رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف سرقة 103 قطع أثرية من مخزن البعثة الأمريكية بسقارة

صورة تعبيريه
صورة تعبيريه

حصلت «الدستور» على نص التقرير النهائى للجنة المختصة بجرد آثار بعثة متحف المتروبوليتان الأمريكية، الموجودة فى المخزن المتحفى رقم 2 بسقارة، حيث كشفت عن ضياع 103 قطع أثرية، فيما أجرت الشئون القانونية بوزارة الآثار تحقيقًا سريًا حول الواقعة، ولم تبلغ النيابة بشأن القضية حتى الآن، الأمر الذى يقلل من فرص استعادة هذه القطع حال ظهورها فى أى مكان حول العالم، فى ظل عدم وجود محضر رسمى يثبت سرقتها أو خروجها من البلاد بشكل غير قانونى.


لجنة رسمية: المخزن تعرض للسطو 3 مرات نتيجة الانفلات الأمنى

تعود وقائع هذه القضية إلى تاريخ 9/3/2016، حين تشكلت لجنة من قبل وزارة الآثار بالقرار رقم 1218 لسنة 2016، لجرد محتويات مخزن البعثة الأمريكية فى سقارة، الذى تعرض للسرقة 3 مرات أثناء الانفلات الأمنى فى أعقاب ثورة 25 يناير، وذلك تجهيزًا لنقلها «القطع الأثرية» لمخزن البعثة المتحفى بمنطقة آثار دهشور، الذى تم إمداده بأنظمة حماية حديثة تحول دون سرقة القطع المحفوظة فيه.

وأثناء عمل الجنة تم إبلاغها من قبل البعثة بضياع 900 قطعة أثرية نتيجة الهجمات التى تعرض لها المخزن، و«لكن بعد انتهاء اللجنة من أعمال الجرد عُثر على بعض القطع المبلغ بسرقتها وظلت 103 قطع مفقودة».

وبدأت اللجنة عملها بتاريخ 23/3/2016، وأنهت جرد ونقل القطع لمخزن دهشور بتاريخ 27/4/2016، علمًا بأن عملية الجرد جرت خلال فترة عمل البعثة حيث كان المخزن مفتوحًا- طبقا لقرار اللجنة الدائمة للآثار المصرية بوزارة الآثار بتاريخ 21/10/2015 وذلك بشأن عمل البعثة- وكان قبلها مغلقًا ومشمعًا بالأقفال والسلك والرصاص. واستعانت اللجنة فى مطابقتها للآثار الخاصة بالبعثة بعدة مستندات من ضمنها دفتر حرف «ز»، الخاص بتسجيل القطع الأثرية تحت الدراسة والترميم من قبل البعثة، ونسخة ديجيتال باللغة الإنجليزية من كشوف الآثار المفقودة التى حصرتها البعثة بعد أحداث 25 يناير، والكشف المبدئى للآثار المفقودة الذى حررته منطقة آثار سقارة. وباشرت اللجنة أعمالها عن طريق مضاهاة الدفتر والكشوف بما هو موجود بالمخزن المتحفى رقم 2، إذ تبين عدم دقة ما هو موجود بالنسخة الديجيتال للكشوف التى حررتها البعثة بشأن الآثار المفقودة، نظرًا لأن بعض القطع المبلغ بفقدها وجدت أثناء الجرد. وبعد عمل اللجنة تبين أن المفقود 103 قطع أثرية، إلى جانب فقد العديد من نفايات الحفائر التى تمثل أجزاء من تمائم وأجزاء من خرز وبعض بذور النباتات والعظام وقصاصات من الكتان وكسرات صغيرة من الزجاج وبعض الأجزاء المعدنية والخشبية، واتضح أنها غير مدونة بدفتر حرف «ز».

وفى التفاصيل اتضح أن إجمالى عدد القطع المسجلة بدفتر المخزن هو 366 قطعة، ووجد أن 216 رقما مسجلا تم نقلها وتسليمها لمفتش منطقة دهشور، و21 رقما مسجلا موجودة بمقبرة «نب ايت»، وقطعتين بالمتحف المصرى، و6 أرقام بمخزن اللشت، و103 قطع مفقودة.

قائمة المفقودات تضم تمائم وأجزاء من تماثيل وأدوات تحنيط
حصلت «الدستور» على نسخة من كشف المفقودات بمخزن البعثة الأمريكية لمتحف المتروبوليتان حيث تضمن: 3 تمائم على شكل عين أوجات من الفيانس، وتميمة على شكل عمود الجد من الفيانس، وخرزة مخروطية الشكل من اللازورد الأزرق، و2 خرزة إحداهما مستديرة والأخرى على هيئة قرص من الفيانس، و7 خرزات بالإضافة إلى 2 تميمة عين أوجات وواحدة لأنوبيس من الفيانس والزجاج والعقيق، وجعران صغير من الفيانس، وقطعة مشكلة على هيئة دائرة وبها بقايا قطعة زجاجية، ومن المرجح أنها جزء من تابوت من الجبس، وجزء من عين من أوبسيديان والزجاج الأسود، ومحبس به حزوز من الطرفين من الزجاج الأسود.

