رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحرّش «حجي» وفضائح «هارفارد»!


لا تندهش أو «تتخض»، واقرأ حتى النهاية!

وأتوقع أنك لو أعدت قراءة المقال، مرة أخرى، ستلازمك ابتسامته البلهاء التى لم تفارقنى وأنا أقرأ هذا التقرير الصادم. وربما تتخيل، كما تخيلت، طريقة أدائه و«تهتهته» وهو يعلّق على ما جاء فى التقرير لو كان يخص جامعة مصرية، لا جامعة «هارفارد» الأمريكية، الأقوى عالميًا، والمتصدرة دائمًا قوائم أقوى جامعات العالم. وفى القراءتين، الأولى والثانية، سيظل السؤال حول صمته، وهو المواطن الأمريكى، على ما جاء فى التقرير، وتجاهله ما جاء فى تقارير أخرى كثيرة، مدعاةً لـ«قرفك» ومثارًا لاشمئزازك منه ومن أشباهه.



التقرير يقول إن جامعة «هارفارد» الأمريكية، كما تتصدر قوائم أقوى جامعات العالم، تتصدر أيضًا قوائم الجامعات فى سوء السمعة وفى عدد حالات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التى تتعرض لها طالباتها والعاملات فيها إجمالًا، وسط سياق أوسع من انتشار الجرائم الجنسية فى عموم الجامعات الأمريكية.

والأرقام والنسب التى وردت فى التقرير، تضمنتها دراسة أجراها الاتحاد الجامعى «أو Ivy League»، ومسح قامت به رابطة الجامعات الأمريكية، وتقرير أصدرته جامعة «هارفارد» نفسها فى أكتوبر الماضى. وكانت الخلاصة هى أن «هارفارد» تصدرت ثمانى من أعرق جامعات العالم، سنة 2015، بـ38 حالة اغتصاب، بواقع أكثر من 3 حالات شهريًا. وأنها فى سنة 2014 شهدت 43 جريمة جنسية «تحرش، ملاطفة» بينها 33 حالة اغتصاب كامل. وسنة 2013 تم تسجيل 40 جريمة جنسية، بلغت حالات الاغتصاب فيها 17 حالة، وهو عدد أقل مما شهدته الجامعة فى 2012 الذى وقعت فيه 24 جريمة اغتصاب ضمن 38 جريمة جنسية متنوعة.

وتصدرت «هارفارد» أيضًا 62 جامعة أمريكية، بتعرض 16% من نسائها الكبار، لاغتصاب كامل ومحاولات اغتصاب غير مرغوب فيها خلال فترة تواجدهن فى الجامعة، وبتعرض 31% من نساء الجامعة الكبار، لشكل من أشكال الاتصال الجنسى غير المرغوب فيه، كما تعرض نحو نصف اللاتى تخرجن فيها، لتحرش جنسى أثناء تواجدهن فى الجامعة. واتهم 21.8% من هؤلاء النساء أعضاء بهيئات التدريس بالتحرش بهن. وبين ما تقوله الأرقام، أيضًا، إن 72.2% من طالبات الجامعة تعرضن لتحرش جنسى، وبسبب عدم ثقة غالبيتهن فى إدارة الجامعة، لم يقمن بالإبلاغ عنها أو اتخاذ إجراءات رسمية تجاهها.

ولأن الشىء بالشىء يُذكر، أو لأن الكلام بـ«يجيب بعضه»، فهناك أيضًا فيلم وثائقى عنوانه «أرض الصيد» أو «The Hunting Ground»، كتبه وأخرجه الحاصل على جائزة «إيمى» مرتين، «كيربى ديك»، وتناول فى ساعة و43 دقيقة، ظاهرة الاغتصاب والجرائم الجنسية فى الجامعات الأمريكية، وكشف عن أن نحو ربع طالباتها تعرّض للاغتصاب أو التحرش الجنسى، داخل الجامعات. وأن 90% على الأقل من الشكاوى المقدمة لإدارة الجامعة بهذا الشأن، يتم تجاهلها بزعم «الادعاء الكاذب». وأرجع الفيلم ذلك إلى أن رؤساء الجامعات وعمداء الكليات يخافون من أن تتأثر سمعة الجامعة ويحاولون الحفاظ على المراكز والامتيازات التى حققوها. ومن بين أبرز العبارات التى جاءت فى الفيلم: «كمية جرائم الاغتصاب التى تشهدها جامعة هارفارد كفيلة بأن تغلق أبوابها وينتحر عمداؤها».

ويفجعك أكثر، أن ترى الضحايا لا يستطعن اللجوء إلى الشرطة، لأن النظام الداخلى للجامعات يُحتّم حسم الأمر داخلها أولًا قبل تحويله للشرطة، وحتى لو حدث، فقد ذكر الفيلم أن 45% من الشكاوى التى تصل إلى الشرطة لا تعرف طريقها إلى القضاء، ويتم قيدها ضد مجهول.

ومن الفيلم، نعرف ما تعانيه الضحايا من آثار نفسية صعبة بسبب تلك الجرائم، لدرجة دفعت معظمهن إلى ترك الدراسة بالجامعة، ووصلت معاناة بعضهن إلى درجة الإقدام على الانتحار.

أسمعك تسأل: وما علاقة ابننا الأمريكى عصام حجى بذلك كله؟!

وأجيب بأن ابتسامته البلهاء لازمتنى وأنا أقرأ التقرير، لأننى تذكرت «هرتلاته»، ولا أقول «هلاوسه»، فى المحاضرة التى ألقاها بجامعة «روتجرز» بولاية نيوجيرسى الأمريكية.

لن ألتفت إلى بيان الدكتورة سلمى المصرى، الذى نفى ابننا الأمريكى ما جاء فيه، لكن سأنقل نص ما قاله، بالصوت والصورة، فى فيديو المحاضرة، التى دس فيها كثيرًا من الأكاذيب عن الأوضاع فى مصر، كان بينها ادعاؤه الكاذب أننا «الدولة الوحيدة التى لا تسمح لجزء كبير من فتياتها بالذهاب إلى المدارس بسبب احتمالية تعرضهن للتحرش الجنسى». وما بين التنصيص هو نص ما قاله حرفيًا، فى الدقيقة 1: 30: 00 من المحاضرة.

ودعْك، أى «سيبك»، من أن الكلام جاء مرسلًا بما لا يليق بـ«عالم»، كما يصف «المذكور» نفسه ويصفه آخرون. لا يليق، قطعًا، حتى لو كان المقصود هو مذكّر «عالمة»، بتسكين اللام، أى «رقاصة» أو راقصة!

دعْك من ذلك، وأعد قراءة المشهد أو ادخل على «يوتيوب» واكتب «Prof.Essam Heggy in USA 2016 by Aldostour Party»، وشاهد بنفسك.

وأعتقد أنك ستتفق معى فى أن «المواطن الأمريكى» الذى يتجاهل إحصاءات وأرقام موثقة عن بلده «الولايات يعنى» ويقول كلامًا مرسلًا عن بلدك، يكون أشبه بشخص يقف أمامك عارى النصف الأسفل، وبينما أنت متقزز «أى قرفان» من منظر «مؤخرته»، تجده ينتقدك لأنه اشتبه فى وجود مزق أو قطع فى البنطلون «أو البنطال» الذى ترتديه!