رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللغة النوبية.. عودة للأصالة

فتحي غيّار أثناء
فتحي غيّار أثناء كورس تعليم "النوبية"

في الوهلة الأولى تراها مجموعة من الحروف الغريبة المتراصة جوار بعضها، مكونة كلمات لا يمكنك نطقها أو فهمها، وتعتقد في البداية أنها باللغة اليونانية، إلا أنها موجودة منذ بدايات الحضارة الفرعونية. إنها «النوبية» التي يسعى عدد من أهلها لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة سريعة لنشرها بين الأجيال التي قد تجهل وجود تلك اللغة.

يقول فتحي غيّار، رئيس نادي «أبو سمبل»، إن «النادي يقوم بمحاولة نشر اللغة من جديد، إلا أنه يعتبر مجهود شخصي من قبل بعض الجمعيات في الإسكندرية والأندية النوبية، فيتم تنظيم "كورسات" لتعليم قراءة وكتابة الحروف النوبية التي يعتبرها البعض لاتينية».

وعن طريقة نشرها، أضاف: «في المرحلة القادمة سنحاول عمل فيديوهات خاصة باللغة بتعليمها وكتابتها ونطقها، فهناك طلبات عديدة من الناس لوقف الهجمة التي تشنها جامعة أفريقيا في السودان، التي تحاول تعريب اللغة النوبية (أي تحويل اللغة النوبية إلى اللغة العربية)، وحتى الآن لا نعلم توجهاتها في ذلك».

ويكشف «غيّار» مدى تمسكه باللغة «النوبية» قائلا: «نحن نعتز باللغة العربية لأنها لغة القرآن الكريم، لكن هذا لا يعني تهميش هويتنا النوبية التي تعتبر اللغة جزء أصيل فيها، ولا أعتقد أن هناك تضاد بين ارتباطنا بالهوية العربية الإسلامية، والتمسك بالنوبية».

وعن أشكال الحروف النوبية التي تحاول جامعة أفريقيا تعريبها، يتابع: «كل لغة لها استقلاليتها وشكلها المميز، فإذا حاولنا التعبير عن الحروف النوبية غير الموجودة في اللغة العربية ستكون هناك صعوبة في ذلك».

ويضيف: هناك أربعة حروف في اللغة النوبية غير موجودة بأي أبجدية أخرى، وهي (تشجاي، نقاي، نجاي، جما)، كما أن مخارجهم في النطق صعبة، ولا يتقنها سوى المتمرس في اللغة.