رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في حوار لـ«الدستور».. سامح عيد: أطراف خليجية التقت خيرت الشاطر داخل السجن

سامح عيد
سامح عيد

سامح عيد: أعضاء بـ«الإرشاد» يعملون لصالح الـ «سي آي إيه» و«الموساد»
«خيرت» تمتع برفاهية في سجون مبارك.. وعرقل اتفاقًا بالإفراج عن الشباب
كهنة معبد الإخوان تستروا على انحرافات أخلاقية وجنسية لقيادات كبيرة في التنظيم



هو أحد الكوادر الإخوانية التى تمردت على القواعد الحديدية للتنظيم، ولم يقف عند التعرض بالنقد لمواقف الأفراد وطبيعة العلاقات داخل الجماعة، بل تطرق إلى أدبيات الإخوان ومواقف قياداتهم التاريخية، ورفع راية العصيان فى وجه ما يسميه هو بـ«الصنم» الإخوانى، ألا وهو مكتب الإرشاد.

فى حواره مع «الدستور» كشف سامح عيد، عن الكثير من الخطايا داخل الجماعة التى دفعته للانشقاق عنها، كما أن احتفاظه بعلاقات إنسانية مع أفراد من داخل الإخوان جعله قادرًا على كشف الكثير مما يدور داخل التنظيم من صراعات وكواليس، وتحدث عن العديد من المفاجآت التى تظهر للمرة الأولى، كان بينها اعترافه بوجود انحرافات أخلاقية لقيادات إخوانية، أقامت علاقات نسائية داخل التنظيم، فضلًا عن وجود حالات شذوذ جنسى.

وفى واحدة من المفاجآت أكد «عيد» أن هناك قيادات إخوانية بمكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة تم تجنيدهم لصالح جهاز المخابرات المركزية الأمريكية «سى آى إيه»، وجهاز الاستخبارات الإسرائيلى «موساد»، وعما يدور من صراعات داخل التنظيم أكد أن محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، أعاد قبضته على التنظيم بالداخل، لكنه فقد سيطرته على التنظيم الدولى الذى تفكك بسبب فشل تجربة حكم الجماعة فى مصر.

> أين يقف تنظيم الإخوان الآن وكيف تمارس الجماعة أنشطتها داخل مصر حاليًا؟
ــ بعد 30 يونيو اعتمدت الجماعة سياسة قديمة، تطبقها دائمًا فى الأزمات وهى سياسة «الكمون»، ففى العام الأول لعزل مرسى، لم يلتق أعضاء الإخوان ببعضهم، وتجنبوا السلام على بعضهم البعض، وبعد عام، خفت حدة الأزمة وبدأ أعضاء الإخوان يلتقون فى الشوارع وأمام المساجد، ويتحدثون مع بعضهم حول الوضع، وعادت معها اجتماعات الشُعب الإخوانية فى كل المحافظات، لكنها بشكل أخف مما كانت عليه فى الماضى، وبدأت الجماعة فى لملمة الكتلة الصلبة من الجماعة، وربما يكون هناك توافق أمنى بشكل أو بآخر.
> هل تقصد أن الأمن يسمح باجتماعات الشُعب الإخوانية بالمحافظات؟
ــ كل المساجين يمرون على الأمن الوطنى، ويتم التعامل معهم على مستويين، الأول: يقرر الابتعاد عن العمل فى الجماعة نهائياً، وآخرون: كانوا كوادر إخوانية لم يعتزلوا عملهم، فهناك وجهة نظر أمنية تقضى باستخدام هؤلاء فى تحييد الشباب الغاضب، وإعادته إلى مربع ما يجعلهم بعيدين عن تكوين خلايا إرهابية، أو الانضمام إلى تنظيمات مثل داعش، لأن شباب الإخوان توهموا أنهم يعيشون «الفترة المكية» التى تعلموها داخل التنظيم.

