رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نقيب الأئمة يُطالب الأوقاف بإنشاء مركزًا لتنقية التراث العربي والإسلامي

الشيخ محمد عثمان
الشيخ محمد عثمان البسطويسي

تقدَّم الشيخ محمد عثمان البسطويسي، نقيب الأئمة والدعاة، باقتراحًا للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لتدشين لإنشاء مركزًا للأوقاف يختص بـ"تنقية التراث العربي والإسلامي"، وطرح ما ينتجه المركز من مؤلفات وكتب للجمهور بأسعار رمزية.

وذكر "البسطويسي" في اقتراحه الذي حصلت "الدستور" على نسخة منه، إنَّ المركز يستهدف إعادة تحقيق كُتب التراث مع إعادة طرحها في نسختين الأولى لغير المتخصصين والثانية للمتخصصين مع الإبقاء على أصول تلك المخطوطات في المكتبات العامة، ليكون التعامل معها مقصورًا على الباحثين ليكون لكل فئة نسخة تلائم فهمها ومدى تعمقها في الدراسة العلمية بالتمييز بين ما هو ضروري للجمهور وما هو وقف على أهل الاختصاص، علاوة على وضع حدود للتعامل مع التراث العربي والإسلامي يقدر من خلاله الناس التفرقة بين ما هو مقدس ومعصوم من التراث وهو العلم الإلهي المتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية وبين ما هو فكر بشري والمقسم إلى الفكر الديني وهو ثمرة التفكير في الوحي الإلهي وما هو دنيوي وهو ثمرة التفكير في الحياة بصفة عامة.

وشدَّد الاقتراح على ضرورة تنقية كتب التراث من الإسرائيليات المليئة بالقصص الخرافية والمغالطات التاريخية والإغراق في عالم الغيبيات بما يتناقض مع المنهج الإسلامي، الذي نهى عن الولوغ في عالم الغيبيات وهو ما يؤدي لنشر روح التواكل ويشغل الناس بما لا طائل منه مع ضرورة التركيز على كتب تفسير القرآن لتخليصها من المنهج الخرافي ووصلها بالروح والمنهج العلمي والعقلانية، إضافة إلى تهذيب الكتب من علم الكلام باستخلاص العقائد التي جاء بها الوحي الإلهي في النصوص الثابتة، وتقديم هذا التراث إلى الجمهور مع الإبقاء على المخطوطات الأصلية، مثلما فعل الإمام محمد عبده في كتابه "رسالة التوحيد" حيث نقى فيه علم العقيدة الإسلامية من خلافات المتكلمين القدماء، علاوة على ما فعله حجة الإسلام أبو حامد الغزالي في كتابه "الاقتصاد في الاعتقاد" وكتاب "إلجام العوام عن علم الكلام" فميز بين ما هو ضروري للجمهور وما هو وقف على أهل الاختصاص.

كما اهتم "البسطويسي" في مقترحه بضرورة تنقية كتب التراث من التصوف البدعي وتخليصه من الخرافة والشعوذة والأساطير مع التركيز على نشر التصوف السني الشرعي المستقي من المنهج الإسلامي وحده مع تنقية التصوف الإسلامي من أفكار التصوف الهندية واليونانية، لاسيما تنقية التراث ذات الطابع الأدبي من كل ما يتنافى مع الأخلاق الإسلامية مع طرحها في صورة مختصرة تروج للأدب العربي بين الجمهور مثل كتاب "الأغاني" و"ألف ليلة وليلة".