رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تكشف خلية استهداف «أقباط سيناء»

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

استمرارًا لمسلسل استهداف الأقباط فى مدينة العريش، أقدم إرهابيون فى سيناء، أمس، على قتل المواطن كامل رؤوف كامل يوسف، الذى يبلغ من العمر 40 عامًا، أمام أسرته.

وكشفت مصادر قبلية لـ«الدستور»، أن المواطن القبطى يعمل «سباك»، ومتزوج ولديه 5 أبناء، ويقيم بحى الزهور، مشيرة إلى أن ثلاثة مسلحين داهموا منزله، بحى الزهور فحاول الهروب منهم، إلا أنهم لحقوا به وقتلوه أمام زوجته، وأشعلوا النيران فى منزله قبل أن يتركوا المكان.

وأضافت أن المواطن كامل رؤوف، الضحية رقم 6 على يد إرهابيى سيناء، موضحة أن الإرهابيين بدأوا نشاطهم ضد الأقباط، بقتل المواطن وائل ميلاد داخل محله الخاص بجوار مدرسة العريش الثانوية بنين فى شارع 23 يوليو وسط مدينة العريش، كما استهدفوا الطبيب البيطرى بهجت مينا، الذى يبلغ من العمر 40 سنة، بحى العبور جنوب مدينة العريش، لتتفاقم الظاهرة بمقتل مدرس يدعى «جمال توفيق جرجس»، قبطى يقيم بمدينة العريش، أثناء تواجده بسوق الخميس الشعبى أمام زوجته، إضافة إلى قتل سعد حكيم حنا الذى يبلغ من العمر 65 سنة بإطلاق الرصاص عليه وحرق نجله بإشعال النيران فى جسده أمام باقى أفراد الأسرة جنوب شارع أسيوط.

وأشارت إلى أن عدد الأسر القبطية بمحافظة شمال سيناء، لا يتعدى ألف أسرة، معظمها تقطن منطقتى العريش، وبئر العبد، وكانت الأسر القبطية قد رحلت من مناطق الشيخ زويد ورفح عقب شدة الاشتباكات بين قوات الأمن والتنظيم الإرهابى وتعرض عدد من أبنائهم إلى القتل على يد التنظيم الإرهابى فى شمال سيناء.

وأشارت المصادر، إلى أن الموظفين من الأقباط من أبناء المحافظة طالبوا بإجازات مفتوحة حتى يتمكنوا من الرحيل بعيدًا عن ملاحقات التنظيم الإرهابى.

كشفت مصادر لـ«الدستور»، أن خلية إرهابية تتمركز بمنطقة «المسمى» جنوب مدينة العريش، تستهدف الأقباط بالمدينة، وتساعدها خلية نائمة بمدينة العريش تقوم برصد تحركات الأقباط بالمدينة لاستهدافهم.

وقال النائب حسام رفاعى، عضو مجلس النواب، إن كل أبناء شمال سيناء مستهدفون من قبل العناصر الإرهابية وليس الأقباط وحدهم، وأضاف: «كل يوم نشاهد قتلًا وخطفًا وذبحًا للمواطنين على يد الإرهابيين».

وندد أهالى شمال سيناء بظاهرة استهداف الأقباط بمدينة العريش فى الفترة الأخيرة، وطالبوا مديرية أمن شمال سيناء بنشر القوات بكل مناطق العريش.

وقررت أسر مسيحية بالعريش الرحيل عن منازلهم لمحافظات أخرى بعد قتل 6 أقباط خلال أسبوعين على يد جماعات إرهابية، وسط تهديدات مستمرة لبعض أقباط العريش بالقتل.

وقال الأنبا قزمان، أسقف شمال سيناء بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن عددًا من أسر أقباط العريش قرروا الرحيل عن منازلهم بعد التهديدات المنتشرة للتحريض على قتل الأقباط فى العريش من جانب الجماعات الإرهابية، مؤكدًا أن هذه الأسر باتت مهددة خاصة بعد حالات القتل المتكررة للأقباط خلال الأسبوعين الماضيين.

وأشار «قزمان» لـ«الدستور» إلى أن 50 أسرة من الأقباط بالفعل بدأت الرحيل عن منازلها بالعريش حتى القضاء على عنف الجماعات الإرهابية التى تهدد حياتهم متجهين لبعض المحافظات المختلفة أبرزها، محافظات أسيوط والإسماعيلية والسويس، مضيفًا: أن هناك بعض الأسر القبطية رفضت ترك منازلهم وعملهم فى العريش.

وأطلقت الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية مبادرة لاستضافة 40 أسرة من أقباط العريش. من جانبه، قال القس عزت صليب، راعى الكنيسة الإنجيلية بالإسماعيلية، إن الكنيسة بدأت فى استقبال النازحين من أسر الأقباط بالعريش منذ أمس، لتعويضهم عن ترك منازلهم بالعريش، مؤكداً أن الكنيسة الإنجيلية، تدعم ترك الأقباط لمنازلهم فى العريش بعد التهديدات وحالات القتل المتكررة لهم تحاول توفير بعض المنازل لهم فى الإسماعيلية كبديل عن منازلهم بالعريش.

وأوضح صليب، أن هذه المبادرة لن تقتصر على محافظة الإسماعيلية، وأن أبواب الكنائس الإنجيلية ستظل مفتوحة أمام أهالى العريش من الأقباط لتكون مبادرتنا رسالة طمأنة بعد حالة الرعب التى سيطرت عليهم مع انتشار تهديدات التحريض على قتلهم بالعريش.

وفى سياق متصل، عبر أهالى العريش عن غضبهم من استهداف الأقباط على مواقع التواصل الاجتماعى، وقال أحد أبناء العريش: «كانوا بيعشقوا تراب البلد وإحنا وإنتوا بنتقتل فى شمال سيناء والله، مابقوش بيفرقوا بين مسلم ومسيحى».

وقال آخر: «المسيحيون اللى كانوا عايشين فى شمال سيناء كانوا بيعشقوا تراب البلد، بيحبوا ناسها وأهلها وبيحترموهم.. اتحدّاك لو تلاقى واحد من العريش أو شمال سيناء عمومًا مالوش صاحب أو زميل بيحبه وعشرة عُمر ليه من الإخوة المسيحيين، أصحاب دراسة أو شغل أو جيران فى السكن».

وقال مواطن ثالث: «يعز علينا فراقكم والله وهجرتكم، بس إنتوا بشر وكل واحد بيخاف على حياته وروحه.