رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قطار المشروع النووي ينطلق من الضبعة

صوره
صوره

شهدت أرض المشروع النووى بالضبعة، اليوم، فعاليات مؤتمر الحوار المجتمعى، الذى نظمته وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، بالتعاون مع محافظة مطروح، لتعريف الأهالى بأهمية المشروع القومى.

وبدأ المؤتمر، بإطلاق فتيات مطروح الزغاريد، تعبيرًا عن سعادة أبناء المحافظة بالمشروع النووى، وسط حضور مكثف من الشباب، الذين رفعوا صور الرئيس عبدالفتاح السيسى.

وشارك فى المؤتمر الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، وكبار علماء الطاقة النووية، والإعلاميون، وشيوخ القبائل، ونواب البرلمان عن محافظة مطروح، واللواء محمد لطفى، قائد المنطقة الشمالية، واللواء مختار السنبارى، مدير أمن مطروح، والقيادات الأمنية والتنفيذية ورابطة شباب مطروح، للتعرف عن قرب عن مزايا المشروع النووى وفوائدها، وطمأنة أهالى الضبعة بشأن أمان المفاعل.

وأعلن اللواء علاء أبوزيد، محافظ مطروح، إطلاق اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى، على أحد شوارع مدينة الضبعة، مشيدًا بدور القوات المسلحة فى بناء مصر الجديدة، وبجهود القيادة السياسية فيما يتعلق بإنشاء المفاعل النووى.

وقال المحافظ، خلال كلمته، فى المؤتمر، إن أهالى مطروح يقفون خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، والقيادة السياسية فى هذه المرحلة الفاصلة، مضيفًا: «لقد كان قرار الرئيس بإنشاء مفاعل الضبعة إعجازًا وليس إنجازًا، لإطلاق المشروع النووى الذى لا يقل أهمية عن أى مشروع قومى بعد توقف 25 عامًا».

وأشاد المحافظ، بعدم انسياق أهالى مطروح وراء الشائعات الخاصة بخطورة المشروع النووى، مشيرًا إلى شعوره بالفخر بأبناء المحافظة، الذين يدركون أهمية المشروع، قائلًا: «لا تنمية دون أمن، ولا تنمية دون طاقة».

واختتم المحافظ كلمته، بتقديم الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على رعايته لشعبه، وتدشينه العديد من المشروعات العملاقة، كما قدم الشكر للفريق أول صدقى صبحى، وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، وللوزراء وقادة المنطقة الغربية والشمالية، ومدير أمن مطروح.

وتحدث عدد من عمد وعواقل الضبعة عن تأييدهم للرئيس عبدالفتاح السيسى، فى خطواته نحو المشروع النووى، وعن جهود اللواء علاء أبوزيد، محافظ مطروح، فى تنمية المحافظة، وقالوا، إنهم سيظلون حراس بوابة مصر الغربية ومحافظين على العهد بجانب القوات المسلحة من أجل بناء مصر جديدة تنعم بالأمن والأمان والاستقرار.

وأكد الأهالى، حرصهم على إقامة أول مشروع نووى على أرض الضبعة ورددوا هتافات أعلنوا من خلالها تأييدهم للرئيس عبدالفتاح السيسى، منها «أهالى مطروح خلف قائدهم لمستقبل أفضل، ومعًا لنبنى أول مشروع نووى مصرى، وحلم المشروع النووى يتحقق بسواعد أبنائها ونؤيد رئيسنا ونحمى حدودنا».

وأعلن عمد ومشايخ وشباب الضبعة ومحافظة مطروح، وممثلو الدعوة السلفية والأزهر والكنيسة، ترحيبهم بإقامة المشروع القومى النووى المصرى لتوليد الكهرباء.

وقال سعد أبوشيتة، رئيس مجلس عمد ومشايخ المحافظة، إنه بالنيابة عن أهالى مطروح يرحب بضيوف الحوار المجتمعى، مؤكدًا أن المشروع النووى أصبح واقعًا ملموسًا بعدما كان حلما يراود المصريين عقودًا طويلة.

وأضاف، أن المشروع سيضع مصر فى المكانة الرائدة، ويخطو بها نحو المستقبل الذى يصبو له الجميع، مشيرًا، إلى أنه سيوفر الآلاف من فرص العمل، ومليارات الجنيهات، واحتياجات مصر المستقبلية من الطاقة، مؤكدًا أن أرض الضبعة تستوعب 8 محطات نووية ستتم على 8 مراحل، وأن المرحلة الأولى تستهدف إنشاء محطة تضم 4 مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء بقدرة 1200 ميجاوات، بإجمالى قدرات 4800 ميجاوات، التى سيبدأ إنشاؤها خلال الأشهر القليلة المقبلة، على أن يبدأ تشغيل الوحدة الأولى فى 2022، والباقى تباعًا حتى عام 2026.

