رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فن الهوى.. حكايات عن العشق والغرام

قصة حب ـ ارشيفية
قصة حب ـ ارشيفية

الدرس الأول فى الوصول إلى قلب المحبوب

 

وهل يحتاج الهوى إلى تقديم؟، بالطبع لا يحتاج، فبعض التقديم يزيل المتعة، وما كرهنا كتب التراث إلا من كثرة الاستهلال والتقديم، وأحيانا نغلق كتابا لكلمة لا تعجبنا وردت فى التقديم، وما كرهنا الشعر إلا من مقدمات الشعراء، فما بالك ونحن نتحدث عن الهوى، وبعض الهوى لا يقبل التأجيل ولا التقديما.


وعلى سيرة الهوى وعيد الحب، لابد من الاحتفاء بـ«أوفيد» أو الشاعر «بوبليوس أوفيديوس نازو» «43 ـ 18 قبل الميلاد» الذى صنع ثورة العشاق، واعتبر نفسه «الأستاذ» لكل من يريد أن يتعلم هذا الفن، فلا تظن أن المسألة سهلة، وأنك تستطيع أن تصبح فناناً فى الهوى من دون تعب ومذاكرة واجتهاد ومعرفة!، وإياك أن تأخذك العزة بالإثم وتعتقد أنك أكبر من «التعليم»، فما سقط العشرات قبلك صرعى الهوى والحب إلا بغرورهم هذا!.


من هنا يأخذك «أوفيد» من يدك كحارس يقف جانبك ويساندك: هيا صاحبى لا تتردّد، فالمرأة رهن إشارتك.


ما أندر أن تتأبى إحداهن.


ولا تخش هزيمة، فجميعهن بالغزل يسعدن، من قبلت منهن، ومن تأبّت.


تعامل «أوفيد» كقائد ومُعلم للعشاق ومجانين الهوى، ووضع روشتة مفيدة تناسب الجميع، سواء كان مستجدًا أو بليدًا أو متراخيًا أو جبانًا، وقدم الخطط والتصورات التى تجعلك تكسب قلب حبيبتك: عليكم بفنون القول الرفيعة، لا تقصروها على موكليكم المتوجسين فى ساحات القضاء، فليست المرأة أقلّ استسلاماً لسحر البلاغة، من القاضى الجاد أو الشيوخ المنتخبين أو جموع المستمعين. بالطبع هناك من يسأل: وكيف يأتى الكلام أصلًا؟!، لا بأس! يجيبك «أوفيد» فهو يضع كل الاحتمالات، فكم عاشقًا محبًا يجيد الكلام «لبلب» لكنه لا يعرف كيف يبدأ؟ «عايز دخلة» بمعنى أصح، وانظر إلى خفة الظل والخيال غير المحدود الذى يقدمه الصايع القديم «أوفيد» لحل تلك المشكلة: وحين تلمح ذرة غبار تهبط على ثوبها فوق الفخذ، فبأناملك فى رفق ادفعها.


وإن لم تهبط تلك الذرة، فتوهم واحدة هبطت... وادفعها أيضاً.

مباحٌ لك كل ما تتذرع به لشد انتباهها.


فإذا الثوب على الأرض تدلّى وشابهُ قذى، فثبْ وارفعه بيديك الحاذقتين

هل رأيت تلك «الصياعة» من قبل؟! وهل انتهت حيل وافتكاسات «أوفيد» المولود قبل الميلاد بـ«43 سنة»؟ إنه يحذرك من المبالغة فى مظهرك ومن الكرم الزائد فى وضع الجيل على شعرك، فالفتيات لا يروقهن شاب «مشكوك» فى أمره: ولا حاجة بك أن تصفف شعرك بالمكواة، ولا أن ترقق سيقانك بحجر الخفاف. دع هذا للخصيان.


وعلى هذا المنوال من الحنكة والخبرة يقدم «أوفيد» الحلول للعشاق، إن وجدت خيراً فيما سبق فترحم على «أوفيد» العبقرى الذى قاد ثورة الحرية فى روما التى كانت تحت رحمة «أغسطس» الإمبراطور الجبار الذى جعل روما تحكم العالم وتسيطر عليه بما فى ذلك مصر التى سرق كنوزها بعد أن هزم أنطونيو وكليوباترا فى معركة أكتيوم البحرية عام 32 قبل الميلاد، ووضع قوانين صارمة تمنع السهر وإقامة الحفلات وانتشر رجاله فى كل مكان لتطبيق عقوبات الانحراف الأخلاقى!، ولم تحتمل روما الوثنية باستثناء أقلية يهودية كما وظهر المتمردون بقيادة «أوفيد»، الذى اعتبره «أغسطس» خطراً على الإمبراطورية الرومانية ونفاه بتهمة التحريض على الرذيلة، لكن صاحب كتاب «الحب» بقى قائدًا ومُعلمًا حتى اليوم، ورحم الله ثروت عكاشة، الذى ترجم لنا هذه الكنوز، والذى أطلب منه العفو لأننى نقلت عنه بتصرف.