> ماذا تقصد بالفترة المكية؟
ــ أعضاء الإخوان يعتقدون أن تنظيمهم يحاكى الرسالة النبوية ومن ثم يتبعون منهج النبى فى التحرك حتى يصلوا إلى قيادة العالم، بمعنى أن الجماعة بدأت فى الدعوة السرية، واعتقدت الجماعة فى 2012 أنهم انتقلوا من الفترة المكية التى شهدت الدعوة السرية إلى الفترة المدنية، بمعنى القتال والحرب من أجل الدولة الإسلامية، ربما هنا فكرت الدولة فى إعادة هؤلاء الذين يؤمنون بالعنف إلى مرحلة الدعوة السرية، لإبعاد التيار الذى يؤمن بالعنف عن هذه الأفكار والانضمام إلى حركات حسم والمقاومة وغيرهما.
> كم يمثل هذا التيار الذى يتبنى العنف من حجم الجماعة؟
لو قلنا إن الجماعة يبلغ عددها 150 ألفًا بالإضافة إلى مثلهم منتسبين وأكثر منهم محبين، فستجد الجماعة تخطت نصف مليون عضو.
> وهل كل عضو داخل الجماعة يرغب فى الانضمام إلى العمل المسلح ضد الدولة؟
ــ من يرغبون ولديهم استعداد لحمل السلاح حوالى 30 أو 40 ألف عضو.
> وماذا يمنعهم؟
ــ الجرأة، لكنهم مهيأون للانخراط فى العنف فى لحظة معينة.
> وكم عضوًا مارس الإرهاب فعليًا ضد الدولة؟
ــ ما بين 500 عضو إلى 1000 ألف عضو.
> من يتحكم فى هذه المجموعة بعد مقتل محمد كمال؟
ــ غير معلوم على وجه الدقة من هى المجموعة التى ما زالت موجودة داخل مصر وتدير، لكن هناك مكتب داخل مصر يدير هذه المجموعة ومازال مجدى شلش متحكمًا خارج مصر.
> بظهور هذه المجموعة، هل أفلت زمام الأمور من محمود عزت؟
ــ هناك مستويان للتنظيم، الأول هو التنظيم الدولى الذى فقد عزت السيطرة عليه، ومن الصعب لملمة جراحه والعودة إلى ما كان عليه، فإخوان المغرب وجهوا انتقادات كبيرة تقلل من إخوان مصر بأنهم لا يفكرون ولا يمتلكون كوادر قادرة على القيادة وأنهم حذروهم من الصراع على السلطة، وكذلك الغنوشى فى تونس، الذى تخلص من أدبيات الجماعة، مثل شمولية الإسلام، وأعلن إيمانه بفكرة الوطن قبل الجماعة، وكذلك إخوان الأردن انشقوا عنهم وأسسوا جماعة مقننة على وفاق مع الدولة هناك وتعمل بشكل مستقل، فضلًا عن الانقسام الحاد الحاصل بين أعضاء الجماعة فى الخارج بين محمود عزت وخصومه.
> من يقف مع عزت غير الحرس القديم.. ومن خصومه؟
ــ محمود عزت ليس مدعومًا من الحرس القديم فقط، لكنه سيطر على الشٌعب فى مصر بشكل كبير، فهناك 50 شُعبة فقط مع المجموعة الجديدة، و950 شُعبة تابعة لعزت ورفاقه.
> وبالنسبة لخصومه؟
ــ نصف المتواجدين بتركيا ضده.