وتابع أبوشيتة: «الرئيس السيسى قدم هدية لأهالى الضبعة ببناء القرية السكنية البدوية، التى تضم حوالى 1500 منزل ستوزع على أهالى الضبعة ممن تبرعوا بأراضيهم لصالح المشروع النووى، إضافة إلى إنشاء أول مدرسة نووية فى مصر بالقرب من المشروع».

وأعلن محافظ مطروح عن بدء صرف 120 مليون جنيه، تمثل الدفعة الثانية من إجمالى قيمة التعويضات لمن تبرعوا بأراضيهم لصالح المشروع النووى.

وقال مستور أبوشكارة، وكيل اللجنة التنسيقية لأهالى الضبعة، إن القوات المسلحة أوفت بوعدها مع الأهالى، خاصة بعد بشرى صرف الدفعة الثانية من التعويضات، وبناء المدينة السكنية، مضيفًا، أن اللجنة التنسيقية بالضبعة تبعث ببرقية للقيادة السياسية تعلن فيها أنها مازالت على العهد تحفظ الود، وترعى العهد، وتشارك أبطال القوات المسلحة الانتصارات الدائمة والمتلاحقة على الإرهاب.

وتشهد أرض الضبعة، خطوات موازية للبدء فى تنفيذ الحلم النووى، حيث تعمل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة على إقامة البنية الأساسية من المنشآت الخاصة بالمكاتب الإدارية والاستراحات والمعامل الخاصة بالعاملين بهيئة الطاقة النووية، بجانب إنشاء المدينة السكنية.

وقال الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء، إن المؤتمر يأتى فى إطار الالتزام بمتطلبات قانون حماية البيئة المصرى، وقواعد واشتراطات هيئة الرقابة النووية والإشعاعية وهيئة التشريع والرقابة النووية الدولية، وإن المحطة النووية المصرية الأولى بالضبعة تتكون من 4 وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، تنفذ بالتعاون مع الجانب الروسى، مضيفًا: «بلغ المشروع المراحل النهائية للتوقيع على عقود الإنشاء والتشغيل»، مشيرًا إلى أن هذه المحطات لا تصدر انبعاثات للغازات الملوثة أو غازات الاحتباس الحرارى فضلًا عن أنها تتمتع بأعلى معدلات الأمان العالمية المستخدمة فى محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية.

وعرض الاستشارى العالمى وورلى بارسونز، الدراسة البيئية والاجتماعية للمشروع، التى أكدت الالتزام بكل الجوانب البيئية والاجتماعية الخاصة بالتشييد والتشغيل الآمن للمحطة.

وخلصت هذه الدراسة إلى تأكيد أقصى معايير الأمان لمشروع المحطة النووية، حيث يستخدم مشروع المحطة مفاعلات نووية من الجيل الثالث طبقًا لأحدث ما وصل إليه العلم والتكنولوجيا، ويحوى هذا الجيل تصميمًا آمنًا ومقاومًا لخطأ المشغل البشرى، ويزيد عمر المحطة إلى 60 عامًا، ولها قدرة غير مسبوقة على مقاومة الحوادث الضخمة، فيمكنها أن تتصدى لاصطدام طائرة وزنها 400 طن، وسرعتها 150 مترًا فى الثانية، وتمتاز المفاعلات النووية أيضًا بالتشغيل الآمن دون أية تأثيرات سلبية على البيئة المحيطة به، كما تضمن هذه المفاعلات عدم التسرب الإشعاعى عن طريق الفلاتر والحواجز المتعددة، وتحوى نظام التحكم الآلى الحديث.

كما أكدت الدراسة أن المشروع يوفر عددًا من المزايا الاجتماعية والاقتصادية والحضارية حيث إنه يوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل جديدة لشباب المحافظة، خلال فترة التشييد التى تمتد قرابة 8 سنوات، إضافة إلى ما لا يقل عن 4 آلاف فرصة عمل أخرى بعد التشغيل، وسيترتب عليه رواج اقتصادى وسياحى سيكون له عظيم الأثر بعد تشغيل المشروع على منطقة الضبعة ومحافظة مطروح بكاملها.

وسيؤدى مشروع المحطة النووية بالضبعة دورًا جوهريًا فى تنويع مزيج الطاقة فى مصر وتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية، ويضع مصر على عتبة تكنولوجية متقدمة تختزل سنوات طويلة على طريق التقدم العلمى والتكنولوجى.