الأرواح جنود مجندة يا مولانا

كان طوق الحمامة مفاجأة القرن العشرين، رجل دين يؤلف كتابًا كاملاً عن الحب! ويا داهية دقى، فالرجل أحصى فى البداية خمسين اسمًا للهوى والحب واللوعة والشوق والسهد والصبوة والجوى والحنين، وزاد على ما أحصاه ابن القيم فى روضة المحبين، وخصصّ أبوابًا لأسباب الوقوع فى الحب وصفات العاشق وطبائع المغرمين وأساليب الهوى وفن المراسلة بينهما، ليس هذا فحسب بل إنه اختار «الحمامة وطوقها» عنوانًا للألفة والإلاف والتقارب والتناغم، ولماذا الحمامة يا مولانا، قال رحمه الله إن نوحًا عليه السلام اختارها ليعرف إن كان الطوفان قد انحسر عن الأرض فكانت خير رسول، والحب طوفان قد يغرق فيه المحُب إن لم يختر «سفيرًا» جيدًا يكون «حمامة الغرام» وينقل إلى المحبوبة الجوى ونار الهوى.


إنه ابن حزم الأندلسى «384 ـ 456 هـ» الذى يستحق لقب القائد والمُعلم الثانى بعد أوفيد، حيث يتجول فى حدائق العشاق ويقدم إليك النصائح والمواعظ حتى تفوز بقلب الفتاة التى اختارها قلبك، ويعلمك كيف تُحصنها من المتلهفين إليها.


يوصيك ابن حزم «أكبر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبرى أبو محمد، على بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح الأندلسى القرطبى «384-456 هـ» بأن لا تترك باباً من أبواب أنوثتها إلا وتطرقه مرة واثنتين وأربعًا، ويحذرك من اليأس إن شعرتْ بأنها تتجاهل وجودك، فهذا وهم كبير فهى تحس بك وربما تسمع دقات قلبك، كيف يا مولانا؟.


يقول الإمام البحر كما لقبوه: «وشىء أصفه لك وهو أنى ما رأيت قط امرأة فى مكان تحسّ أن رجلاً يراها، أو يسمع حسها، إلا وأحدثت حركة فاضلة «زائدة» كانت عنها بمعزل، وأتت بكلام زائد كانت عنه فى غنية، والرجال كذلك إذا أحسّوا بالنساء فإما إظهار الزينة، وترتيب المشى، وإيقاع المزاح عند قدوم المرأة».


ويمضى بك ابن حزم ليدفعك إلى التمسك بالفتاة التى دق لها قلبك، فالسماء قد أنعمت عليك بمن تتشابه فى محاسنها وملامحها مع خيال روحك، والأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف، وقبل أن تراها كنت غير قادر على تحديد ما تريد، أما الآن فقد اهتز بدنك وانشغلت بها وتلك أولى علامات الحب، وإذا وجدت نظرك لا يحيد عنها والعين تتابعها وإن غابت جن جنونك بحثًا عن أخبارها فاعلم أنه الهوى وعليك أن تقتنص الفرصة.


وقال شيخ العاشقين «غريب -يا أبنائى- أمر الحب، يدفع الإنسان إلى اختيار فتاته من بين مئات النساء، ومن المؤكد أن هناك من تشبهها، بل مَنْ تتفوق عليها حسناً وجمالاً لكنها بالذات تستأثر عواطفه وتمتلك كل تفكيره إننى أتصور يا أبنائى أن حركة الحب لا تقل إعجازاً عن حركة الأفلاك».


قصة حب مجوسية

كنت أتصفح الجريدة كل يوم. وأعرف أن الجريدة نفسها تمرّ تحت عينى «ليليان»، رأيت أعداداً من الجريدة نفسها مع زوجها، وإذا كانت تقرأها كل يوم. فماذا تقرأ؟ السياسة؟ أخبار العالم؟ أخبار الفن والطلاق والانتحارات؟ من يرشدنى لطريقة أستطيع أن أصل بها إلى ليليان؟، والتليفزيون، تصورًا!، فى المدينة نفسها، نشاهد التليفزيون!. نقرأ نفس الجريدة، وكثيراً ما نشاهد الفيلم نفسه، أمّا الشوارع الرئيسية فلابدّ أن تمرّ فيها ليليان، إذا لم يكن كل يوم، فمرة كل يومين، وأنا أفعل الشىء نفسه، أقل منها، أكثر، لكننا نمر!».


