رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دكان محروس مغلق للغلاء.. "الله يرحم أيام السكر أبو 4 جنيه"

دكان محروس
دكان محروس

ملابس رثة تنم عن فقره، ووجه شاحب يبدو عليه الشقاء وعيون ذابلة لم تتذوق طعم النوم، كان ينفق على أسرته من ذلك الدكان الصغير الذي استاجره بـ 50 جنيه في الشهر، خصّصه لعمل الشاي والقهوة لأصحاب المحلات المجاروة له والباعة بالسوق، إلا أن جاء تطبيق القيمة المضافة وفرض الضرائب وارتفاع سعر الدولار ليضربوا برزقه عرض الحائط، فبعد ارتفاع أسعار الشاي والسكر اعتمد الجميع على جلب «غلايات» لأجل توفير ثمن كوب الشاي الذي يدفعوه يوميًا.

يقطن «محروس أحمد» بمنطقة أرض اللواء بـ «ترعة الزمر»، في شقة صغيرة بالطابق الأرضي، برفقة ابنته وزوجته، يؤكد أن الناس امتنعت عن تناول الشاي من المقاهي بعد موجة ارتفاع الأسعار، حيث فضلوا شراء «الغلاّيات» لعمل الشاي داخل أماكن عملهم وتوفير ثمن كوب الشاي الذين اعتادوا على تناوله كل يوم، موضحًا أن أسعار السكر زادت الضعف:«من يوم ما قفلت المحل كان السكر بـ 8 جنيه بعد ما كان بـ 4 جنيه، والله أعلم بقى بكام دلوقتي، لقيت نفسي بدفع 50 جنيه إيجار ومش بيطلع ليا حاجة، قفلتها وبدور على شغل ومش لاقي».

13 عام قضاها الرجل الخمسيني في أرض اللواء لم يتذوق فيهم طعم الراحة والاستقرار، بالإضافة إلى 40 جنيه قيمة الإيجار الشهري للشقة، فضلاً عن مصاريف المدارس والطعام والشراب للأسرة.

وأضاف غاضبًا: «قبل ما يرفعوا الأسعار يحسوا بالناس الغلبانة اللي ملهاش مصدر زرق، لأننا بنروح في الرجلين»، تتلخص أحلام «محروس» في عمل ينفق منه على أسرته، مؤكداً أنه سئم من البحث عن عمل، حيث إن العمل المتوفر لديه يكون بأجر يومي ويكون رمزي لا يسد شيء من احتياجات أسرته: «الشغل كله باليومية ومش مضمون، لو حد عاوز يشيل حبة رمل بروح أو يكسر حيطة، ودي بتكون زرق ربنا بيبعته لأنه عالم بالظروف».