شاهد حصريًا.. فضائح لجنة إدارة مدارس الإخوان داخل "نور الدولية"

مدير المدرسة متهم بـ«التحرش والتعدى».. ومفصول لانقطاعه عن العمل
يتقاضى 13 ألف جنيه شهريًا.. ويهدد «كاشفى المخالفات» بـ«الأمن الوطنى»
مدير المدرسة تعاقد مع شركة أمن بـ40 ألف جنيه شهريًا رغم عدم انتظام العملية التعليمية


كشفت معاينة لجنة من «هيئة النيابة الإدارية»، وباحثين فى إدارة «التعليم الخاص» بمديرية التربية والتعليم بمحافظة القاهرة، مجموعة من وقائع «الفساد الإداري» داخل مدرسة «نور الدولية»، التابعة لمجموعة مدارس 30 يونيو، والمسئول عنها لجنة إدارة المدارس الإخوانية المتحفظ عليها، التابعة للجنة حصر وإدارة أموال لجماعة.

وتبين من المعاينة تورط «عادل فتحى يونس»، المدير التنفيذى للمدرسة، والقائم بأعمال ممثلها القانونى، فى تلك الوقائع، ورغم أنه كان مفترضاً أن يكون عين الدولة، واتضح أن سجله حافل بالمخالفات، وصادر ضده حكمان قضائيان من قبل وهما «تحرش وتعد بالضرب»، إلى جانب فصله من العمل كخبير لغة انجليزية بإدارة «شرق مدينة نصر» التعليمية، لانقطاعه عن العمل.

ورافقت «الدستور» لجنة المعاينة التى أمر المستشار وليد جادالله مدير نيابة التعليم بالقاهرة بتشكيلها تنفيذا لتعليمات المستشار على رزق رئيس هيئة النيابة الإدارية والتى ترأَّسها «حسن علي»، وكيل أول «هيئة النيابة الإدارية»، وضمت «خالد بهيج» و«محمد العيادى» وكيلى النيابة، و«هالة جودت» الباحثة المالية بادارة التعليم الخاص بـ«تعليم القاهرة»،والباحثين القانونيين «محمد ممدوح» و«عبير حسين محمد»، وسكرتارية التحقيقات «أحمد على الشوربجى»، و«محمد مجدى خاطر»، و«رامى زكى» مسئول الأمن بوزارة الداخلية.

واستهلت اللجنة معاينتها التى بدأت فى الثانية والربع ظهر أمس الأول الثلاثاء، بسؤال طلبة الصف الثانى الإعدادى، الذين قالوا إنهم يعانون أزمة كبيرة فى مادتى «العلوم» و«الرياضيات»، بسبب استبدال مدير المدرسة المدرسين القدامى بآخرين غير أكْفاء، لافتين إلى أن مدرسة العلوم لم تدرس المنهج بالكامل مما أدى إلى وجود أسئلة فى امتحان المادة خارج ما درسوه.

واشتكى طلاب المدرسة من نقص أجهزة الحاسب الآلى ومتعلقاتها، وعدم كفاءة «البروجكتور» والسبورة المستخدمين فى الشرح، وعدم تسلم الكتب المدرسية، وقالوا: إنهم حتى الآن لم يتسلموا قصة اللغة العربية التى تحمل اسم «كفاح شعب مصر»، مشيرين إلى أن مدير المدرسة قال لهم نصا أثناء الطابور: «أنا عايز ابقى منشكح، وسيدنا أوباما لما بيجى يحى العلم بيترزع قدامه».

وأشار الطلاب إلى أن مدرسة مادة العلوم، المعينة من قبل المدير التنفيذي، لا تحضر إلا 3 أيام فقط، وتتلفظ بألفاظ بذيئة وغير لائقة وتوجه شتائم للطلاب مثل «ياحيوان، يازفت، ياحمار، يامتخلف»، وتبرر ذلك بأنها «صفات وليست شتائم»، إلى جانب رفضها ذهاب الطلاب للمعمل بدعوى عدم وجود إمكانيات، رغم أن المدرسة التى سبقتهم كانت ملتزمة بذلك.