قرأت تلك الرواية «قصة حب مجوسية» للروائى «عبد الرحمن منيف» وأنا بالجامعة، واعتبرتها الأهم بين أعماله رغم تقديرى لمشواره كاملًا، هنا فى تلك الرواية أصابع ناعمة وروح شفافة تستحضر رائحة العشق والهوى، روح هائمة محزونة مشجونة بغرام وشوق ولهفة، وسطور من الرواية تكفى لترسم باقى المشاهد الحائرة لذاك العاشق الذى يبكى وحيداً ويستعيد لحظات الهوى ويكاد يحسد الهواء لأن حبيبته تتنفسه، والحقيقة أننى قرأت فيما بعد بيتًا شعريًا لجميل بثينة لخّص كل هذه المشاهد:


أُقلب طرفى فى السماء لعلّه.. يوافق طرفى طرفها حين ينظر.


ولم أجد أروع ولا أمتع منه تعبيرًا عن لهفة الشوق وتجسيداً لمعانى السهر والجنون والولع بالحبيبة، وتوقفت كثيرًا أمام تكرار كلمة «طرف» ووجدت فى تكرارها ثلاث مرات فى بيت شعرى واحد حلاوة وطلاوة وقدرة على تصوير التوحد مع المحبوبة بشكل يصعب على شاعر آخر أن يصل إليه، وكان «جميل» قد أحب «بثينة» وأحبته وتقدم لخطبتها ورفض أهلها ومنعوه رؤيتها وهددوه بالقتل فلم يعبأ وظل على حبه حتى مات لوعة على فراقها:


فيا ربّ حببنـى إليهـا وأعطنى.. المـودّة منها أنت تعطى وتمنع

وإلا فصبّرنى وإن كنت كارهـا.. فإنى بها يـا ذا المعارج مولـع

تمتّعْتُ منها يوم بانـوا بنظـرة.. وهل عاشـقٌ من نظـرةٍ يتمتّع.


وإذا كان «جميل» قد أبكى العشاق، فإن عبدالرحمن منيف فى «قصة حب مجوسية» استعطف القارئ كى يصبح عاشقًا مثله، أو يشاركه حزنه وألمه على أقل تقدير، البطل سقط صريعاً لفتاة متزوجة فدفن الهوى فى قلبه ونام واستيقظ به باحثاً عمن يسمع شكواه ونجواه.


كازانوفا.. الأسطورة الكاذبة

هناك من يسمع هذا الاسم فيستعيذ من الشيطان، وهناك من يعتبره الدنجوان محطم قلوب العذارى، وبالطبع -هناك- من لا يعرف عنه سوى اسمه معتقداً أنه أسطورة خيالية لا وجود لها، وليس بين الثلاثة فريق مخطئ، فالحكايات والقصص المتناثرة عن «كازانوفا» أكثر خيالًا من الخيال نفسه، على أن مذكراته تُعد قطعة فنية رائعة بصرف النظر عن صدق ما جاء فيها من عدمه!، وسواء كان «جيوكامو كازانوفا» المولود فى 1725هو صاحبها أو أن شخصًا آخر استغل الاسم وحضوره وشهرته وأقدم على تأليفها فإن جمالها وخفة ظل كاتبها هى الأبقى والأروع، فمنذ السطور الأولى تجد نفسك أمام شخص طيب وديع لم يبحث عن المتعة ولم يكن شهوانيًا كما يشاع!، بل كان ـ يا ولداه ـ ضحية النساء منذ صغره!، يحكى «كازانوفا» أنه كان يتمتع بذكاء كبير وأن أحد أساتذة الموسيقى والرسم الكبار اكتشف مواهبه المبكرة واصطحبه إلى منزله الجميل، وتولت شقيقته رعايته ونظافته، لكنه فوجئ بالسيدة «تينا» التى تكبره بسنوات تقع فى غرامه: «فاجأتنى ذات صباح وأنا فى الفراش وكانت قد صنعت جوربين من نسج يديها وأرادت أن تقيسهما بنفسها، وفيما كانت تفعل، لاحظتْ أن ساقىّ قذرتان فعمدتْ إلى تنظيفهما بنفسها وأخذت تتمادى فى النظافة، فنهرتها حتى شعرتْ بالخجل فليس من المعقول خيانة أستاذى الذى يتولى رعايتى وتربيتى»!


وهكذا يروى «كازانوفا» قصصاً أو أكاذيب لذيذة عن المغامرات العجيبة التى عاشها فكلما مضى فى طريق أو ذهب إلى آخر وجد إحدى الجميلات تغازله وتغرر به بينما يتمسك هو بالقيم والمبادىء رافضًا السقوط فى ألاعيب بنات حواء!!، ويسرد عشرات الحكايات ليؤكد هذا المعنى!!.