> كيف نجح عزت فى استعادة سيطرته على هذه الشٌعب؟
ــ العضو الإخوانى والشٌعب، تابعة للجماعة أيًا كان هيكلها، أو مرشدها، فى النهاية هو يلتزم بما يصدر عن الصنم الذى يسمى بمكتب الإرشاد، فهم يسمعون ما قاله مكتب الإرشاد، ففى البداية هذا المكتب اعترف بمجموعة كمال فى 2014، فأصبحت كل المكاتب الإدارية تدين لها بالولاء، ومع الضغوط الدولية والإقليمية على الجماعة بسبب انخراطها فى العنف تراجع عزت واستعاد هذه الشٌعب، بعدما وجد مجموعة كمال مصرة على العنف، ففصلهم، وأصبح يقول لكل المكاتب الإدارية التى تدين له بالولاء إن هؤلاء الأشخاص مفصولون من الجماعة.
> هل كان الولاء وحده السلاح الوحيد الذى نجح من خلاله عزت فى استعادة سيطرته على الجماعة؟
ــ لا.. استخدم سلاحًا آخر وهو منع الأموال عن الشٌعب الإخوانية التابعة للمجموعة الجديدة، فالجماعة ما زالت ترعى أعضاءها ماديًا، وأبناء المسجونين مازالوا يمارسون حياتهم على حساب الجماعة، سواء التعليم فى مدارس دولية، أو أى مصاريف أخرى فالجماعة تتحملها، والجماعة تستخدم الدعم الخليجى فى ذلك.
> من فى الخليج يدعم الجماعة ماديًا غير قطر؟
ــ الكويت هى المنفذ المالى الأكبر لدعم الجماعة وكان يتم اختيار مسئول المكتب المالى فى التنظيم الدولى من الكويت، بالإضافة إلى السعودية وغيرهما من البلدان العربية التى أصبحت تضخ أموالًا أكبر بسبب المحنة التى تمر بها الجماعة، غير الدخول التى تأتى من مؤسسات الدول والأجهزة المخابراتية التى تدعم الجماعة.
> كم حجم التمويلات التى تتلقاها الجماعة من الخارج؟
ــ ما يقارب الـ 3 مليارات دولار سنوياً.
> إلى أى مدى يتمتع عزت بنفوذ داخل الجماعة؟
ــ «عزت» شكّل جهاز مخابرات داخليًا يتحكم فى الجماعة ويتكون من ألفى عضو، مسئولين عن كتابة التقارير وتقييم الأعضاء وإدارة الانتخابات دون خوضها، لكنهم متحكمون فى الجماعة، ومحمود عزت كان يدير الجماعة وقتما كان محمد حبيب مرشدًا ولا يدرى أن هناك تنظيمًا خاصًا فى كل منطقة وشُعبة، محمد بديع كان مسئوله فى الأسرة محمود عزت، وصعوده ليس لكفاءته لكن المصلحة كانت تتطلب ذلك، لأن عزت كان مرفوضًا سياسيًا ولا يجيد التعامل مع الإعلام.
> أين يتواجد عزت؟
ــ لا أعرف بالتحديد، لكنى أُجزم أنه تحت سيطرة جهاز مخابراتى.
> من يمتلك مفاتيح التواصل مع هذه المجموعات المخابراتية؟
> الإخوان جماعة تتوافق مع العولمة، هى الجماعة الوحيدة العابرة للقارات، وجماعة براجماتية، وقادرة على التفاوض مع المجتمع الغربى وتلتزم بشروطه على خلاف الجماعات السلفية، فلذلك تُصر أمريكا على اختيار الجماعة التى لا تتشبث بآراء فقهية، فلو نظرت لإبراهيم منير تجده يقول عندما سئل عن المثلية الجنسية إنها حرية شخصية، لذلك لا نستغرب من الأخبار التى تقول إن أعضاء الإخوان فى البيت الأبيض بشكل مستمر، وطبقًا للاتفاق الحاصل مع الأجهزة الغربية تم فصل كل العناصر التابعة لمجموعة كمال، بل وتسليمهم إلى الأمن.
