رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فتوى الجندي المثيرة ..

علماء الدين يحسمون الجدل..في إباحة أكل لحوم الكلاب

لحوم الكلاب
لحوم الكلاب

د.مختار مرزوق: لا يجوز أكل لحم الكلاب عند عامة الفقهاء
د.أحمد عرفة : المالكية حرمت أكل لحومها
أستاذة الاجتماع :تضارب الفتوى يخلق عدم الثقة بين العالم وعامة الناس




أثارت فتوى الدكتور خالد الجندي عن إباحة أكل لحم الكلاب عند مذهب الإمام مالك بن أنس ، جدلا كبيرا في رده على سؤال أحد المتصلين حول حكم الشرع فى أكل لحوم الكلاب: قائلا: "عند جمهور الفقهاء أن الحيوان النجس لا يجوز أكله، إلا أن الإمام مالك ابن أنس اعتبر الكلب طاهرا وليس نجسا، وبالتالي أكل لحم الكلاب جائز لأنها طاهرة".
وأضاف الجندي خلال تصريحات تليفزيونية: "أن أكل لحم الكلاب عند المالكية جائز، وهذا رأيهم، وليس رأيي الشخصي، قائلا: يابتوع السوشيال مش أنا اللي بقول الكلام ده، الأمام مالك حلل أكل لحم الكلاب لأنها طاهرة.
"الدستور" رصدت آراء علماء الدين في أكل لحوم الكلاب ، وتأثير تضارب الفتوى علي المجتمع .
ومن جهته قال الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين بأسيوط السابق، بالرجوع إلي ما قاله بعض المفتيين أخذا من أقوال الفقهاء في حكم أكل لحم الكلاب وتبين ما يلي:لا يجوز أكل لحم الكلاب عند عامة الفقهاء بما في ذلك المذهب المالكي علي ما صححه محققوه في حاشية الدسوقي علي الشرح الكبير علي مختصر خليل في الفقه المالكي وقد ذهب الحطاب في الكلب قولين الحرمة والكراهة وصحح ابن عبد البر التحريم ، قال الحطاب ولم أري في المذهب من نقل إباحة أكل الكلاب ..
وأضاف مختار في تصريحات خاصة لـ"الدستور" ورد في أضواء البيان للشنقيطي الكلب أكله حرام عند عامة الفقهاء وعن مالك قول ضعيف جدا بالكراهة .وتحريم أكل لحم الكلاب له أدلة كثيرة منها : تحريم أكل كل زى ناب من السباع كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والكلب سبع ذو ناب ومنها ، لو جاز أكله لجاز بيعه وقد ثبت النهي عن ثمنه كما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم في صحيح البخاري وأيضا ثبت في صحيح البخاري أن النبي قال ثمن الكلب خبيث وذلك نص في التحريم لقوله تعالي ( ويحرم عليهم الخبائث)
وأشار مرزوق ، بناء علي ما سبق يتبين لنا أن أكل الكلاب حرام ولا يجوز للإنسان أن يفتي بحله بناء علي الآراء الواهية التي تخالف أقوال عامة الفقهاء المأخوذة من القرآن الكريم ومن السنة المشرقة .
وقال الدكتور أحمد عرفة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، انتشرت في الآونة الأخيرة فتاوى كثيرة لبعض المنتسبين إلى الفتوى بجواز أكل لحم الكلاب قائلين بأن هذا ليس برأيهم وإنما هو قول المالكية. واختلف الفقهاء في حكم نجاسة الكلب فذهب جمهور الفقهاء إلى أن الكلب نجس، وذهب المالكية إلى طهارة سؤره وبدنه، والراجح هو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من نجاسة الكلب.
وأشار عرفة ، إلي أن الإمام النووي رحمه الله: قال "مذهبنا أن الكلاب كلها نجسة المعلم وغيره الصغير والكبير، وبه قال الأوزاعي وأبو حنيفة وأحمد وإسحاق وأبو ثور وأبو عبيد، واستدلوا على ذلك بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات" رواه مسلم.
وأضاف أستاذ الفقه ، أن أبي هريرة أيضاً قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب" رواه مسلم. والدلالة من الحديث الأول ظاهرة؛ لأنه لو لم يكن نجساً لما أمر بإراقته؛ لأنه يكون حينئذ إتلاف مال، وقد نهينا عن إضاعة المال، والدلالة من الحديث الثاني ظاهرة أيضاً فإن الطهارة تكون من حدث أو نجس وقد تعذر الحمل هنا على طهارة الحدث فتعينت طهارة النجس.
وتابع : أما من يحتج بقول بعض المالكية في جواز أكل لحوم الكلاب فنقول له: إن المتعمد في مذهب المالكية هو القول بحرمة أكل لحوم الكلاب، وذهب بعضهم إلى القول بالكراهة.
ومن ناحية أخري قال الدكتور محمد مبارك أستاذ علم الاجتماع بجامعة الأزهر، إن تضارب الفتاوى يخلق بلبلة مجتمعية تؤثر بشكل أو بآخر على علاقة الناس بعضهم ببعض ومن أهم أثارها خلق عدم الثقة بينهم مما يفت في عضد الأمة ونحن في أمس الحاجة إلى من يجمعها لا أن يفرقها ويوجد التنافر والاختلاف بين أبنائها ، كذلك كثرة الفتاوى المتضاربة تهز عقيدة الإنسان وتجعله في حيرة من أمره والرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالشريعة الغراء التي لا لبس فيها ولا شك .
وأشار أستاذ علم الاجتماع ، إلي أن سبب انتشار مثل هذه الفتاوى دخول كل من هب ودب في هذا المجال مقتحمينه على أهل الاختصاص فحدث الالتباس عند كثير من الناس خاصة الذين يفتقدون إلى الوعي والثقافة الدينية واعتمادهم بشكل كلي أو جزئي على المعلومات التي يشتقونها من البرامج الإعلامية .