رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غل المستشار.. هشام جنينة يورط السيسي في قضية أبوتريكة

المستشار  هشام جنينة
المستشار هشام جنينة

يمكن أن نتفهم دوافع كثيرين ممن يدافعون عن لاعب الكرة الشهير محمد أبوتريكة، يقولون إنه أسعدهم، وبقدر هذه السعادة فهو يستحق الوقوف إلى جواره حتى لو كان مخطئًا، ويقولون إنه على خُلق ولا يمكن أن يكون إرهابيًا أو يدعم الإرهاب، ورغم أن الأخلاق ليس لها علاقة بما حدث من اللاعب أو حدث له، إلا أننا سنتفهم من يحاولون تبرئته من قرار قضائى استند إلى وقائع محددة.

لكن ما لا يمكن أن نتفهمه هو ما ذهب إليه المستشار هشام جنينة، الرئيس السابق للجهاز المركزى للمحاسبات، من تفسير محاصرة أبوتريكة وإدراجه ضمن قائمة داعمى الإرهاب.

على «تويتر» كتب المستشار نصًا: سبب وضع محمد أبوتريكة فى القائمة هو رفضه الظهور فى إعلان تليفزيونى لدعم رئيس الجمهورية، حتى معكم كان كريمًا ولم يفصح عن السبب.

المفروض أننا أمام قاضٍ لا ينطق إلا بما يعرف، ولا يصدر حكمًا إلا بعد أن يطمئن لدقة وصدق وسلامة الأدلة التى بين يديه، لكن يبدو أن النجومية التى أحاطت بـ«جنينة» فى لحظة ما أفقدته توازنه، وهو ما يفسر إطلاقه الكلام على عواهنه.

ما يقوله «جنينة» ليس أكثر من نميمة عابرة، يمكن أن يكون سمعها فى اتصال تليفونى أو جلسة مع أصدقاء حتمًا يتعاطفون مع الإخوان، وبدلًا من أن يدقق فيما سمعه كتبه كأى ناشط طائش يمارس عبثه اليومى على شبكات التواصل الاجتماعى، وبدافع من غلٍ دفين بسبب ما تعرض له شخصيًا خلال الشهور الماضية.

الكلام العابر المتهافت الذى كتبه «جنينة» يحتاج إلى تحقيق، لأنه يضع رئيس الجمهورية فى موضع اتهام صريح، فكل من لا يؤيد الرئيس أو يدعمه لابد أن يعاقب ويحاصر ويشرد وتشوه سمعته، هذا هو المعنى الوحيد الذى تخرج به من كلام المستشار، وأتمنى ألا يخرج علينا ويقول إنه لا يقصد ذلك. على السيد المستشار أن يفصح لنا عما يعرفه بدقة، مَنْ الذى طلب من أبوتريكة أن يظهر فى إعلان لدعم الرئيس؟ ومتى، وأين؟

وما هو هذا الإعلان المجهول؟ وهل هددوه بأنه سيدفع ثمن الرفض؟ وإذا تمسك «جنينة» بالصمت ورفض الإفصاح عما لديه فعليه أن يعتذر عما كتبه، فعيب جدًا يا سيادة المستشار أن يصدر عنك هذا الكلام التافه، خاصة أنك تعرف أن هناك حيثيات لإدراج أبوتريكة فى القائمة.. وهى حيثيات استندت إلى وقائع حتى لو لم تعجبك.