ولا أخفيكم سراً فقد كنت أضحك وأنا أقرأ مغامراته وأتعجب من سعة خياله ومن مقدرته على ممارسة «الكذب اللذيذ»، فها هو يقدم نفسه طيبًا وساذجًا فى مقطوعة بعنوان «الخاتم» حيث صادفته إحدى الجميلات -كما يحدث عادةً- وطلبت منه أن يتسلى معها بلعب الورق أو «الكوتشينة» واشترطت أن يطلب المنتصر من المهزوم طلباً: وتعمدتُ أن أخسر فى المرة الأولى لأرى ما قد تأمرنى بعمله، وكان العقاب الذى ابتكرته تلك الفتاة أن اختفت وراء الشجر وأخفت خاتماً كان يحيط بأصبعها فى ملابسها، وطلبت منه العثور على الخاتم!، وهنا يستيقظ ضمير «كازانوفا» فهذه الفتاة الصغيرة تستدرجه لكى يقترب منها والعياذ بالله، فقرر أن يلقنها درسًا فى الأخلاق، فهو رجل ناضج ووجب عليه أن يرتدى ملابس الوعظ!.


ولا تملك بعد أن تقرأ «أكاذيب» كازانوفا الجميلة إلا أن تحترم اللغة السهلة التى استخدمها المترجم «حلمى مراد» الذى نجح فى إعادة تقديم كازانوفا باعتباره كاتبًا قديرًا استطاع صياغة مذكراته بأسلوب رفيع ولغة متدفقة، فالرجل المعروف بغزواته ومغامراته الليلية لم يكن مجرد زير نساء حيوانى الشهوة بل هو رقيق وواسع الخيال ورائع حتى ولو كان يكذب، أما حلمى مراد الذى نشر تلك المذكرات ضمن سلسلة رفيعة المستوى وعظيمة الشأن اسمها «كنوز التراث» فيحتاج اهتمامًا من مثقفى مصر.


حديث القبلات..ولقاء آدم وحواء

تحكى قصص السابقين أن الملائكة سألت آدم عليه السلام: أتحبها؟ قال: نعم، وسألوا حواء: أتحبينه ؟، قالت: لا!

وكان فى قلبها أضعاف ما فى قلبه من حب، ويقال إن آدم نزل بالهند وحواء فى «جدة» وراح يبحث عنها حتى التقيا وتعارفا فى جبل «عرفات» الذى اكتسب الاسم من الواقعة، ويقال إن حواء كانت نائمة عندما جاءت نحلة وحطت على شفتيها وأخذت تمتص من رحيقها، وعندما أطالت شعر آدم بالغيرة من النحلة!، فذهب وقبلّ حواء.. وكانت أول قبلة فى تاريخ البشرية، أما أجمل وأطول قبلة فى السينما العالمية فكانت بين ريت بتلر وسكارلت أوهار فى رائعة «ذهب مع الريح»، ومن خلال القُبلة دخل الفنان «جوستاف كليمت» التاريخ بأغلى لوحة فى العالم، كما دخل النحات الفرنسى الشهير «أوجوست رودان» التاريخ بتمثال «القُبلة».


مين السبب فى الحب؟

فى رائعة ماركيز «الحب فى زمن الكوليرا» يعيش البطلان «فلورنتينو اريثا» و«فيرمينا» قصة حب غرائيبية تبدأ من الطفولة ومقاعد الدراسة، حيث يتم طرد «فيرمينا» من المدرسة بعد ضبطها متلبسة بكتابة الرسائل إليه، كما يرفض والدها التاجر هذا الحب لأنه يأمل لابنته رجلاً ينتمى إلى طبقة اجتماعية أعلى، فيسافر بها بعيدًا ويغيب فترة يظنها كافية دون أن يدرك أن ابنته كانت على اتصال مع حبيبها طيلة الوقت بواسطة التلغراف، بل واعتبرته خطيبًا لها!


المدهش أنها وبعد ثلاث سنوات من حبها له عبر الرسائل شبه اليومية لم تقترب منه بدرجة كافية كما حدث ذات مرة فى السوق وهى تشترى أغراض الخطوبة لتفاجأ بأن حبها مجرد «وهم»، وتذهل كيف أحبت ذلك «الطيف» المفتقر إلى الملامح المحددة فتنهى الأمر بقرار فردى!


وتتزوج من طبيب جذاب يحظى بمباركة والدها نظراً لمكانته الاجتماعية، وتعيش معه سعيدة طوال اثنين وخمسين عامًا من عمرها، تسافر فيها معه إلى أغلب أنحاء أوروبا وتنسى حبها الأول الذى لا ينساها للحظة ويعاهد نفسه على الزواج منها حتى لو أدى به الأمر أن ينتظر أو يتمنى وفاة زوجها!!


