رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نكتة أسامة هيكل: البكاء على لبن وزارة الإعلام المسكوب

 أسامة هيكل،
أسامة هيكل،

تولَّى النائب والكاتب الصحفى الكبير، أسامة هيكل، وزارة الإعلام فى ظروف قاسية جدًا، صحيح أنه قام بدوره على أكمل وجه، رغم انتقادات الكثيرين له، إلا أن تجربته فيها لا تشجعه على طرح فكرة عودة وزارة الإعلام من جديد، وهى الفكرة التى أوحى بها، عندما تحدث فى ندوة «الإعلام الحديث.. وحروب الجيل الرابع» التى عقدت فى جامعة كفر الشيخ منذ أيام، عندما قال إن إلغاء وزارة الإعلام كان خطأ كبيرًا، لأنها كانت تقوم بدور محورى على الساحة الإعلامية داخليًا وخارجيًا.

لن أتقاطع مع هيكل على المستوى السياسى، الذى يرى أصحابه أن عودة وزارة الإعلام فى شكلها التقليدى أو حتى بشكل مستحدث ضرورة، ولكنى سأتوقف فقط عند مساحة فنية أعتقد أن معالى الوزير السابق يدركها جيدًا.

لقد تم إلغاء وزارة الإعلام فى الوقت الصحيح تمامًا، بل لو أراد الحق، كان ينبغى إلغاؤها منذ سنوات، فلم تكن الوزارة تباشر مهمتها فى رعاية الإعلام، بل كانت تعمل جاهدة على خدمة الحكومة والنظام السياسى، وهو ما جعلها تتراجع كثيرًا فيما يتعلق بدورها فى حماية الدولة نفسها والحفاظ على صورتها، ثم إن تطورات العالم وتكنولوجياته تجاوزت أن تكون هناك جهة فى الدولة توجه وتمنع وتمنح، فالحرب على العقول أصبحت مختلفة تمامًا، وأعتقد أن اهتمام هيكل بحروب الجيل الرابع يجعله على دراية بما يجب أن نفعله فى ملف الإعلام كله.

لدى هيكل خبرة كبيرة، فهو صحفى محترف، رئيس تحرير سابق، وزير إعلام سابق، رئيس لجنة الثقافة والإعلام فى مجلس النواب، وكان الأولى به بدلًا من الحديث عن خطأ إلغاء وزارة الإعلام الذى لم يكن كذلك أبدًا، أن يضع تصورًا جديدًا للتعامل مع ملف هو الأهم فى مصر الآن، وهو ملف الإعلام وما يفعله، وما هو مطلوب منه.