رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو.. «قصف جبهات» بروتستانتي أرثوذكسي أون لاين

البابا تواضروس
البابا تواضروس

كالنار في الهشيم، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة المواقع المسيحية فيديو مجهول المصدر في بادئ الأمر منسوب لأحد الكهنة الأرثوذوكس، وهو يشن هجوما ضاريا على مرتادي الكنائس البروتستانتية من أبناء الطائفة الأرثوذوكسية في مدينة ميت غمر.

وجاء في الفيديو، وعلى لسان كاهن الكنيسة: «بنبه عليكم تنبيه مهم وكلكم تفتحوا ودانكم وتفتحوا قلوبكم وتفتحوا عقولكم».

وفي لهجة حادة حاسمة قال: «اللي يروح عند البروتستانت لأي سبب.. ترتيله مش ترتيله.. كلام فاضي من ده.. محروم من التناول.. اقول تاني؟ اللي يروح عن البروتستانت هو أو ولاده محروم من التناول..
احنا مسيحنا غير مسيحهم.. احنا ايمانا غير ايمانهم احنا بنقول باسم الأب والإبن والروح القدس هم ما يعرفوش دي.. ما بيقولوهاش.. يبقى نروح نمشي وراهم ازاي؟

وأضاف: «نبيع مسيحنا عشان هدية أو عشان أي حاجة؟.. لا حل ولا بركة ولا سماح لأي واحد يروح عندهم هو ولا ولاده يتناول هنا.. واضحة دي؟.. مش هنتكلم كتير ونقول الفروق والحكايه ايه.. هنقول بوضوح عشان محدش يقول هما بيقولوا يسوع.. ما يقولوا يسوع.. يسوع بتاعهم غير يسوع بتاعنا
المسيح بتاعهم غير المسيح بتاعنا خالص.. ماعندهمش أسرار احنا عندنا أسرار.. واضح الكلام؟.

وتابع: باختصار عشان ما نقعدش نلف وندور ونقول اصل مش عارف ايه.. لأ لا حل ولا بركة للي يروح هناك.

الفيديو الذي لم يتجاوز دقيقة و18 ثانية، أشغل حربا مقدسة انبري فيها أبناء الطائفتين للدفاع عن معتقداتهم، متهمين الطرف الآخر بالعدوانية والرجعية والحداثة المزيفة الخالية من عبق السلف الصالح.

وطالب أحد أبناء الطائفة البروتستانتية محبيه بضبط النفس وعدم الانجراف وراء التعليقات أو المبارزة على صفحات الانترنت، انتظارًا لتقديم الكنيسة الإنجيلية في ميت غمر، شكوى إلى البابا تواضروس الثاني، رأس الكنيسة القبطية، ضد كاهن الكنيسة الذي قيل أنه القمص أنسيموس رزق عبده، كاهن كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس بميت غمر، بمحافظة الدقهلية، وقيل أيضا أنها ليست الواقعة الأولى له، بل تم تقديم أربع شكاوى للبابا تواضروس ضد ممارسات الكاهن السابق.

وفي تعليق منسوب إلى قس بروتستانتي، يدعى أمجد عطا على الفيديو المنتشر علي مواقع التواصل الاجتماعي مهاجما الكهنوت، كتب قائلا: «وحشية التدين الظاهري ليست في الإسلام فقط، نعم عندما يتم عمل مسح للعقل، ويتم السيطرة من رجال الدين على النفس ليخضعوها لخدمة أغراضهم الدنيئة لتصبح آلة الدمار باسم الدين، وهنا أذكر أن الكتاب ملئ بقصص مرعبة للقتل باسم الدين لأغراض شريرة فمثلا ايزابل اتهمت بالزور نابوت على انه جدّف على الله ورجم باسم الدين خدمة لزوجها لاخاب الشرير».

وأضاف: «أيضا أصبح الكهنة أداة كذب وافتراء باسم الدين لقتل يسوع بطريقة أبشع مايكون، وبالدين قتل شاول الإرهابي كثير من المسيحيين إلى أن تقابل مع الرب، وأصبح بولس وإلى اليوم وبسبب الدين يتم القتل والكراهية، لأن هناك كثير من المستعدين أن يسلموا أذهانهم ليس لله بل لرجال الدين، وكتب التراث التي في كل الاديان المفروضة والمقيدة للعقل والمنطق والرافضة للثقافة والحداثة، واستخدامها من رجال الدين لخدمة أغراضهم والحل هو التحرر.. نعم من كل ثقافات وموروثات دينية منافية للعقل، بحجة أنها مقدسة ورفض كل تسلط وتبعية عمياء لرجال الدين.