وقالت طالبة وتدعى «هنا أحمد»: إن مدير المدرسة وضع يده على كتفها، وكلما حاولت الابتعاد عنه جذبها إليه، وبسؤال الطلاب عن وجود مشرف عام للمدرسة أجابوا بالنفى، واشتكى الطالب «يوسف ياسر» من حصولهم على حصة واحدة فى مادة التربية الدينية أسبوعيًا.

وأكد الطلاب عدم انتظام العملية التعليمية بالمدرسة، وعدم الاهتمام بالوسائل مثل أجهزة الكمبيوتر والشرح، لافتين إلى أن مدير المدرسة رفض مقابلة بعض أولياء أمورهم الذين رغبوا فى مقابلته، وطردهم وهدهم بإحضار الأمن، وتبين تعاقد المدرسة مع شركة أمن خاصة تتقاضى 40 ألف جنيه شهريًا.

ولفتوا إلى أن إدارة المدرسة أعلنت عن تنظيم حفلة ترفيهية ستدعو إليها الإعلامى «أحمد شوبير» ومذيعة قناة «سى بى سى» الفضائية نجلاء الشرباشى، ما سيكلف المدرسة مبالغ طائلة، فى الوقت الذى ترد فيه المدرسة على دعوة إجراء إصلاحات بالقول «مفيش فلوس».

وتصادف وجود ولية أمر بالمدرسة، التى وجهت حديثها لأعضاء لجنة المعاينة: «أحنا بنستنجد بيكم.. أرجوكم جيبوا لنا حقنا»، فرد وكيل النيابة مطمئنًا إياها: «إحنا هنا علشان نجيب ليكم حقكم، وعلشان الحق يبان».

وأضافت ولية أمر أخرى: إن طفليها «روان» و«محمد» فى «كى جى 1»، لا يحصلان على أى مواد تعليمية منذ فترة تجاوزت الشهر، كما أن القائمين على رعاية الأطفال دائماً ما يتركونهم خارج الفصول، ما يتسبب فى مشاجرات كبيرة بينهم. وتابعت: «مدرسة اللغة الإنجليزية الجديدة مبتعرفش تنطق إنجليزى»، لافتة إلى أن مدير المدرسة استبدل طاقم التدريس بآخر غير كفء.

وبالانتقال إلى غرفة شئون العاملين بالمدرسة، قالت «إيمان عبدالعظيم»، مديرة الإدارة: إنه لا توجد عقود عمل معتمدة لأى من العاملين بالمدرسة، واطلع أعضاء اللجنة على عقد عمل المدير، وتبين أنه يتقاضى 13 ألف جنيه شهريًا.

وكشفت مديرة شئون العاملين، أنه أثناء وجود أعضاء لجنة المعاينة اتصل مدير المدرسة بها وببعض زميلاتها، هددهن بالفصل غداً، وكان ذلك فى حضور وكيل النيابة «خالد بهيج»، الذى استمع إلى المكالمة الهاتفية وسجلها بهاتفه الخاص.

واتهمت مديرة شئون العاملين، المدير التنفيذى للمدرسة، بأنه يهددهم دائماً بإبلاغ جهاز «الأمن الوطنى» على من تسول له نفسه كشف أى مخالفات، وذلك بادعاء انتماء مقدم الشكوى لجماعة الإخوان.

وأشارت إلى أنها استمعت إلى مكالمة هاتفية بين المدير التنفيذى للمدرسة والدكتور رضا حجازى، رئيس مجلس إدارة لجنة 30 يونيو، قال فيها الأول: «أنا مشيت ناس من المدرسة»، فرد «حجازى»: «أعمل اللى انت عاوزه».

والتقت اللجنة كذلك بالسكرتير المالى للمدرسة ويدعى «محمد على حسن»، مسئول الخزينة، الذى قرر أن الخزينة عهدته الشخصية منذ أن تولى العمل فى المدرسة عام 2013، والغرض المخصص لها هو تحصيل المصروفات الدراسية، لافتاً إلى أن المتحكم فى الصرف المدير التنفيذى والخبير المالى.

