رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أميرة ملش تكتب.. كيف احتوت جهات سيادية غضب القبائل فى سيناء ؟


قالت مصادر مطلعة على ملف سيناء إن جهات سيادية تدخلت مؤخرًا لاحتواء غضب جانب من أهالى سيناء احتجوا على تصفية ١٠ أشخاص، متهمين بالتورط فى الهجوم على كمين المطافى، ما أسفر عن سقوط شهداء فى صفوف القوات الأمنية، وذلك فى اشتباك مع قوات الشرطة.

كان أهالى بسيناء قد قالوا إن عددًا من الذين جرت تصفيتهم كانوا محتجزين لدى أجهزة أمنية منذ فترة، وهو ما نفته مصادرأمنية بشدة.

وأضافت المصادر التى تحدثت لـ «الدستور»- شريطة عدم نشر أسمائها- أن توسع غضب الأهالى ودخول عدد من القبائل على خط الأزمة جعل الدولة ممثلة فى جهات سيادية تتدخل بأقصى سرعة، وذلك أمام دعوات التصعيد من الطرف الآخر، موضحة أنه على مدار الأيام الماضية عقدت اجتماعات بين الجانبين ضمت مسئولين رفيعى المستوى، ومجموعة من شيوخ القبائل، وشخصيات سيناوية لمناقشة الأزمة.

واستمع ممثلو الجهات السيادية لموقف الأهالى ومطالبهم، حيث جرى الاتفاق أولًا على أن الجيش والشرطة يخوضان حربًا ضد الإرهاب، ومن الطبيعى أن تحدث أخطاء، مع التأكيد على أن الحادث الأخير ليس خطأ، وإنما تحرك بناء على تحريات ومعلومات.

طلب الأهالى الإفراج عن شباب محتجزين، وهو ما قبله ممثلو الدولة طالما لم يتورطوا فى أى أعمال عنف أو إرهاب أو يثبت انتماؤهم لمجموعات إرهابية.

وجرى الاتفاق على التقليل من القبض فى حالات الاشتباه وعدم توسيع الدائرة لعدم حدوث أى احتقان فى ظل الدور الكبير للقبائل فى مساندة الجيش والشرطة فى الحرب على الإرهاب.

من جانبهم، تعهد ممثلو القبائل بمعاونة الأجهزة الأمنية فى الإرشاد عن أى شخص يكون مطلوبًا، بعد التأكدمن أن التحريات تدينه، مع بذل جهد للسيطرة على تمويل المجموعات الإرهابية.

طلبت القيادات الأمنية من القبائل تجديد دعم الجيش والشرطة، وهو ما حدث بالفعل عبر بيان صدر من القبائل قبل أيام شدد على وقوف أهالى سيناء بجانب الدولة فى الحرب على الإرهاب.

وجدد ممثلو الجهات السيادية التأكيد على أن وقوع أخطاء أمر طبيعى فى ظل حرب واسعة ضد الإرهاب.

أتى الاجتماع بثماره حيث قدم الأهالى بادرة حسن نية عبر الإدلاء بمعلومات عن عناصر إرهابية هاربة تنتمى لتنظيم داعش ومواقع اختبائهم وأسمائهم الحقيقية.

ودعم شيوخ قبائل سيناوية تحريات أمنية حول بعض الشخصيات المطلوبة، وكذلك تحدثوا عن التمركزات الأمنية المتوقع استهدافها من قِبل الإرهابيين.

وعلى خلفية الاجتماعات جرى القبض على 4 عناصر انضموا لتنظيم داعش فى سيناء، أحدهم يعمل مهندسا فى شركة بترول، ووصلوا جميعًا إلى سيناء من القاهرة، وكان يجرى تجهيزهم للسفر إلى سوريا للتدريب، والاشتراك بشكل أساسى وعملى فى وقائع تؤهلهم للعودة مرة أخرى إلى سيناء، كما جاء فى اعترافاتهم أمام جهة التحقيق، وكذلك لنقل خطط ومعلومات من قيادات التنظيم إلى الجماعات فى سيناء، ونقل معلومات وطلبات من سيناء إلى سوريا لتوفيرها على وجه السرعة.

واعترف المقبوض عليهم بتلقى تدريبات على صنع متفجرات وكيفية استخدامها، ولكنهم ينقصهم التدريب والقدرة على المواجهات وسرعة التحرك واتخاذ القرار من المنطقة المستهدفة، كما أن العناصر الأربعة أرشدوا عن قيادات إرهابية وأماكن اختبائها فى القاهرة والجيزة، وأدلوا بمعلومات خطيرة بشأن وقائع محتملة يتم التحرى بشأنها حاليًا.

وشدد مشايخ القبائل على ضرورة وجود ثقة متبادلة بين الطرفين حتى لا يصطاد أحد فى الماء العكر، وأن يكون تبادل المعلومات فى سرية تامة منعًا لأن تقتص منهم الجماعات عقابًا لهم على الإدلاء بمعلومات للأمن، وتوفير الحماية الكاملة لأهل سيناء من المتطرفين