اشتعلت المواقع أكثر وأكثر وتدخل نشطاء كل طائفة يخرج ما في جعبته من أتباع الطائفة الأخرى، فظهر تعليق لأحد المواقع الأرثوذوكسية الشهيرة، معلقا على الفيديو قائلا: «إيماننا ومسيحنا يختلف عن إيمان و مسيح البروتستانت»، وتسائل لماذا يغضب البروتستانت، لو الإيمان واحد، فلماذا حاكمتم القس سامح موريس بتهمة الأفكار الارثوذوكسية؟.. وتمت محاكمته حتى تراجع، وأقر كتابة بتخليه عن أفكاره والعودة الي الإيمان البروتستانتي.

من جانبه رفض قس الكنيسة الإنجيلية في ميت غمر التعليق تمامًا، وقال إنه تم رفع الأمر إلى الكاتدرائية في مصر، وفي انتظار قرار البابا تواضروس.

وعلى جانب آخر أكثر اشتغالا، وفي ظل الانتظار لتهدئة الأجواء، ظهر بيان منسوب إلى مطرانية ميت غمر، جاء فى البيان أنه توجد كنيسة إنجيلية فى مدينة ميت غمر ترعى عددا من العائلات لا يتجاوز أصابع اليد، أقامت يوم الجمعة الماضية الموافق 10 مارس حفلة تستهدف أولاد مدارس إحدى الكنائس القبطية، وتم توزيع صندوق ألعاب لكل طفل يصل ثمنه 300 جنيه مع الوعد بإحضار أجهزة كهربائية والإعلان عن رحلة الى شرم الشيخ بـ 25 جنيها.

وقالت الإيبارشية في بيانها إنه توجه أحد خدام الكنيسة القبطية لاستبيان الأمر فقوبل بالإهانة والتجريح له وللآباء الكهنة ولسيدنا الأسقف وآباء أساقفة أجلاء.

وشرح البيان أنه قد سبق لمجلس كنائس الشرق الأوسط التأكيد على منع «الاستلال» أى محاولة جذب أعضاء كنيسة إلى كنيسة أخرى.

وأوضح البيان، أن ما رأيتموه وسمعتموه بالفيديو هو أب كاهن يصرخ مكلوما أثناء توزيع البركة بعد التناول بعدما عرف أن عددا من أولاد الكنيسة الصغار تم انتزاعهم من حضن الكنيسة بوسائل رخيصة، بعيدة كل البعد عن المنهج المسيحى فى الخدمة والرعاية.

وأكدت المطرانية في بيانها، أن الألم وحرقة القلب هما اللذين دفعا الكاهن إلى ما قد قيل في الفيديو، وحرمان من يرتاد الكنائس البروتستانتية.

البابا تواضروس شخصيا، لم يخرج من الحرب الطاحنة التي أثيرت عبر الإنترنت، بل حمله البعض ما يحدث مما أسموه الاختراق البروتستانتي للكنيسة الأرثوذوكسية في عهده، والتي كان آخرها إحدى الحفلات التي أقيمت داخل أسوار الكاتدرائية تحت مسمي «حالة تسبيح» وقد حضرها شخصيا.

بل وزاد الأمر تعقيدا ضد قداسته الذي استضاف رئيسة إحدى الطوائف التابعات للكنيسة اللوثرية الدنماركية، بل وسبق أن حضر قداس في كنيستها في إحدى زياراته الخارجية، وهو الأمر الذي لم يمر على نفسية الأرثوذوكس، رغم تقديرهم لمكانة البابا تواضروس، إلا أنهم يحفظونه في صمت.

الجميع أرثوذوكس وبروتستانت ينتظرون قرار البابا، سواء مع أو ضد، ولكن المؤكد أنه شخصيا لن تمر عليه هذه العاصفة بهدوء كالعادة، رغم محاولات العقلاء من أبناء الطائفتين، احتواء الأزمة ولو بقبلات في المناسبات العامة.