ورغم أنه كان يحب النساء اللواتى يعرفهن بطريقة ما ويحببنه إلا أنه كان يعتبر نفسه طوال الوقت زوجا لــ«فيرمينا» ويحافظ على سرية تلك العلاقات ويرفض أن تقاسمه أى منهن سريره فى بيته والمعد فقط لها، ووصلت نوبات جنونه أن كان فى إحدى المرات جالساً فى المقهى، ولم يصدق أن فيرمينا داثا ستدخل المقهى مع زوجها، ظل يتطلع إلى صورتها المنعكسة فى المرآة دون أن تراه، وبعدها ظل يتردد طوال أسابيع على صاحبالمقهى كى يقنعه بشراء المرآة التى انعكس فيها وجه حبيبته! وأخيراًً حملها كى يعلقها فى غرفة نومه، وظل يتغزل فيها طوال نصف قرن لأن وجه الحبيبة انعكس عليها ذات مرة !، وحدث أن توفى زوج «فيرمينا» أخيرا، وأرسل لها رسائل عبارة عن تأملات فى الحياة والزواج والشيخوخة تنال رضاها وتساعدها على تقبل الشيخوخة والموت بطريقة أفضل وتقبله شيئا فشيئا كصديق من عمرها تتبادل معه الأحاديث والتأملات فيما لا يزال هو يرى فيها الحبيبة رغم تبدل مظهرها وذبولها وتجاوزهما العقد السابع، ويتصادقان مع تشجيع ابنها الذى يفرح لأن أمه وجدت رفيقًا من عمرها يتفاهم معها ومع نقمة ابنتها التى ترى الحب فى هذه السن «قذارة»، مما يؤدى بالأم لطردها من بيتها.


القلب يدق بقوة وأحواله تتغير فجأة، كان هانئاً قانعاً قبل أن تعبره تلك النسائم فيهتز ويفقد توازنه وهيبته، ماذا حدث له؟! يسأل نفسه،ثم سريعا ينظر إلى «العين» يعاتبها لأنها السبب فى كل ما جرى!!، بينما «العين» التى تعلمتْ السهر هى الأخرى ترفض الاتهام وتؤكد له أنه هو ـ وليس أحداً غيره ـ الذى حرّضها على النظر فوقع ما وقع وجرى ما جرى!!..وهكذا تدور رحى معركة ممتعة العين والقلب وكان ضحيتها وشهيدها شاعرا راحيناجى ربه كى ينقذه منهما:

إن لُمتُ قلبى قال لى:العين أبصرتْ

وإن لُمتُ عينى قالت: الذنب للقلب!

فعينى وقلبى قد تقاسما دمى

فيا رب كن عونا على العين والقلب

ويقع شاعر آخر بينهما فيكتب:

يقول قلبى لطرفى إن بكى جزعا:

تبكى وأنت الذى حملّتنى الوجعا؟!

فقال طرفى له فيما يعاتبه:

بل أنت حملتنى الآمال والطمعا

وآخر:

فيا طَرف قد حَذرتك النظرة التى

خَلسِت «سرقت» فما راقبتْ نهيًا ولا زجرًا

ويا قلب قد أرداك طرفى مرة

فويحك لمّ طاوعته مرة أخرى؟!


وبين الاثنين ـ العين والقلب ـ يقف إنسان ضعيف يتعذب ولا يجد نفعا من وراء هذا الصراع، فالليل أصبح نهارًا.. والنهار أصبح طويلاً من دون محبوبته.. والحياة لا تبدو حياة.. وحيرة وأمنيات تنقل روحه من هنا إلى هناك، فيصرخ فيهما:

عَاتبتُ قلبى لمّا

رأيت جسمى نَحيلا

فألزم القلب طرفى

وقال كنت الرسولا

فقال طرفى لقلبى

بل كنت أنت الدليلا

فقلت كفا جميعا

تركتمانى قتيلا!!

وصرخ شاعر آخر وقد هزل جسده:

يا من يرى سقمى يزيد.. وعلتى أعيت طبيبى

لا تعجبن فهكذا تجنى.. العيون على القلوب!!


ما هذه المتعة وما تلك الروعة التى جسدها الشعر العربى؟!، أحدثكم عن كتاب رائق وجميل هو «روضة المحبين ونزهة المشتاقين» للإمام والفقيه المجدد ابن قيم الجوزية صاحب «زاد المعاد ومدارج السالكين».


واللغة فى الكتاب سهلة خفيفة الظل على غير العادة فى كتب التراث، ومع ذلك لم يترك ابن القيم ـ وهو العّلامة والشيخ الجليل ـ باباً دون التوقف أمامه من الناحية الفقهية فيما يخص الحب والعشق، فبعد أن يخصص هذا الباب للحب من النظرة الأولى ويجمع أقوال الشعراء وطرائف العرب.