كما تضمنت المفقودات جزءا من تمثال عبارة عن عين وتتكون حدقة العين وبياضها من الزجاج والألباستر، وتميمة للإله أنوبيس من الفيانس الأخضر، و 16 من الخرز على شكل عين أوجات من الفيانس، ونصف تمثال من البازلت برداء طويل ويوجد على البطن سطر رأسى من الهيروغليفية من البازلت، وتمثال أوشابتى من الحجر الجيرى، وتمثال أوشابتى من الحجر الجيرى وتم الإبلاغ عنه فى القضية رقم 3380 لسنة 2011، وإناء زجاجى ولكنه لم يفقد، ولكن وجد مدمرا إلى أجزاء عديدة لدرجة يصعب معها ترميمه، وجعران من الفيانس، وتميمة عين أوجات يعلوها أسد رابض من الفيانس. ومن المفقودات: 2 تميمة عين أوجات، و6 تمائم أنوبيس- شو- تاورت- أبيس- بتاح بتك- عمود واج- من الفيانس، وتميمة عين أوجات تفقد أجزاء من الفيانس، و20 خرزة ملونة دائرية الشكل من الزجاج، وخرز أسود مخروطى الشكل من الفيانس، وتميمتن لأوجات وبتاح بتك من الفيانس، ومجموعة من الخرز مختلفة الأشكال والأحجام من الزجاج، وختم ذو قمة نصف دائرية من الحجر الجيرى، وتميمة عين أوجات وخرز صغير من الفيانس، وتميمة على شكل أسد رابض من الفيانس. ويتضمن الكشف أيضًا: 3 تمائم أوجات وخرزتين من الفيانس، و2 تميمة عين أوجات و4 خرزات من الفيانس، و6 تمائم لعين أوجات وتميمة لأنوبيس من الفيانس، وتميمة على هيئة أنوبيس من الفيانس، و4 خرزات وتميمة عين أوجات من الفيانس والزجاج والعظم، والجزء السفلى لتمثال كاتب قارئ يمثله جالسًا فى وضع الكاتب وتظهر يداه مفرودتين على حجره، وتوجد آثار كتابة على قدميه من البازلت، وتيراكوتا على هيئة سيدة ترتدى باروكة شعر وتاجا نخيليا من الفخار الأحمر، وأجزاء من عينين أوجات من الحجر الأزرق المصرى، وتميمة على هيئة عين أوجات من الديوريت.

كما تضمن: 2 تميمة على هيئة المعبود خنوم من الفيانس، وتميمة على هيئة إيزيس ترضع حورس من الفيانس، وجزءا من أداة غزل من الخشب، و5 حلقات صغيرة الحجم من العاج، وفوهة إناء عطر عليها نقش غائر لزهرة اللوتس ولها مقبض يأخذ شكل قرد من الفيانس، و9 خرزات مختلفة الأشكال من الزجاج الأبيض والأسود والفيانس، وسكينا بحافة مشرشرة من الظران والعاج، وإناء رمزيا على هيئة طبق صغير من الفيانس الأبيض- لم يسرق ولكنه وجد مدمرا إلى أجزاء عديدة، ومجموعة خرز من الفيانس الأخضر، و8 تمائم على هيئة عين أوجات من الفيانس، و2 تميمة واحدة على هيئة بس وأخرى على هيئة بتاح بانك من الفيانس الأخضر، و6 أدوات تحنيط من البرونز المجنزر.

مفاجأة.. الوزارة لم تبلغ النيابة واكتفت بتحقيقات الشئون القانونية
كشف مصدر بوزارة الآثار، فضل عدم نشر اسمه، أن القطع مختفية منذ حوالى عام و«لم يتم إبلاغ نيابة الأموال العامة بالمسألة حتى الآن»، مشيرًا إلى اقتصار التحقيق على الشئون القانونية بوزارة الآثار، حيث جرى استدعاء كل أطراف القضية والتحقيق معهم.

ويساعد إبلاغ نيابة الأموال العامة فى استرداد أى قطع أثرية مفقودة حال ظهورها فى صالات مزادات بيع الآثار فى الخارج، إذ يجب تقديم أوراق إبلاغ النيابة بالسرقة أو الفقد لتسهيل عملية استرداد القطع، و«إذا لم يتم إبلاغ النيابة يكون موقف الاسترداد صعبا، خاصة مع مرور أكثر من عام على اكتشاف واقعة السرقة». وتواصلت «الدستور» مع الدكتور محمود عفيفى، رئيس قطاع الآثار المصرية، لسؤاله عن سبب تأخر تقديم بيانات الآثار المفقودة للنيابة العامة فرد قائلا: «فى حال تقديم تقرير يكشف عن فقد قطع أثرية يتم إحالته للشئون القانونية بالوزارة المختصة بإجراء التحقيقات وتحويل القضية للنيابة، وليس لدى معلومات عن تطور التحقيقات التى تجريها الشئون القانونية».

من جانبه، قال محمد يوسف، مدير منطقة آثار دهشور، إن متحف المتروبوليتان كان قد قرر نقل جميع الآثار التى نتجت عن أعمال حفائر البعثة الأمريكية سواء فى منطقة اللشت أو فى منطقة جنوب سقارة، إلى مخزن بدهشور مجهز بأساليب حديثة للتأمين والصيانة، وكانت البعثة تحفظ آثارها فى مخزن بكل منطقة تسمى «المخازن الفرعية».

وأضاف «يوسف»، لـ«الدستور»، أنه بعد انتهاء لجنة الجرد والنقل من أعمالها بمخزن 2 المسمى «مخزن دى مورجان» تم إبلاغه بوجود آثار مفقودة من قبل المفتشين.

وتابع: «نصحت لجنة الاستلام بمنطقة دهشور بوضع كشف يوضح الآثار المفقودة، وعليه قامت اللجنة بتسجيل القطع المفقودة ووصفها، وتم رفع الأمر إلى رئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة».