رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشجاعة بأثر رجعي في قضية هدير مكاوي


إلى أخوات هدير مكاوى.. إلى عشرات الصبايا اللاتى أتمنى ألا أقرأ عنهن فى قادم الأيام.
إذا كانت الحاجات الإنسانية كالحاجة للحب أو الجنس أو التعاطف أو المشاركة قد تدفع البعض إلى تلبية هذه الاحتياجات فى غير إطار رسمى، وهذه حالات قد أتفهمها تمامًا، لكن ما لا أفهمه أبدًا أن نغفل العقل والمنطق ونحاول أن نلوى عنق الواقع والحقيقة ونفرض على ما اخترنا أو جبرنا أن يكون سريًا أن يصبح شرعيًا وأن ندخل فى لعبة الحياة طرفًا لا ذنب له.

تتحجج بعضكن بأنها لجأت إلى الزواج العرفى لوجود مشاكل مع والده أو والدك، أو.. إلخ منذ البداية أنت وهو شخصان غير مسئولين وقد تعتبرين أن ارتباطك بمثل هذا الشخص تحمل مسئولية وشجاعة منك.. حسنًا فليكن هذا مفهوم وإطار العلاقة بينكما ولا تنقليه لمستوى أشمل أعمق.
عندما يخذلك هذا الرجل لا داعى لتمثيل الصدمة والعيش فى دور الضحية وتحملى مسئولية سذاجة رومانسية لا أظنها تتناسب مع جرأة التفاعل مع مواقع التواصل الاجتماعى.
إذا كان التخاذل عنوان بداية الطريق فكيف تتوقعين سندًا أو مؤازرة فى نهايته؟، والعرف أن همة الناس وعزيمتها تخور بمرور الوقت.
أنت من البداية لم تحددى أى التزام على الطرف الثانى فى العلاقة.. بل ربما هو من يطلب منك الاحتياط وعدم الإنجاب الآن حتى تستقر الأمور والعقد شريعة المتعاقدين.. فكيف تتوقعين من البدايات المعوجة، المرتبكة، لن أقول الفاسدة أن تؤدى إلى نهايات مستقيمة صحيحة.
المجتمع يضع قوانينه ونظمه التى تحمى حقوق جميع الأطراف، عقد الزواج مثله مثل أى عقد قانونى، لا أفهم الحرص الشديد على توثيق عقد إيجار أو ملكية شقة والحرص على فواتير شراء الذهب أو الأجهزة الكهربية وشهادة الضمان ثم تأتى فتاة تتغافل تحت مسمى الحب، الحاجة، الظروف، ولا تأخذ ما يضمن حقوقها فى علاقة تترتب عليها حقوق والتزامات مجتمعية ودينية.
هل توجد فتاة فى العالم لا تعرف أن أى علاقة جنسية سيترتب عليها وجود جنين، هذا شىء قدرى، لا مناص منه.. وتتحمل المرأة هذه المسئولية بما خلقها الله وأمدها بمقومات بيولوجية.. تعرفين أنه يماطل فى الاعتراف بعلاقتكما، فأى أب أردت أن تهديه لابنك.. مسألة الإنجاب حتى داخل الزواج الشرعى لابد أن تكون باختيار ورضى الطرفين، لما يترتب عليها من مسئوليات تقع على عاتق الأم والأب.. ولابد قبل الإقدام عليها من التأكد بما هو متاح للإنسان أننا سنأتى بطفل لكى يعيش لا طفل نهدم روحه وننتهك آدميته بحجة حقه فى الحياة.
السادة الذين يرون أن المجتمع متخلف ورجعى ما هى اقتراحاتهم..؟ ماذا تفعل الدول المتحضرة فى مثل هذه الحالة؟ السادة المتشدقون بالتحضر يعرفون أن العلاقات غير الرسمية فى أى مكان فى العالم، تترتب عليها المأساة نفسها التى تحدث هنا، لا فرق والفتاة تتحمل تبعة حملها ويكون معروفًا أن الطفل غير شرعى، وتعبير single mother ليس وصفًا يدعو للفخر فهو إشارة فى أكثر التعبيرات تهذبًا إلى «أنك سيدة أساءت الاختيار»
ختاماً تعليقًا على القصة السخيفة والمملة «هدير مكاوى»
لا تستطيع هدير أو غيرها أن تسجل الطفل باسمها، القانون لا يسمح بتسجيل الطفل دون وجود الأب أو وجود طرف من أهله ينوب عنه مع وجود صورة من بطاقة الأب.. فالطفل حتى هذه اللحظة غير مقيد فى سجل المواليد، لا باسم آدم ولا بأى اسم آخر، وقرارها بتسجيل طفلها باسمها هو مجرد هرتلة وعشوائية.
لن يتم تسجيل الطفل واستخراج شهادة ميلاده إلا بعد حكم المحكمة بثبوت نسبه أو سيسجل كطفل لقيط.
إذا كانت لدى هدير مكاوى ورقة زواج عرفى تقدمها للمحكمة وسوف تحكم لها كما حدث فى قضايا سابقة.
لست مع القول بأن ما تفعله «هدير» دفاعًا عن حق ابنها فى الحياة، الحق فى الحياة مكفول للجميع حتى للحيوانات ولكن الحق فى حياة آمنة مستقرة، بما تتطلبه تنشئة طفل من احتياجات وأبعاد نفسية وتربوية واقتصادية واجتماعية هو ما كان على هدير مراعاته عند قرارها باستمرار الحمل فى جنين يرفضه أبوه.
وقانا الله وإياكم مهالك السوء والغفلة والعشوائية وانعدام الضمير.
عندما يخذلك الرجل لا داعى لتمثيل الصدمة والعيش فى دور الضحية وتحمل المسئولية بشكل ساذج ورومانسي.