> وما مصير العلاقة بين الجماعة وأمريكا بصعود ترامب؟
ــ مشكلة ترامب أنه لم يأت من خلفية سياسية ولا يدرك تعقيدات الأمر، وقديما قال هتلر إن أفضل من يحارب روسيا بأيديولوجيتها الشيوعية هم أصحاب العقيدة الأصولية، فكان الوحيد القادر على مواجهة اليسار الأصولية الإسلامية بعد انهيار الأصولية المسيحية، ومنذ وقتها تواصل مع الإخوان بشكل مباشر، ومدحته الجماعة وروجت أنه أسلم وسمى نفسه الحاج محمد هتلر، ومع صعود أمريكا أدركت أهمية الجماعة بالنسبة لها، فأسست داخل البيت الأبيض مكتبًا اسمه مكتب الإخوان المسلمين، وكذلك الموساد.
> وما مهمة هذه المكاتب؟
ــ مهمتها دراسة الإخوان وتجنيد بعضهم، فكانت هناك دراسة قامت بها أجهزة الـ «سى آى إيه» والموساد لفقه وعقيدة الجماعة.
> هل تم تجنيد عناصر إخوانية؟
ــ نعم.. اخترقوا التنظيم ويقينى أن هناك أعضاء بمكتب الإرشاد ومجلس شورى الجماعة كانوا مجندين لصالح الـ «سى آى إيه»، والموساد أيضاً، لكن الخلاف على نسبتهم فقط.
> كيف تتحرك الجماعة فى الخارج فى هذه الفترة.. وما مساعيها؟
ــ كما تضررت الجماعة الفترة الماضية، فإنها استفادت من محنتها ومظلوميتها.
> هل سعت الجماعة لتلك المظلومية؟
ــ نعم ولا أريد أن أقول إنهم استدرجوا الأجهزة الأمنية، وللعلم كانت الجماعة منسحبة من رابعة.. الجماعة أصدرت تعليمات فى السادسة صباحًا لكل عناصرها بالاستعداد لاقتحام الأقسام وكانوا منسحبين منذ المساء، وتركت رابعة والنهضة فى حماية العناصر السلفية التى تتبع حزب النور وجمهور حازم أبوإسماعيل وغيرهم من المحبين، وبرهامى يقول إن معظم القتلى تابعون لحزب النور وهذا صحيح.
> ماذا كانت حسابات الجماعة عندما بحثت عن المظلومية؟
ــ راهنت على الدعم الأمريكى فى البداية، لكنها اضطرت للبحث عن مظلومية مع فشل رهانها وسعت لمحرقة.
> بعد كل هذه الكوارث التى طالت العضو الإخوانى.. لماذا يظل العضو مستمعًا ومنصتًا لقادته؟
ــ الأجيال الشابة التى لم تدخل الكتلة الصلبة والأدبيات العميقة اهتزت، لكن الكتلة الصلبة لديها قناعات تامة بأن التصحيح من الداخل وأنهم يمتلكون نظامًا ديمقراطيًا داخليًا، لكنهم يؤمنون بفكرة الإبقاء على الجماعة حتى لو تحت قيادة فاشلة أفضل من تفكك الجماعة، فبقاؤها وتماسكها هدف أساسى لذلك يؤجلون التغيير خشية تفكيك الجماعة، وأدبيات الجماعة تسعى لدولة الخلافة، لذلك يتجاهلون الأخطاء لبقائها، وأذكر فى هذا السياق أنه فى بعض الأوقات كانت تحدث انحرافات أخلاقية فى مستويات تنظيمية كبيرة وكان يتم تجاهلها حتى لا تضار الجماعة.
> أى انحرافات تقصد؟
ــ على مستوى العلاقات بالمرأة والعلاقات المثلية.
> ومتى حدث ذلك؟
ــ خلال فترة تواجدى بالجماعة قبل الثورة.
> وكيف واجهت الجماعة هذه الانحرافات؟
ــ بالتكتم عليها حتى لا تُضار الجماعة.
