رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم البحراوي: إسرائيل أخفت وثائق حرب أكتوبر 40 عام من أجل الدعايا لنفسها

جريدة الدستور

قال الدكتور ابراهيم البحراوي مترجم الوثائق الاسرائيلية، أن مجموعة الوثائق الخاصة بحرب أكتوبر المجيد، والتي تم الإفراج عنها مؤخرًا، صدرت معظمها بعد 40 عامًا من الحجب، إذ قررت الرقابة الاسرائيلية إخفاء هذه الوثائق لفترة طويلة، جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة بعنوان "الوثائق الاسرائيلية عن حرب أكتوبر"، التي أقيمت صباح اليوم، الأربعاء، على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ48.

وأضاف، أن حجب هذه الوثائق طيلة الأعوام الماضية أمر له دلالتين، الأول يخص إسرائيل حول مخاوف القيادات الاسرائيلية على مفهوم "الجيش الذي لا يقهر"، والآخر يخص مصر، إذ قررت اسرائيل حجب هذه الوثائق بهدف الدعايا لأنفسهم بأنهم استطاعوا التعادل مع مصر، كما أرادوا أن يحرموا الأجيال المصرية من التفاخر بهذا التفوق.

وأشار البحراوي، إلى أن من يقرأ هذه الوثائق سوف يجد نفسه جالسًا على منصة القيادات الاسرائيلية، وسيشاهد سير المعارك من وجهة نظر الطرف الآخر، وهو نوع من المشاهدة التاريخية النادرة، كما أن هذه الوثائق تنطوي على مضمون شديد الخطورة يدحض أي ادعاءات بأن اسرائيل استطاعت أن تتعادل مع مصر.

وأوضح، أن وزير الدفاع الاسرائيلي الأسبق موشيه ديان، قال في يوم 7 أكتوبر 1937، بعد زيارت له للجبهة: "لا مجال أمامنا إلا طلب النجدة الأمريكية"، كما تحدث عن خسارة 300 دبابة اسرائيلية من مجمل 700 دبابة، وهنا بدأ نوع من الحوار حول سحب القوات الاسرائيلية وترك المسافة للمصريين وإلا خسرت اسرائيل مزيد من الدبابات، وقال ديان: "المعركة في هذه الحالة لن تكون على سيناء ولكن ستكون على أرض اسرائيل".

وتطرق البحراوي، إلى خطورة الدور الأمريكي في حرب أكتوبر، إذ كان هناك أطقم بشرية تحركت في يوم 9 أكتوبر، بالإضافة إلى مجموعة من القيادات الأمريكية التي تولت زمام إدارة المعارك في الجولان، ومجموعة أخرى تحركت في يوم 10 أكتوبر وتوجهت إلى سيناء، لافتًا إلى أن هذه الحقائق تؤكد أن القيادة العسكرية الاسرائيلية أصبحت على الرف وبدأت الولايات المتحدة في إدارة المعركة.

وفي ختام حديثه، أكد البحراوي، أن ترجمة هذه الوثائق، بها رموز معرفية يمكن توريثها للأجيال القادمة، مطالبًا بضرورة إجراء مزيد من الدراسات على هذه الوثائق بهدف استخلاص الدروس المستفادة، والتحذير من المخاطر القادمة نتيجة التلقين الاسرائيلي المستمر بأن سيناء لازالت أرض إسرائيلية، خاصة في ظل وجود حركة اسرئيلية اسمها "العودة الى سيناء" تم تشكيلها في أعقاب توقيع معاهدة السلام، بالتالي لابد من تنبيه الأجيال المقبلة من احتمالات التمدد الاسرائيلي مستقبلًا.