رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انحطاط لست مسئولًا عنه!


ما هذا الانحطاط؟!

ومن أى «بلاعة مجارى» أتيت بكل تلك الألفاظ؟!

وكيف تحرض الرئيس ومؤسسات الدولة على «زميل» لك؟!

لم نعتدك شتامًا، سبابًا، لعانًا ولم نرك، من قبل، توجه اتهامات بالعمالة والخيانة لأحد.. ماذا حدث لك؟!

تلك عينة من.. تعليقات قراء وأصدقاء أعزاء على مقال أمس، أو «وصلة الردح»، سببها فى تصورى أنهم لم يقرأوا المقال إلى آخره.

ولو فعلوا لعرفوا أنها «بضاعة» الأستاذ إبراهيم عيسى، رددتها إليه، معتقدًا أنه يستحقها، حين وجدته يفعل ما سبق أن هاجم آخرين لأنهم فعلوه بـ«وصلة الردح» نفسها! كما كانت العبارات التى رأى فيها البعض تحريضًا لمؤسسات الدولة وللرئيس، من عنده وليست من عندى.

أما عن اتهامى له بأنه تلقى تمويلًا أجنبيًا، لتخرج جريدة «المقال» بالشكل الذى انتقدته أمس، فقد أخذته من لسانه أيضًا، وقمت فقط بتغيير كلمة أو اثنتين. إذ كان نص ما قاله: «أنا واثق من دلوقتى إن فيه منظمات حقوق إنسان بتعمل المشروع بتاعها عشان تاخد الفاند (Fund = تمويل أجنبى)، على مشروع مساندة أهالى سينا.. والتهجير القسرى، 100%، ده إذا ما كانتش الجهات المانحة اتصلت بهم وبعتت لهم «إيميل»: الحق اعمل لنا مشروع عن ده، «بروبوزال» سريع (proposal = مقترح) عشان ندفع».

وأضيف، أن ما قاله الأستاذ إبراهيم، يوم 29 أكتوبر 2014 فى برنامجه 25/30 على شاشة « ontv»، كان مجرد مثال لهجومه المتكرر على المنظمات والجمعيات والحركات التى تتلقى تمويلًا أجنبيًا. وكان غريبًا وعجيبًا ومدهشًا أن يفعل ذلك. بل كنت أشفق عليه وأعتقد أنه بعد كل هجوم، سيبيت ليلته فى فندق أو عند صديق، لأن السيدة الفاضلة زوجته (وأم أولاده) مسئولة مهمة بمؤسسة «فريدريش ناومان»، وهى واحدة من كبرى الجهات المانحة (المُمِّولة، بكسر وتشديد الميم) للمنظمات والجمعيات والحركات وخلافه!

والأكثر غرابة وإثارة للدهشة والتعجب، هو أنه، هو نفسه، كان يدافع عن متلقى التمويل الأجنبى بالاستماتة نفسها التى هاجمهم بها، وكان يصف مهاجميهم بأنهم «شخصيات تجدها زاعقة بالصوت العالى» وشبههم بـ«عاهرات كلوت بك».. ووصف وطنيتهم بأنها «أقرب إلى وطنية بيوت البغاء وعاهرات مصر فى الحرب العالمية»، وما بين التنصيص من مقال كتبه «الأستاذ» ونشرته جريدة التحرير فى 27 فبراير 2012، وبـ«الأمارة» كان عنوان المقال «منافقون برخصة»!

ما سبق، ليس أكثر من مثال لكثير من المواقف والأوضاع المتقلبة والمتناقضة، التى تحتاج من أبطال «فيلم ثقافى» أن يستعينوا بصديقهم «برايز»، لفك تعقيداتها ومعرفة أسبابها. تمامًا كأوضاع من سبق أن وصفهم المذكور بأنهم «بغبغانات وأطفال وصبية الملاعب السياسية، اللى عاملين حالة التشويش»، والذين نراهم الآن يعتبرونه بطلًا مغوارًا ومقاتلًا شجاعًا جبارًا، ضد مش عارف مين.. أو مش عارف إيه؟!

ولأن الكلام بيجيب بعضه، ومادمنا بنتسلى مع بعض، فقد سبق أن هاجم أحمد ماهر، مؤسس حركة «شباب 6 أبريل»، الأستاذ إبراهيم عيسى، فى رسالة كتبها فى محبسه بسجن ليمان طر، سربتها الحركة يوم 3 فبراير 2014، بين ما جاء فيها أنه فوجئ «بإدلائه بشهادة زور» واتهامه لهم بالعمالة وبأن الثورة بريئة منهم. وأنه فوجىء أيضًا بقوله فى شهادته بقضية قتل متظاهرى التحرير إن مبارك «لم يصدر أوامر بالقتل، والشرطة بريئة ومن مات خارج ميدان التحرير بلطجية».

وروى ماهر أن «6 أبريل» كانت إحدى أولى الحركات التى دافعت عن إبراهيم عيسى فى كل محاكماته إلى أن صدر حكم بسجنه شهرين وبعدها عفا عنه مبارك. مضيفًا أنه حين سئل: «لماذا لم يتم حبس عيسى؟» قال للسائل: «بسبب تصاعد الضغوط والمطالب بالإفراج عنه، فكان الرد الذى تلقاه: «هناك من يطلق عليهم كُتّاب الأجهزة يتمتعون بحماية من جهاز أمن الدولة أو المؤسسة العسكرية».. وأن «عيسى مدعوم من الجيش والمخابرات لإجهاض مشروع التوريث».

اتهام ماهر للأستاذ إبراهيم بـ«الشهادة الزور» يحتاج وقفة، غير أن الأهم هنا هو أن «برايز» كاد أن يخبط رأسه فى الحائط منذ أسابيع، حين احتفى أنصار مبارك و«بتوع آسفين يا ريس» بالمذكور، حين قال لزميلنا محمود رمزى فى حوار نشرته «المصرى اليوم»، إنه كان ضد محاكمة مبارك الذى وصفه بأنه «رجل فلاح مصرى جميل»، بل هاجم السلطة الحالية ووصفها بأنها «مبتحبش حد»، لأنها ترفض الإفراج عنه.

وإذا كنت قد احتجت، فى مقال سابق، إلى مقارنة ما قاله «المذكور»، فى الحوار نفسه، عن إقناعه للبرادعى بـ«عدم قبول منصب رئيس الوزراء عقب ثورة 30 يونيو»، بما قاله البرادعى أو البوب الصالح أو الحاج الدكتور فى «قناة العربى»، بأنه وافق وذهب لحلف اليمين وكاد يحلف لولا اعتراض حزب النور، قبل أن يحلف اليمين بعشر دقائق!

أقول إذا كنت احتجت إلى تلك المقارنة، فلست فى حاجة إلى الاستشهاد بآخرين لكشف زيف ما قاله الأستاذ إبراهيم عن مبارك، لأنه هو نفسه، أى الأستاذ إبراهيم نفسه، سبق أن وصف مبارك بأنه «قتل متظاهرى شعبه وأباح سفك دماء أبناء وطنه»، والجملة من مقال كتبه الأستاذ ونشرته «التحرير» فى 24 نوفمبر 2011.

«أما آن للعاهرات أن يتُبْن.. وأن يحصل المنافقون على رخصة كلوت بك؟!».

لن أنهى مقالى بتلك العبارة التى أنهى بها المذكور مقاله «منافقون برخصة».

وأعتقد أن العبارة الأنسب هى: أما آن لشهود الزور أن يخرسوا.. وأن يذهب المرضى النفسيون إلى طبيب نفسى؟!