> إلى أى مدى تؤمن مجموعات العنف داخل الجماعة بالاستمرار فى سياستها؟
ــ ستتفكك وستنضم لمجموعات أكبر فى داعش سيناء، وليبيا والسودان، وأعتقد أن الدولة قادرة على إنهاء عمر هذه المجموعات فى وقت قصير.
> ما مصادر تمويل هذه المجموعات؟
ــ جزء مخابراتى، وجزء من الاشتراكات.
> هل يؤمن محمود عزت بالعنف.. أم أن هناك أمورًا أخرى تدفعه للخصومة مع هذه المجموعات؟
ــ محمود عزت وكل أعضاء الجماعة والتيارات الإسلامية يؤمنون بالعنف، ويختلفون فقط حول توقيته، فالفقه الكلاسيكى يجعلنا نقول إن داعش هى الصائبة والملتزمة بما قاله الأئمة الأربعة، الذين صاغوا هذا الفقه فى فترة زمنية فيها توسع إمبراطورى ضخم للدولة الأموية والعباسية، فكانت تستخدم فقهًا دافعًا للناس دون تكلفة، فتطلب من الناس القتال دون أجر من أجل الجنة على سبيل المثال، فتم صناعة فقه جهاد الطلب، والقتال لجعل كلمة الله العليا، فصُنعت منظومة فقهية داعمة للإرهاب، تختلف تمامًا مع الوضع الحالى الذى يحكمه المجتمع الدولى الذى يتدخل لحماية حقوق الإنسان ومصالح الدولة، وهذا غير موجود فى الفقه، وأنا أستطيع أن أجزم أن الأئمة صنعوا أحاديث لخدمة الخلفاء.
> كيف ترى مصير الصراع الإخوانى الحاصل بين الطرفين المتصارعين؟
ــ أولًا هم حصلوا على مكاسب كبيرة، فإن عددًا كبيرًا ممن دخلوا السجون لم يكونوا أعضاء منتسبين للجماعة وكانوا محبين أو غير مؤدلجين، فاستطاعت القيادة التاريخية وقيادات الجيل الوسطى داخل السجون أن تعيد تشكيل أفكار هذا الشباب، وأدلجتهم واستثمرت الغضب والكراهية وعبأتهم، فشكلت جيلًا جديدًا أصبح يمتلك الـ «سى. فى» الخاص الذى يؤهله لقيادة التنظيم، سواء على مستوى الفكر أو التضحية بالتواجد بالسجن، فأن تكون سجينًا جزء مهم جدًا لصعود العضو الإخوانى للقيادة وتعتبره «سى. فى» جيدًا لتولى القيادة.
> هل ما زال الشاطر يلعب دورًا فى قيادة الجماعة؟
ــ كل المفاوضات التى تتم تكون مع الشاطر.
> أين تمت هذه المفاوضات ومع من؟
ــ علمت من مصادر مؤكدة أن أطرافًا خليجية التقت خيرت الشاطر داخل السجن، ولكن لا أعلم المساحة التى تتيحها الدولة للشاطر للتفاوض والتحرك، على سبيل المثال هل تسمح له بلقاء المحامين لنقل المعلومات.
> وماذا دار فى المفاوضات؟
ــ كان هناك اتفاق للتهدئة واعتزال الجماعة السياسة مقابل خروج الشباب، والإبقاء على القيادات، لكن خيرت الشاطر عرقل هذا الاتفاق باشتراطه الخروج من السجن، وتعلل بأنه لا يواجه قضايا كبيرة مثل باقى القيادات، وخروجه سيكون سهلًا من الناحية القانونية.
