رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ننشر كلمة رئيس الوزراء في مؤتمر مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب

المهندس شريف إسماعيل
المهندس شريف إسماعيل

أكد المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء جهود الدولة المصرية في التعامل مع قضية الإرهاب والتصدي له بآليات مختلفة، من خلال تضافر جميع قوى المجتمع.

أشار إلى حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على التحذير الدائم من مخاطرِ الإرهاب وتأثيراته السلبية على تنفيذِ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والدعوة إلى تكاتف وتعاون كل دول العالم ووقوفها صفاً واحداً فى مواجهة الإرهاب بكل صوره وأشكاله، وصولاً إلى اقتلاعه من جذوره.

جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب حول الإرهاب والتنمية الاجتماعية "أسباب ومعالجات"، الذي يعقد تحت رعاية السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بمدينة شرم الشيخ يومي 27 و 28 فبراير الجاري، والتي أكد خلالها حرص مصر على تحقيق أعلى درجات التنسيق الإقليمي والدولي للقضاء على الإرهاب، وهو ما يعكسه تنظيم هذا المؤتمر في مدينةِ السلامِ (شرم الشيخ).

ولفت إلى أن ظاهرة الإرهاب باتت تهدد العالم أجمع، وطالت أذرعها الكثير من الدول، ومجتمعات كانت لا تتوقع وصول العمليات الإرهابية إليها.

حضر الجلسة الافتتاحية عدد من الوزراء المصريين والعرب، فضلاً عن محافظي جنوب سيناء، الأقصر، البحر الأحمر، إلى جانب ممثلين عن الأزهر والكنيسة المصرية، بالإضافة إلى ممثلين عن عدد من المنظمات الدولية والإقليمية والعربية.


وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس الوزراء :

معالي الوزير / محمد الطرابلسى .. وزيرُ الشئونِ الاجتماعية فى الجمهوريةِ التونسية
ورئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الشئون الاجتماعيةِ العرب

معالي الوزيرة / غادة والى .. وزيرة التضامنِ الاجتماعي بجمهوريةِ مصرَ العربية
ورئيسُ المكتب التنفيذي لمجلسِ وزراءِ الشئون الاجتماعية العرب

معالي اللواء/ خالد فودة .. محافظ جنوب سيناء


أصحابَ المعالي الوزراء والمحافظين ورؤساء الوفود،،،

السيداتُ والسادةُ الحضور،،،



يسعدني فى البداية أن أنقل إليكم تحيات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية راعى هذا المؤتمر، والذي حذَّر دائماً من مخاطر الإرهاب على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي، ومن تأثيراته السلبية على تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما دعا السيد رئيس الجمهورية إلى تكاتف وتعاون كلِّ دول العالم ووقوفها صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب بكلِّ صوره وأشكاله، وصولاً إلى اقتلاعه من جذوره.

الحضور الكريم،،،

يشرفني أن أرحبَ بكم فى بلدِكُم الثاني جمهوريةِ مصرَ العربية، ضيوفاً كراماً، وإخوةً أعزاء.

كما أتقدمُ بالشكرِ لكلِّ الوفودِ العربيةِ المشاركةِ فى أعمالِ المؤتمرِ حول" الإرهابِ والتنميةِ الاجتماعية: أسبابْ ومعالجات "، تأكيداً لاهتمامِ مصرَ بموضوعِ المؤتمر الذى يُعُّد أحدَ الموضوعاتِ الرئيسية، التى أصبحتْ تَشغَلُ الجميعَ بصفةٍ يوميةٍ وتؤثرُ على حياتِنا بوتيرةٍ متزايدة .

كما أتوجهُ بالشكرِ إلى مجلسِ وزراءِ الشئونِ الاجتماعيةِ العرب على مبادرتِه بتنظيمِ هذا المؤتمرِ الوزاري، الذى من المنتظرِ أن يبحث في الأسبابِ الاجتماعيةِ التى تؤدى إلى الإرهاب، وكيف يمكنُ للتنميةِ الاجتماعيةِ أن تعززَ بشكل رئيسي جهودَ القضاءِ على تلك الآفة.

الحضور الكريم،،،

إن جمهوريةَ مصرَ العربية عانتْ من الإرهاب منذُ عقودٍ من الزمن وشهدت أحداثاً إرهابيةً عديدة.

وقد اتسعتَ دائرةَ استهدافِه عالمياً لتشملَ المدنيينَ الأبرياء، فأصبحَ يستهدف المرأةَ والطفلَ والشيوخَ، ولقد تابعتم حضراتُكم أحداثَ الكنيسةِ المرقسيةِ الأخيرة، والهجمات الإرهابيةَ التى خلفت شهداء من القواتِ المسلحةِ ومن رجالِ الشرطة المصريين.

وتجدرُ الإشارةُ فى هذا الإطارِ إلى جهودِ الحكومةِ المصريةِ للتعاملِ مع قضيةِ الإرهاب الذى أصبح متحولاً ونحتاجُ إلى التصدى له بآلياتٍ مختلفة، خاصةً منذ عام 2011، وذلك من حيث الإطارِ المنظِّمِ لعملياتِ المكافحة والأُطُرِ القانونيةِ التى تتعاملُ مع هذه القضية.

