«الإله بتاح» مأوى لـ«الكلاب الضالة»..و"عجل أبيس" يعوم فى المجارى
بوابة حديدة أكلها الصدأ، تحجب خلفها تفاصيل كثيرة، فتبدو للوهلة الأولى أرض زراعية تلفت محاصيلها وفي طريقها للتصحر، بمجرد الإقتراب منها تظهر مجموعة من الكلاب الضالة، لا يتوقف نباحها أمام كل من يقترب من تلك البوابة، وكأنها تحرس شيئا ثمينا بالداخل ، يزداد هجوم الكلاب مع كل خطوة يقترب فيها الزائر من البوابة، فتظل واقفة تراقبه وتعاود أدراجها للداخل مرة أخرى بعد اختفاؤه.
هكذا يبدو المشهد في معبد «الإله بتاح» بقرية «ميت رهينة» فى مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، وهي جزء من عاصمة مصر الأولى «منف» مدينة الأنبياء الأثرية التي تحققت فيها رؤيا "يوسف الصديق"، ورغم ذلك التاريخ الثري إلا أنها آثارها في حالة يرثى لها، وعلى رأسها معبد «الإله بتاح» الذي يقع بالقرب من متحف ميت رهينة.
وأكد سعد أبو طالب مرشد سياحي بالقرية، أن المعبد في تدهور مستمر منذ سنوات ، مشيراً إلى أن الأهالي قدموا اقتراحات عديدة لوزاة الآثار لأجل تطويره وجعله مقصدا سياحيا كما كان، لكنهم لم يجدوا أي أهتمام.
وأضاف أن «مياه الصرف الصحي أغرقت المعبد وأتلفت كل الآثار فيه، والبوابات مقفولة ولا توجد سوى الكلاب المسعورة.
ولا يختلف المشهد في معبد «عجل أبيس» كثيراً حيث يقع على بُعد أمتار قليلة من معبد «الإله بتاح»، ومحاط بسور كبير يبدو حديث البناء وبوابة حديدة موصدة بقفل، تنمو بداخله حشائش خضراء ظهرت بفعل مياه الصرف الصحي أيضًا.
يرجع تسمية المعبد بهذا الاسم إلى العجل أبيس، الإله المقدس عند الفراعنة والذي كانت تقام له جنازة تبدأ من منف وتنتهي بسقارة.
وقال الدكتور ياسر عبد الهادي أحد سكان القرية : «المعابد ليها تاريخ كبير وجواها كنوز وآثار حرام تغرق في مياه الصرف الصحي ، المفروض يبقى لها ميزانية وتبقى مقصد للسياح وننقذ الآثار من التلف وترجع السياحة في مصر تاني».