> هل خطط الشاطر مسبقًا لتجنب الاتهامات التى يواجهها قادة الإخوان بعدم التواجد فى رابعة؟
ــ أنا على يقين بأنه جلس فى البيت واستعد للقبض عليه مبكرًا لتجنب المخاطر التى ستلحق بالموجودين فى الخارج، نعم الشاطر تعمد أن يكون داخل السجن والأحداث مشتعلة فى الخارج، خصوصًا أنه اعتاد ممارسة حياته من داخل السجن، ولدى معلومات مؤكدة أنه كان يعيش حياة رفاهية فى السجن أيام مبارك، وكان سجنه سوبر لوكس، وكانت تذهب إليه زوجتاه وسمحت له الدولة بالخلوة الشرعية مع زوجتيه، وكان النظام وقتها يسمح له بالذهاب مرة أسبوعيًا لقصر العينى الفرنساوى للقاء المسئولين وتوزيع المهام عليهم، لذلك هو لا يجد صعوبة فى البقاء داخل السجن وإدارة اقتصاده من الداخل.
> ما سر العلاقة القوية بين قطر والإخوان؟
ــ العلاقة تعود لجد الأمير تميم، الذى مكن الداعية يوسف القرضاوى وأسس له معهدًا لتخريج العلماء والفقهاء، فأصبحت صفوة الدوحة تلامذته، تعلموا على يديه على مدار 5 عقود، ثم دخل معهم فى شراكات اقتصادية كبيرة سواء بنوكا أو غيرها، وكان بقدراته الفقهية استطاع أن يخلق مركزًا فقهيًا عالميًا، وأسس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين الذى اعتبرته قطر إحدى الأدوات التى ستمنحها النفوذ السياسى إلى جانب المركز الإعلامى المتمثل فى الجزيرة، فاستغلت وجود العالم الأول فى البلاد الإسلامية فى هذه الفترات لتجد لنفسها مكانة وامتدت العلاقات القوية بينهما، لكنها اشترطت عدم تواجد تنظيم إخوانى على الأرض القطرية ولا يوجد فرع للجماعة هناك فى هذا التوقيت.
> وماذا عن العلاقات التركية؟
ــ أردوغان توهم أن بوجود الإخوان سيعيد سيطرة تركيا، وما زال يراهن على ضعف النظام الحاكم لذلك يدعم الإخوان.
> وما مصير التنظيم على المدى القريب والبعيد؟
ــ الحفاظ على الكيان الدعوى والإبقاء على قوة الجماعة التنظيمية، هذا على المستوى القريب، وتبقى الخلافة الهدف البعيد للجماعة.
> هل تفكك الجماعة وارد؟
ــ ذوبان الإخوان مستحيل، وإذا كانت خسرت أعدادًا كبيرة، لكنها استطاعت أن تؤدلج مجموعة جديدة ستكون أكثر حماسة، والموضوع يعتمد على قدرة الدولة المدنية على التقدم للأمام، والمواجهة الموازية الإعلامية والثقافية، نعم الجماعة خسرت كثيرًا على المستوى الشعبى، لكن الشعب المصرى متقلب، وليس كل المصريين مثقفين ويقرأون التاريخ، فالشعب تعاطف فى مرات عديدة ضد السلطة، ووارد أيضا أن يحدث مستقبلاً.
> ولكن الجماعة كانت فى السلطة هذه المرة وصدامها كان مع الشعب، فكيف تبحث عن دعم الشارع من جديد؟
ــ المزاج المصرى متقلب والتاريخ شاهد على ذلك، والجماعة تراهن على دعم شعبى وتعاطف على المدى البعيد، وإذا لم تحقق الدولة المدنية تقدمًا فستجد الجماعة مكانًا لها.
> هل ستعود الجماعة بنفس الأفكار والنهج؟
ــ لا.. الجماعة تفكر فى العودة بإسلام سياسى بصبغة علمانية أو نسميها أردوغانية، وأعتقد أن الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، أو المهندس أبوالعلا ماضى، نموذج لهذا الإسلام الأردوغانى الذى قد ينتهجه الإخوان.
> هل وارد تحالف أبوالفتوح والإخوان من جديد؟
ــ عودة الإسلاميين فى معسكر واحد وارد جدًا فى المستقبل.