زهورها المفضلة وسعادة قلبك

«إذا أردت الحكمة فأحب شريكة حياتك، اعتن بها ترع بيتك، قربها من قلبك فقد جعلها الإله توأماً لحياتك، زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضلة، وعطرها المفضل، كل ذلك سينعكس على بيتك ويعطر حياتك ويضيئها.. اعمل على سعادتها ففى سعادتها سعادتك وسعادة قلبك.. حافظ عليها ما دمت حيًا، لن تحافظ عليها بالقسوة والطغيان.. بل ستأسرها بالحنان.. فالمعاملة الحسنة تفعل أكثر من القوة. حس بآلامها قبل أن تتألم.. وبجوعها قبل أن تجوع.. إنها تعيش فى أنفاسك.. وفى نظرك.. وفى جسدك.. إنها أم أولادك.. إذا أسعدتها أسعدتهم وفى رعايتها رعايتهم».

المصرى العظيم «بتاح حوتب».


أن تشترى المرآة التى انعكست عليها صورة حبيبتك

فى رائعة ماركيز «الحب فى زمن الكوليرا» يعيش البطلان «فلورنتينو اريثا» و«فيرمينا» قصة حب غرائيبية تبدأ من الطفولة ومقاعد الدراسة، حيث يتم طرد «فيرمينا» من المدرسة بعد ضبطها متلبسة بكتابة الرسائل إليه، كما يرفض والدها التاجر هذا الحب لأنه يأمل لابنته رجلاً ينتمى إلى طبقة اجتماعية أعلى، فيسافر بها بعيدًا ويغيب فترة يظنها كافية دون أن يدرك أن ابنته كانت على اتصال مع حبيبها طيلة الوقت بواسطة التلغراف، بل واعتبرته خطيبًا لها!


المدهش أنها وبعد ثلاث سنوات من حبها له عبر الرسائل شبه اليومية لم تقترب منه بدرجة كافية كما حدث ذات مرة فى السوق وهى تشترى أغراض الخطوبة لتفاجأ بأن حبها مجرد «وهم»، وتذهل كيف أحبت ذلك «الطيف» المفتقر إلى الملامح المحددة فتنهى الأمر بقرار فردى!


وتتزوج من طبيب جذاب يحظى بمباركة والدها نظراً لمكانته الاجتماعية، وتعيش معه سعيدة طوال اثنين وخمسين عامًا من عمرها، تسافر فيها معه إلى أغلب أنحاء أوروبا وتنسى حبها الأول الذى لا ينساها للحظة ويعاهد نفسه على الزواج منها حتى لو أدى به الأمر أن ينتظر أو يتمنى وفاة زوجها!!


ورغم أنه كان يحب النساء اللواتى يعرفهن بطريقة ما ويحببنه إلا أنه كان يعتبر نفسه طوال الوقت زوجا لــ«فيرمينا» ويحافظ على سرية تلك العلاقات ويرفض أن تقاسمه أى منهن سريره فى بيته والمعد فقط لها، ووصلت نوبات جنونه أن كان فى إحدى المرات جالساً فى المقهى، ولم يصدق أن فيرمينا داثا ستدخل المقهى مع زوجها، ظل يتطلع إلى صورتها المنعكسة فى المرآة دون أن تراه، وبعدها ظل يتردد طوال أسابيع على صاحبالمقهى كى يقنعه بشراء المرآة التى انعكس فيها وجه حبيبته! وأخيراًً حملها كى يعلقها فى غرفة نومه، وظل يتغزل فيها طوال نصف قرن لأن وجه الحبيبة انعكس عليها ذات مرة !، وحدث أن توفى زوج «فيرمينا» أخيرا، وأرسل لها رسائل عبارة عن تأملات فى الحياة والزواج والشيخوخة تنال رضاها وتساعدها على تقبل الشيخوخة والموت بطريقة أفضل وتقبله شيئا فشيئا كصديق من عمرها تتبادل معه الأحاديث والتأملات فيما لا يزال هو يرى فيها الحبيبة رغم تبدل مظهرها وذبولها وتجاوزهما العقد السابع، ويتصادقان مع تشجيع ابنها الذى يفرح لأن أمه وجدت رفيقًا من عمرها يتفاهم معها ومع نقمة ابنتها التى ترى الحب فى هذه السن «قذارة»، مما يؤدى بالأم لطردها من بيتها.


قلب عبدالرحمن يا أبابكر

ليس فى اسم عبدالرحمن شىء!، لكنك إن أضفت اسم «الصديق» ربما تشعر بالمفارقة إن كنت من هؤلاء الذين يعتقدون أن الحب يطرق أبواباً ويستثنى أخرى، وفق الأسماء والصفات والمكانة!، الجميع يحب ويهوى، وعبدالرحمن بن أبى بكر الصديق رضوان الله عليهما، كان شابًا وسيمًا كما وصفته كتب السيرة، ويميل كثيراً للتأمل وكتابة القصائد، وهو عاشق مسكين وقع صريع الحب فأخذته النشوة حتى بدا رجلاً غريبًا، فقد حدث أن كانت هناك فتاة صغيرة وجميلة يتحاكى بحسنها ونور وجهها وطيب ريحها أهل المدينة، إنها «عاتكة» التى ملكت قلب الفتى حتى بعد أن تزوجها!


