رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هنا سوهاج.. علاء أبو زيد.. سيطرة البساطة


لا ينكر الفضل إلا جاحد لئيم.. وفضل إطلاق أكاديمية الدستور للتدريب الإعلامى يُنسب بالتأكيد إلى الدكتور محمد الباز رئيس مجلسى الإدارة والتحرير، ومحمد العسيرى رئيس التحرير، خصوصًا أن البداية كانت من قسم إعلام بآداب سوهاج، وهو قسم ضمن 18 قسمًا بالكلية، ولا أعرف بالتحديد لماذا لا يتحول القسم، بكل هذه العراقة وبإمكانات أعضاء هيئة تدريسه الراقية، إلى كلية منفصلة كافية مكتفية بذاتها.. سنتناول ذلك فيما بعد بالتأكيد.

ما حدث هنا يبشر بمستقبل مهنى أفضل للصحافة المصرية.. كل محاضرة تكشف عن مواهب صحفية واعدة.. كل مداخلة تعرفك أن جنوب مصر عامر بالخيرات.. لو كان الأمر بيدى لاخترت عشرة مواهب، وهو عدد قليل، للانضمام إلى كتيبة الدستور، ومنحتهم فرصة التعبير، عمليًا، عن قدراتهم.

الإعلامى علاء أبو زيد توسل بالبساطة فى محاضرته عن "صناعة المحتوى الإخبارى فى الراديو والتليفزيون".. مقارنته بين تقريرين إخباريين، أحدهما للتليفزيون المصرى والآخر لـ BBC، بينت ببساطة متناهية الفروق الجوهرية، فى المنهج، الأسلوب، كيفية تناول الفكرة وتطبيقها، واقع الشارع الحى فى مقابل استخدام المادة الأرشيفية.

"أبو زيد" قالها ببساطة "أنا لست محاضرًا"، يقصد المعنى الأكاديمى للكلمة، مضيفًا "جئت لأنقل خبراتى العملية".. تلك البساطة فى الشرح تلقتها بساطة أخرى فى الاستقبال.. عبقرية التواصل هنا لدى "أبو زيد" والدارسين انتقلت بالمنهجية نفسها إلى محاضرة د. عبلة الأسود.. بساطة عبلة كانت نسخة كربونية من بساطة "أبو زيد".. هى نفسها وجهت الشكر لزميلها، وقالت "استنشقت منه".

كانت عبلة تحاضر فى "الإنتاج الإخبارى بين مصر وتونس وفرنسا".. وتجولت بين الطلاب فى القاعة، وتقريبًا تحاورت مع الجميع.. بتلك البساطة التى "استنشقتها" من علاء أبو زيد.. يبدو أننى نسيت أن أقول: كان اليوم جمعة، ومع ذلك فإن الدارسين واصلوا الحضور فى مشهد لم أره منذ سنوات طويلة.

الأجواء هنا تنبئ عن نتائج ممتازة.. دورة تدريبية واحدة لا تكفى.. الأمر المفرح أن أصداء زيارتنا لجامعة سوهاج انعكست إيجابيًا وبسرعة فى شكل ردود أفعال مبشرة.. بعض الجامعات تطلب الآن استضافة فريق الدستور لتدريب
طلابها.. هنا بالتأكيد مكاسب لم تكن فى الحسبان.. ولم نطلبها أو نسعى إليها.