضي 3 أشهر على فراقهما، لقد أشتاق لعناقه والابتسامة الرقيقة التي تُرسم على شفتيه عند لقائهما، وإلى شجارهما الذى ينتهي بمزاح دائمًا، فتدمع عيناه ويتمنى أن تحمله الرياح في رحلة سريعة إلي أحضانه، كي تنقذه من آلام الإنتظار الذي يبدأ بمجرد صعوده إلى السيارة.

260 كم، المسافة التي يقطعها «محمد حسني» لزيارة ابنه «أحمد» بسجن وادي النطرون 440 صحراوي، رغم تدهور حالته الصحية، لكنه يصمم على زيارته دائمًا، فيقاوم علته وآلامه لأجل التلذذ بلحظة لقائهما،

يقول: «ابني خريج كلية لغات وترجمة وخد البكالريوس في السجن، واتحبس ظلم، كان واقف في خناقة واحد أتقتل فيها، الظابط خده ولبسه قضية سلاح أبيض واتحبس 10 سنين»،

يجلس الرجل الستيني بجوار شرفة السيارة، ويستقبل هواء الطريق السريع فيتذكر تلك الأيام التي كان يقضيها برفقة ابنه، وجلوسهما معًا على مائدة الإفطار، الذي لم يصبح له طعم منذ رحيله: «من يوم ما اتحبس وانا تعبان، الأكل ملهوش طعم والأيام كلها شبه بعض ووحشة أوي، نفسي ابنى يرجع لحضني تاني».

شكاوى عديدة قدمها «محمد» لمصلحة السجون، طامحًا في نقل ابنه إلى سجن قريب، كونه لا يتحمل مشقة السفر، لكنه لم يتلق أي استجابة

اضاف : «عندي فيروس سي وسكر وضمور في القلب، والضغط ورغم مرضي بسافر ليه زيارة، وبستحمل المسافة عشان أشوفه لإني مش ضامن عمري، المرض أتمكن مني وخايف أموت وهو بعيد عن عيني»
يقطن «محمد» في منطقة رمسيس برفقة زوجته وابناءه الثلاثة، صعد معاش مبكر بعد عمله بشركة النصر، وتفرغ لتربية ابنائه، جاعلاً تعليمهم في المرتبة الأولى: «عيالي اتخرجوا من كليات قمة، الكبير مهندس بترول وأحمد معاه كلية لغات وترجمة، وأنا كنت كابتن إصابات ملاعب وعلاج طبيعي وطب رياضي، وطول عمرنا في حالنا وحياتنا كويسة، لكن من يوم ما أحمد اتسجن وحياتنا جحيم مشوفناش يوم حلو»، مؤكداً أن ابنه سيكون ضمن المفرج عنهم في عيد الثورة القادم: «فاضله كام شهر ويخرج بس نفسي يرتاح فيهم ويتنقل سجن قريب عشان أعرف أشوفه، لأنه بيوحشني أوي وقلبي بيتوجع طول ما هو بعيد عني».