كتب السيرة كانت بخيلة فى سرد تفاصيل قصة الحب هذه، ولم أعثر على ما كنت أبغى وأريد، لكننى انتقيت روايتين يكملان بعضهما ويقدمان الحد المعقول من تفاصيل القصة، الأولى فى كتاب «المستطرف لكل فن مستظرف» لـ«شهاب الدين محمد بن أحمد الأبشيهى»، والثانية جاءت فى الطبقات الكبرى لابن سعد.


وعاتكة هى بنت زيد بن عمرو بن نفيل، أى ابنة عم عمر ابن الخطاب، وقد أسلمت فى مكة ثم هاجرت إلى المدينة، وهناك رآها «عبدالله بن أبى بكر» فى بداية عهده بالمدينة، كانت فى صحبة أخيها الصحابى «سعيد بن زيد» فأعجبه جمالها وملكت عقله وظل يراقب الطريق كى يراها كل ليلة، ورأى أبوبكر حال ابنه فعجل بزواجه منها، لكن الفتى ازداد حبًا وولعًا، وانشغل بحبها ليل نهار، ولاحظ أبوه ذات يوم أنها شغلته عن صلاة الجمعة فأمره بطلاقها: «طلقها فإنها قد فتنتك».


ويروى الأبشيهى القصة فى المستطرف، فيقول إن أبا بكر اختلى بعبد الرحمن فى غرفة له فقال يا بنى إنى أرى هذه المرأة قد أذهلت رأيك وغلبت على عقلك فطلقها، قال: لست أقدر على ذلك، وأنشد وهو يبكى:


يقولون طلقها وأصبح مكانها ــ مقيماً تمنى النفس أحلام نائم

وإن فراقى أهل بيت أحبهم ــ وما لهم ذنب لإحدى العظائم


فتركه الصديق وعاد إليه بعد يومين ورأى حاله فقال «أقسمت عليك إلا طلقها»، فلم يقدر على مخالفة أبيه فطلقها، فجزع ـ حزن ـ عليها جزعا شديداً وامتنع عن الطعام والشراب، فقيل لأبى بكر: أهلكت عبدالرحمن!، فمرّ الصديق يومًا وعبدالرحمن لا يراه وهو مضطجع فى الشمس ويقول:

فلم أر مثلى طلق اليوم مثلها ــ ولا مثلها فى غير ذنب تطلق.


فرقّ له أبوه وأمره بمراجعتها، فأعادها إلى عصمته وعاشا معًا ولم تتغير أحوال العاشق مع محبوبته، وفى كل ليلة يشعر عبدالرحمن أن شيئًا سيحدث ليفرقه عن «عاتكة» لدرجة أنه كان يطلب منها، ألاّ تتزوج بعده إذا مات عنها، ولم يجد ما يسترضى به محبوبته كى تحافظ على عهده سوى أن أعطاها أرضاً كان يملكها.


وشهد عبد الله بن أبى بكر غزوة الطائف، وكان مقاتلًا بارعًا يخوض الحرب ويحلم أن يعود ليحكى لعاتكة عن بطولاته، لكن أبو محجن الثقفى ـ وما أدراك ما اسمه ـ رماه بسهم اخترق القلب، وظل جريحًا ينزف حتى مات سنة 11هــ، وحزنت عاتكة حزناً شديداً على زوجها الحبيب وقالت فيه شعرًا حزينًا

وآليت لا تنفك عينى سخينة عليك ــ ولا ينفك جلدى أغبرا

فلله عينا من رأى مثله فتى ـ أعف وأكفى فى الأمور وأصبرا.


وعاشت عاتكة بعده متبتلة ترفض الراغبين فى الزواج منها ـ على كثرتهم، لكنها لم تصبر طويلاً، ولم ترفض كثيراً، لدرجة أن أهل المدينة كانوا يقولون: من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة.. فقد تزوجت ثلاثة من الصحابة استشهدوا عنها، كان أولهم «عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق بالطبع، ثم عمر بن الخطاب، ثم الزبير بن العوام، وكانت لها قصة مع كل واحد منهم، تستحق أن نتوقف عندها إن كان فى العمر بقية.


نامى بين أحضانه مثل «كتكوت»

لم تنقطع علاقتى بالمرأة صداقة وحوارًا وحبًا وعشقًا منذ نضجت ومنذ بدأت أخوض الحياة فى سن الثلاثين. وكان ضعفى أمام الجمال دائمًا سببًا لعثراتى ولا أعتقد أن الرجل يمكن أن يكون رجلًا سويًا دون امرأة يحبها ويتزوجها وينجب منها ويشعر بالأبوة وإنشاء الأسرة.


