رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» في مناطق «النازحين» من العريش: الكارثة بدأت منذ 3 سنوات

اقباط العريش
اقباط العريش

الجحيم الذى تصاعد فى العريش والشيخ زويد لم يقتصر على الأقباط، ولم يفرق الإرهاب والقتل والخطف والذبح بين صليب وهلال، إذ نزحت عائلات كاملة من قرى «التومة والزوارعة والجورة والظهير والعكور والمقاطعة والخروبة وقبر عمير وأبولفيته وأبوالعراج والشلاق»، وتشير الإحصائيات إلى أن هؤلاء بلغ عددهم 15 ألف نسمة، نزح بعضهم إلى مدينة العريش ومنهم من لجأ إلى غرب المدينة للعيش فى عشش من الصفيح، كما استقبلت محافظات الشرقية والإسماعيلية والقاهرة والإسكندرية عددًا كبيرًا من النازحين فى ظل ظروف مأساوية.

الصورة هنا على أرض الواقع لم تفرق بين مسلم ومسيحى، والإحصائيات التى بين أيدينا تؤكد ما هو أكثر مأساوية، فالمعاناة ليست اليوم ولكنها تصاعدت مع استهداف الأقباط فقط، فمنذ عامين تقريبًا وعمليات النزوح لم تتوقف تحت ضغط الإرهابيين ووحشية الدواعش، فالوضع فى رفح هى الأخرى أكثر سوداوية، فقد شهدت نزوحًا كبيرًا، ورحل أبناء قرى «المهدية والخرافين والطايرة وأبورعد وشبانة والكيلو 21 والحسينات وضواحى مدينة رفح»، وجميعم تفرق بين محافظات مصر المختلفة بعد ملاحقة المئات منهم وتهديديهم بالذبح والقتل بالرصاص الحى.

وتؤكد مصادر قبلية أن التنظيم الإرهابى المتشعب والمتعدد لوجود جهات تمويل خارجية، قرر نقل المعركة إلى العريش بعد تضييق الخناق عليه ومحاصرته، وقام بعمليات انتقام واسعة شملت خطف المدنيين المسالمين الأبرياء وتنفيذ حكم الإعدام فيهم بإطلاق الرصاص، وتسبب ذلك فى نزوح الأسر من مناطق المزرعة والمزارع وأبوسكر وأبوطبل وقرية السبيل، والمناطق الواقعة جنوب الطريق الدائرى لمدينة العريش، وتزايد عدد الوافدين فى الأيام الأخيرة، حيث لجأت عائلات من داخل المدينة إلى النزوح بعد تكرار خطف وذبح الأطفال والشيوخ والنساء ليزداد الرعب بعد قيام العناصر الإرهابية باستهداف المواطنين الأقباط داخل منازلهم بمدينة العريش مثلهم مثل المسلمين بالمنطقة.

الصورة فى الشيخ زويد والعريش ورفح أكثر سوداوية من التقارير الواردة، التى ركزت بشكل كبير على عمليات نزوح الأقباط وقتلهم فى الشوارع والبيوت.. قرى بأكملها بالشيخ زويد ورفح والعريش نزحت من جحيم الإرهاب بعد تعرض أبنائهم للقتل على أيدى الدواعش، فقد سقط أكثر من 400 شهيد من أبناء سيناء «مسيحيين ومسلمين» القاطنين بمناطق رفح والشيخ زويد والعريش ووسط سيناء، منهم من قتل رميًا بالرصاص وذبحًا بالسكين فى مشاهد مرعبة تم نشرها من قبل التنظيم الإرهابى ومنهم من قطعت رءوسهم بالسيف ومنهم من تم تفجيره بعبوة ناسفة فتحولت جثته إلى أشلاء، وأمس الأول الأحد تم حرق مواطن من الشيخ زويد على يد داعش فى مشهد مرعب بحجة تعاونه مع الأجهزة الأمنية.

مصادر محلية تؤكد أن ثلاث سنوات وأكثر ظلت عناصر داعش تعبث فى كل مكان وكانت قوات الأمن تلاحقهم فى كل مكان حتى بدأت المعارك الشرسة مع قوات الأمن التى تمكنت من تطهير مناطق الشيخ زويد ورفح ولم يبق سوى بعض العناصر يحاولون أن يوهموا العالم بالسيطرة على بعض المناطق من خلال بث الرعب والفزع.

«م.ح» شيخ من أبناء القبائل تحدث معنا، مؤكدًا أنه كلما تم التضييق على الإرهابيين وقتل العشرات من عناصرهم لجأوا إلى الغدر بالمدنيين الأبرياء، ودفع عشرات الأهالى من قرى الطويل شرق مدينة العريش وقرى كيلو 17 وزارع الخير والسبيل وجنوب قرية الميدان الثمن غاليًا بعد رصدهم تحركات عناصر الإرهاب: «غالبية من قُتل على يد التنظيم الإرهابى هم ممن يتعاونون من الأجهزة الأمنية ومدهم بالمعلومات».

مواطن ينتمى لإحدى الطرق الصوفية فى سيناء تحدث لـ«الدستور»، مؤكدًا أن أبناء الطرق الصوفية تعرضوا للقتل على يد داعش حيث قُطع رأس الرجل المسن الصوفى الزاهد الشيخ «سليمان أبوحراز» بالسيف فى مشهد دموى أثار غضب أبناء سيناء جميعًا، ولم يكتف الدواعش بقتل الشيخ سليمان لكنهم أصدروا بيانًا موجهًا للطرق الصوفية تضمن تهديدهم بالقتل، وجاء فيه: «نقول لجميع الزوايا الصوفية شيوخًا وأتباعًا فى داخل سيناء وخارجها إننا لن نسمح بوجود طرق صوفية فى «ولاية سيناء» خاصة وفى مصر عامة وإننا لا نريد لكم إلا الهداية تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبدإلا الله ولا نشرك به شيئًا ولتعلموا أن المجاهدين فى سبيل الله ما خرجوا وجاهدوا إلا لإقامة التوحيد، وأضافوا موجهين تهديدهم لأبناء الطرق الصوفية: «دماؤكم عندنا مهدرة ونجسة ولكننا ندعوكم ونستتيبكم ونرجو لكم الإسلام والهداية».