رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«سوبر مان السعودي».. المملكة تخلع «الغترة والعقال»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

إقبال كبير على شراء التذاكر.. ومعارضون حفل
«عبدة الشيطان».. والنساء :متحمسات للإثارة والغموض

سلط موقع «فوكاتيف» الأمريكى الضوء على إقامة مجموعة من مواطنى المملكة العربية السعودية مهرجان «comic con» على أراضيها، والذى يعد مهرجانًا تنكريًا ساخرًا يرتدى فيه المواطنون ملابس لأبرز أبطال الأفلام الهوليوودية.

وأبدى التقرير تعجبه من «سماح تلك الدولة المتشددة دينيًا بإقامة مثل هذه المهرجانات، وظهورها فى العلن»، لافتًا إلى أن المملكة معروفة بإخفاء السلوكيات التى تحظرها بشكل رسمى وقانونى، ما يدفع المواطنين لممارستها بين الجدران المغلقة.

وأوضح التقرير أن المهرجان التنكرى الهزلى سيستغرق 3 أيام، من الخميس وحتى غدٍ السبت، مع بعض القيود خاصة للنساء، مشيرًا إلى أن فعاليات المهرجان تأخذ مكانها فى مدينة «جدة» المطلة على البحر، والمعروفة بوجود نسبة كبيرة من الرعايا الأجانب.


أكد تقرير «فوكاتيف» أن «المهرجان أقيم خصيصًا لجميع المهووسين بالثقافة الغربية والتقاليع العالمية، ومحبى النجوم العالميين، والشخصيات الوهمية المستوحاة من الأفلام والكتب الغربية».

وكشف التقرير أن السعوديين الذين يحبون خلع الملابس التقليدية من «الغترة» و«العقال» والنقاب والحجاب، ويعشقون ارتداء أزياء لشخصياتهم الوهمية المفضلة لديهم، والاحتفال بالملابس التنكرية، عادة ما كانوا يضطرون للسفر إلى سان فرانسيسكو أو نيويورك لحضور مثل تلك المهرجانات والفعاليات، لكن خلال عطلة نهاية الأسبوع فإن السعوديين والسعوديات سيكونون قادرين على الاحتفال بهوسهم بالثقافة الغربية فى أول مهرجان «كوميك كون» على أرض المملكة.

وأشار إلى أن المهرجان شهد إقبالًا كبيرًا للغاية، ونسبة كبيرة من تذاكره بيعت، إلا أنه فى نفس الوقت فإن المملكة تجتاحها حالة من الغضب، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى مثل «تويتر» و«فيسبوك» وغيرهما، حيث التعبير عن الغضب من تلك الظاهرة، والسؤال عن كيف أنها تشق طريقها فى المملكة الإسلامية التقليدية بمفاهيمها الوهابية التى صدرتها لبقية دول المنطقة. كان من ضمن التغريدات اللافتة اتهام القائمين على تنظيم المهرجان والمدعوين والحاضرين بأنهم «عبدة الشيطان»، فيما دشن سعوديون هاشتاج اشمئزازيًا تحت عنوان «GROWUP»، أو «اكبروا»، وهاشتاج آخر تحت عنوان «كوميكون حفل عبدة الشيطان بجدة».

وقال مواطن سعودى يدعى «زياد السعدى» فى تغريدة: «من الغباء أن يتم السماح بتنظيم مثل تلك المهرجانات الغريبة»، وكتب ماجد القويض: «تلك المهرجانات الماجنة تمت إقامتها منذ السبعينيات وكان أولها فى سان فرانسيسكو، ومن بعدها انتشرت فى جميع أنحاء العالم على مر السنين».

وفى حين أن هذا هو أول «كوميك كون» بشكل رسمى فى المملكة العربية السعودية، كانت هناك أنواع أخرى من تلك المهرجانات فى الشرق الأوسط مثل «كوميك كون ميدل إيست»، الذى استقطب أكثر من 50 ألفًا من الحضور.

وقال التقرير الأمريكى إنه يجرى تنظيم «كوميك كون المملكة»، من خلال دعم من قبل «الهيئة العامة للترفيه»، التى تشرف على الفعاليات والأنشطة فى السعودية، وصرح مسئولون سعوديون للموقع الأمريكى: «هناك طلب كبير فى البلاد لمثل تلك المهرجانات، وبما إن عشرات الآلاف من السعوديين سافروا إلى الخارج لحضور مثل هذه الفعاليات، فكان لابد من إقامة مهرجان على غرارها بالمملكة».

وعلى الرغم من ردود الأفعال على الإنترنت، قال من اشتروا تذاكر المهرجان إنهم متحمسون للاحتفال فى ثلاثة أيام من خلال ارتداء أزياء أبطال الكوميديا، والإنمى، وألعاب الفيديو، وأبطال الكتب، لكنهم عبروا عن ضيقهم من أن المهرجان فى السعودية على عكس المهرجانات التى حضروها فى الغرب، حيث سيضطرون فيه إلى اتباع مجموعة محددة من القواعد.

اللافت أيضا أنه لم يتم حظر النساء من دخول المهرجان، لكن لن يكون هناك اختلاط بين الجنسين، الأمر الذى وصفه مشاركون بأنه جريمة من قبل مفتى السعودية، وقال ماهر موصلى، مواطن سعودى، للموقع الأمريكى، إن تلك القيود لن تثبط الناس عن الحضور، فـ«الناس هنا عطشى لهذا النوع من الأحداث والمهرجانات».

ونشر الموقع مقطع فيديو لبعض لقاءاته مع مواطنين ومواطنات سعوديين، الذين عبروا عن حماسهم، خاصة النساء السعوديات، قائلين إنه «سيكون هناك الكثير من الإثارة والغموض، وكونه المهرجان الأول فى البلاد فإنه لن ينسى وستكون لحظة تاريخية بالنسبة لنا».

من ضمن الشخصيات التى سيرتدون أزياءها مقتبسة من أهم الأفلام الأمريكية الشهيرة مثل «هانيبال» للنجم أنتونى هوبكنز، و«لعبة العروش»، وكان من ضمن بطلاته الممثلة الأمريكية الجميلة جنيفر لورانس، وأيضًا إميليا كلارك، وغيرها من شخصيات هوليوود.

وقال التقرير إن السعودية تعيش فى حالة من النمطية الأبدية، وتعيش تحت صخرة فيما يتعلق بثقافة التليفزيون والسينما بشكل ظاهرى فقط، لكن معظم مواطنيها منفتحون على تلك المصادر الترفيهية من خلال الأطباق الفضائية حتى على التليفزيون الإسرائيلى والأوروبى وغيرها.