لم أوفق فى زواجى الأول سنة 1961 «أنجبت فيه أمل وأدهم» وانتهى بالطلاق سنة 1973 ولا زواجى الثانى سنة 1983 الذى انتهى بالطلاق فى سنة 1987. 


كانت شخصية الفنان والكاتب بشروده واستغراقه فى العمل وانقطاعه إلى الوحدة سببًا فى فشل هذه الزيجات ولم يكن الطرف الآخر هو الملوم وحده وإنما كلانا كان ملومًا. كيف تحافظ الزوجة على زوجها.. وتجعل حبه يدوم؟


لا توجد إلا وسيلة واحدة.. أن تتغير.. وتتحول كل يوم إلى امرأة جديدة... ولا تعطى نفسها لزوجها للنهاية.. تهرب من يده فى اللحظة التى يظن أنه استحوذ عليها.. وتنام كالكتكوت فى حضنه فى اللحظة التى يظن أنه فقدها.


وعلى الزوج أن يكون فنانًا ليحتفظ بحب زوجته ملتهبًا متجددًا، عليه أن يكون جديدًا فى لبسه.. وفى كلامه وفى غزله.. وأن يغير النكتة التى يقولها آخر الليل.. والطريقة التى يقضى بها إجازة الأسبوع.. ويحتفظ بمفاجأة غير متوقعة ليفاجئ بها زوجته كل لحظة.


أعطنى يديك لتنام روحى فيهما

عاش «أراجون» آخر سنواته أكثر هدوءًا بصحبة زوجته وحبيبته ورفيقة نضاله «إلزا»، ومعها وفى سحر عيونها ذهب إلى إسبانيا ليكتب ملحمته العظيمة «عيون إلزا» وهى نصوص نثرية تمتلك مقومات الرواية من زمان ومكان وحدث، فبينما تعيش غرناطة لحظات السقوط العصيبة ويواجه آخر ملوكها صراعات داخلية تنتهى بمأساته، كان العاشق يهيم فى الشوارع بحثاً عن إلزا وعيونها:

عيناك من شدة عمقهما

رأيت فيهما وأنا أنحنى لأشر بكل الشموس تنعكس، كل اليائسين يلقون فيها بأنفسهم.


وما بين التاريخ وقصص الحب العربية صنع «لويس أراجون» ملحمة شعرية بديعة وبدت غريبة على شاعر المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال الألمانى والذى تربى فى حضن أندريه بريتون والحزب الشيوعى الفرنسى، وغريبة على صاحب «أغانى فرنسا المهزومة»، «الزنابق والزهور»، لكن السحر والفن والجمال وعيون إلزا جعلت أراجون يعيد اكتشاف عظمة الثقافة الأندلسية فى الحب والفلسفة: «ليست ليالى غرناطة إلا أغنيات وراء ستائر النسوة البيض والسمر، وكان الشعراء يشبهونهنّ بالطيور المختبئة بين أوراق الشجر».


وعندما تقترب النهاية ويسقط الحاكم أبو عبدالله، يكتب الشاعر الهائم على لسان أراجون قصيدة «عشية سقوط غرناطة» حيث يناجى حبيبته لآخر مرة:

أعطنى يديك ليتكوّن فيهما قلبى

ليصمت فيهما العالم ولو لحظة

أعطنى يديكِ لتنام روحى فيهما

لتنام روحى فيهما إلى الأبد



أراجون شاعر المقاومة

ترجمة: عبدالوهاب البياتى وأحمد مرسى


صباح الخير يا حبيبتى

أحبك كثيرًا، لا أعرف الحالة التى أحبك عليها ولا أريد أن أعرف، لكننى أحسّ بالحب لك فى كل الحالات، حتى عندما ينشط عقلك ويتصاعد فى أبخرة الأوهام والتحليل العصبى والتنقيب فى أشياء لا وجود لها، أحبك مبتسمة وغاضبة، حاضرة وغائبة، راقصة المشية أو هامدة الجسد، حتى عندما تقولين لى لا أحبك فإننى أحبك؛ لأننى أعرف أن هذا معناه عكس ما تقصدين تماماً يا حبيبتى الصغيرة.


صباح الخير فى المثلث الشمسى الممتد من الشباك إلى زاوية سريرى، أراك متمددة فى الذرات الذهبية والزرقاء والبنفسجية التى لا تستقر على حال تمامًا كنفسيتك، ومع ذلك أبتسم لك وأقول صباح الخير، أيتها المجنونة الصغيرة التى تريد أن تلفّ الدنيا على إصبعها، والتى تمشى فوق الماء وتريد ألا تبتل قدماها الفضيتان.

 

أمل دنقل إلى عبلة الروينى