فهناك المادة 243 من الدستورِ المصري التى تتعاملُ مع الإرهابِ على أنه تهديدُ ُ لأمنِ الدولة وأمنِ المواطنين، كما أصدرنا قانونَ الكياناتِ الإرهابيةِ في نوفمبر 2014، وأصدرنا قبله قانونَ مكافحةِ الإرهابِ، الذى يجعلُ سياساتِ المكافحةِ عمليةً منضبطةً وأكثرَ وضوحاً .

وأودُ أن أشيرَ فى هذا المقامِ إلى إستراتيجية الدولةِ لمكافحةِ الإرهاب، والتى تهتمُّ بتحليلِ السياساتِ المتعلقةِ بالتعاملِ مع الإرهابيينَ أنفسهِمِ، والسياساتِ الخاصةِ بالتعاملِ مع المتضررينَ من الإرهاب، ومن عملياتِ مكافحةِ الإرهاب.

والهدفُ من هذا هو الحيلولةُ دون تحوُّلِ هؤلاءِ المتضررينَ إلى أعضاءَ فى جماعاتِ الإرهابيين، أو أن تتحول محال وأماكن إقامتهم إلى بيئةٍ حاضنةٍ لهم، أو إلى هدفٍ سهل ٍ يمكنُ تحديدُه من قِبلِ الجماعاتِ الإرهابيةِ، هذا فضلاً عن السياساتِ المتعلقةِ بتحصينِ المواطنينَ العاديين من الانضمامِ إلى التنظيماتِ الإرهابية، ولعل تطوير الخطاب الديني يمثل أحد دعائم هذه السياسات.

ولقد حظي كلُّ ذلك بتأييدٍ مجتمعي وهو الأمرُ الذى تسعى فى ضوئِه الدولةُ المصريةُ للعملِ على تضافُرِ جميعِ قوى المجتمعِ مع الدولةِ للقضاءِ على تلك الآفة .

كما تأتي جهودُ مصرَ على المستوى العربي والدولي وفى كافةِ المحافلِ الإقليميةِ والدوليةِ لتؤكدَ على تعاوُنِها وتنسيقِها المستمِّريْن على كلِّ الأصعدةِ، للقضاءِ على الإرهاب الذى بات يهددُ العالمَ أجمع، وطالت أذرُعُه الكثيرَ من الدولِ، ومجتمعاتٍ كانت لا تتوقعُ وصولَ العملياتِ الإرهابيةِ لها.

ولعلكم تابعتُم المنتدى العالمَّي لمكافحةِ الإرهاب، الذى نظمتُه وزارةُ الخارجيةِ المصريةِ يومي 15 و 16 يناير الماضي فى مدينةِ الإسكندرية، وسوف يُمّثلُ مؤتمرُكم هذا فرصةً مهمةً للإطلاعِ على نتائجِ هذا المنتدى، والاستفادةِ منها، وضمِّها للجهودِ العربيةِ للتصدي للإرهاب، إذ أن القضاءَ على الإرهابِ يتطلبُ أعلى درجاتِ التنسيقِ الإقليمي والدولي.

الحضور الكريم،،،

لقد حرصتْ الحكومةُ المصريةُ على تبني مبادرةِ مجلسِ وزراءِ الشئونِ الاجتماعيةِ العرب بتنظيمِ هذا المؤتمرِ على أراضيها فى مدينةِ السلامِ ( شرم الشيخ )، وبحضور ٍ مصري عالي المستوى من جميعِ الوزاراتِ والجهاتِ المعنيةِ وذاتِ الصلة، لنؤكدَ دعمَنا لهذه الجهودِ الطيبة. ونأملُ أن تسهمَ هذه الجهودُ بشكل فاعل فى القضاءِ على آفةِ الإرهاب. كما أثقُ أن مشاركةَ جميعِ الجهاتِ المعنيةِ فى الدولِ العربية ستكونُ رسالةً مهمةً باتحادِ العربِ فى مواجهةِ الإرهابِ كلُّ وفقَ مسؤولياتِه وبتسخيرِ كافةِ الإمكانياتِ التى تُمَكِّنُ المواطنَ العربىَّ من العيشِ في أمان، ومن المضي قدماً فى مسيرةِ التنميةِ الاجتماعية.

السيداتُ والسادة،،،

في ختامِ كلمتي أتمنى لمؤتمرِكم هذا كلَّ النجاحِ والتوفيق، وأن تجدَ نتائجُهُ وقراراتُه وتوصياتُه طريقَها إلى تحقيقِ ما نتطلعُ إليه من التصدي للإرهابِ، ومعالجةِ أسبابِه الاجتماعيةِ، واقتلاعِهِ من جذورِه، والتفرغِ لتنفيذِ خططِ التنميةِ الشاملةِ والمستدامة .

أكررُ الترحيبَ بكم فى جمهوريةِ مصرَ العربية .

وفقنا ووفقكم اللهُ لما فيه الخيرُ لشعوبِ دولِنا العربي