وأكد أن لجنة 30 يونيو جردت الخزينة عندما استلمت المدرسة، فسأله رئيس لجنة المعاينة عمن جردها، والمستندات الدالة على ذلك فقرر أنه لا يتذكر. وحينما سألته لجنة المعاينة عن جملة المبالغ التى تسدد للمدرسة من الطلاب، قال إن المدرسة دائنة لأولياء الأمور بمبلغ مليونين و400 ألف جنيه تقريبا، مرجعًا ذلك إلى امتناع أولياء الأمور عن السداد، نظرا لسوء إدارة المدرسة، وقال: «ذلك لم يحدث إلا بعد تولى عادل فتحى إدارة المدرسة».

وجردت اللجنة الخزينة، واستدعت النيابة مدير الأمن الخاص، وهو عميد سابق بالقوات المسلحة، ليكون شاهدا، وتبين أن المبالغ الموجودة داخل الخزينة 59 ألف جنيه تقريبًا.

وأشار إلى أنه منذ التحفظ على المدرسة فى 26 أكتوبر الماضى، تم فتح حساب بالبنك الأهلى المصرى، فرع «زهراء المعادى»، وذلك بمعرفة «عادل فتحى»، بصفته الممثل القانونى للمدرسة، وأن رصيدها فى البنك 5 آلاف و500 جنيه. وأضاف «مدير المدرسة منع الناس من دخول حمام السباحة، واتفق مع الشركة المنشئة على استغلاله كحق انتفاع».

وتابع: «تم تأسيس حمام السباحة بمعرفة شركة مختصة، وتم الاتفاق على استغلاله 4 سنوات، ثم أمر مدير المدرسة بغلقه»، مشيرًا إلى أنه علم بحصول المدير على 5 آلاف جنيه دفعة أولى، ومبالغ أخرى مقابل الايجار. واستكمل: «بعد إيجار الحمام بما يقرب من 3 أسابيع، ورد لى ايصال بمبلغ 10 آلاف جنيه بإيداع بنكى، و8 آلاف أخرى نقدى تم إيداعهما فى الخزينة».

انتقلت اللجنة بعد ذلك إلى مكتب مدير المدرسة، الذى تم استدعاؤه وقيل له إن اللجنة جاءت بناءً على شكاوى مايقرب من 40 ولى أمر وبعض العاملين، وطلب منه صور وعقود العاملين بالمدرسة، بعد احاطته علما بأن مسئولة شئون العاملين قررت أنه لا يوجد لديها أى عقود، فرد غاضبًا: «تسلمت المدرسة 5 أكتوبر الماضى، ووجدتها مهيكلة وبها عاملين وافراد، وطلبت مرارا وتكرارًا بيانات هؤلاء العاملين والأفراد ولم يستجب لى»، وأفاد أنه ليس لديه سوى 5 عقود قديمة لبعض العاملين اطلع عليهما أعضاء اللجنة، ودونوا ملاحظاتهم عليها.

وبسؤاله عن ماهية وظيفته قبل الالتحاق بالمدرسة كمدير تنفيذى وممثل قانونى، قال إنه تم إنهاء عمله كخبير لغة إنجليزية بإدارة «شرق مدينة نصر» لانقطاعه عن العمل، وأنه تقدم بتظلم فى انتظار البت فيه.

وفيما يتعلق بتسببه فى انقطاع أولياء الأمور عن سداد المصروفات، قال: «غير صحيح، وسبب ذلك الحقيقى هو استبعاد بعض العناصر الإخوانية، وهم رانيا يوسف الممثل القانونى السابق، وزينب صادق الدرعى وابنتها مى عبدالقادر من الملاك، اللتان صدر بشأنهما قرار لجنة التحفظ على أموال الجماعة، إلى جانب لينا الصداوى، وأخرى تدعى كاثرين الملقبة بعائشة، والمدعوة شيرين على شديد».

وأشار إلى وجود بعض العاملين وما يقرب من 74 ولى أمر ينتمون لفكر جماعة الإخوان، وأن الممثل القانونى السابق «رانيا يوسف» عرضت رشوته لعدم إنشاء حساب بنكى للمدرسة، وقال: « قالتلى: ليك هدية حلوة لو ماعملتش الحساب».

ونوه إلى أن استبعادهم جاء بناء على الكتاب الدورى الذى تسلمه من لجنة 30 يونيو، طبقا للقرار رقم 614 بتاريخ 23 فبراير 2014 الصادر من رئيس مجلس إدارة لجنة 30 يونيو، ورئيس قطاع التعليم العام «رضا حجازى».