رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمل في انتخابات نقابة الصحفيين


خلال الشهر المقبل تجرى انتخابات التجديد النصفى فى نقابة الصحفيين لاختيار النقيب و6 أعضاء جدد، ومن اللافت للنظر ارتفاع أعداد المرشحين، حيث وصل عددهم إلى أكثر من 70 زميلًا على مقاعد مجلس النقابة و7 زملاء ترشحوا على مقعد النقيب.. ولعل الارتفاع الكبير فى أعداد المرشحين يكشف عن نية ورغبة حقيقية لإصلاح «الشأن النقابى» الذى تضرر بشدة فى الفترة الأخيرة.



ومما لا شك فيه أن نقابة الصحفيين عاشت على مدار العام الماضى أيامًا عصيبة وتعرضت المهنة لهجمة شرسة استهدفت تشويه صورة الصحفيين أمام المجتمع وإظهارهم بأنهم «فوق القانون» وأن هناك «ريشة» فوق رءوسهم.. كما تعرضت صناعة الصحافة لأزمة كبيرة مازالت تعيشها الصحف سواء القومية أو الحزبية أو الخاصة وتتمثل فى الارتفاع الكبير فى أسعار الورق والطباعة، مما دفع الصحف إلى تخفيض عدد صفحاتها أو زيادة أسعارها.

ولذلك فانتخابات نقابة الصحفيين الحالية تأتى فى مرحلة دقيقة فى تاريخ المهنة، والزملاء الذين سيحظون بثقة الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين فى انتخابات النقابة يقع على عاتقهم مسئولية مضاعفة، فإلى جانب دورهم فى متابعة أنشطة النقابة المهنية وعلاقات العمل عليهم فتح قنوات اتصال مباشرة مع مؤسسات الدولة التى شهدت العلاقات معها مؤخرًا توترًا كبيرًا، فليس من المقبول ولا من المعقول أن تظل علاقة النقابة بها- وهى مؤسسة من مؤسسات الدولة- على هذه الدرجة من التوتر والجفاء غير المسبوق.

وعلى مجلس نقابة الصحفيين فى أول جلسة له بعد إجراء انتخابات التجديد النصفى أن يتخذ إجراءات فورية فيما يتعلق بإنشاء مؤسسة لتدريب الصحفيين، وهو مطلب ملح ومهم، خاصة فى ظل التطور السريع فى وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وكذلك على المجلس الجديد السعى بجدية لإلغاء الحبس فى كل قضايا النشر.. والتحرك لوضع قواعد جديدة تنظم عملية القيد فى النقابة بدلًا من أن نترك مئات الشباب الذين يحلمون بدخول «بلاط صاحبة الجلالة» فريسة لملاك «صحف بئر السلم».

كما أن المجلس الجديد يقع على عاتقه مهمة فتح حوار حقيقى بين أعضاء النقابة من مختلف الأجيال والتيارات بهدف التوصل إلى رؤية موحدة لعمل النقابة، بشرط أن تبتعد عن الأهواء والأطماع السياسية والحزبية الضيقة، وأن ترفع شعارًا ينتصر للمهنة، لأن الحزبية والعمل النقابى ضدان لا يجتمعان أبدًا.

وخلال الانتخابات الحالية والماضية طرح عدد من المرشحين ضمن برامجهم الانتخابية أفكارًا جديدة يمكن تنفيذها على أرض الواقع- من خلال المجلس الجديد- ومن بين هذه الأفكار إنشاء مستشفى لعلاج الصحفيين وهى فكرة يمكن تطبيقها بما يضخ عائدًا لخزينة النقابة.. وعلى المجلس الجديد أيضًا الدخول فى مفاوضات جادة مع الحكومة لزيادة بدل التكنولوجيا والتدريب الذى أصبح حقًا مكتسبًا لجموع الصحفيين.. وكما يضع الصحفيون آمالًا كبيرة على مجلس النقابة الجديد فإن إخفاق هذا المجلس- لا قدر الله- سيؤدى إلى ابتعاد الصحفيين عن المشهد النقابى.