رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عن الأمن والأسعار.. ماذا نريد من الرئيس؟


تتوالى الأخبار القادمة من قصر الاتحادية، الرئيس عبدالفتاح السيسى لا يكف عن الاجتماعات مع رجال الدولة الذين يمسكون بمفاصل كل شىء من حولنا.

صباح أمس السبت عقد السيسى اجتماعًا مهمًا مع رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل وعدد من المسئولين الكبار، تحدث فيه عن قضيتين مهمتين، هما مواجهة الإرهاب فى سيناء ومراقبة الأسواق، وشدد على الجاهزية القتالية التى يجب أن يتمتع بها جميع القوات، وعلى رفض الدولة تحريك الأسعار، ووجه بالرقابة على الأسواق لعدم المغالاة فى سعر الدواء.



أعرف أن الرئيس السيسى لا يكتفى بالاجتماعات مع كبار مسئولى الدولة، لا يستدعيهم تقريبا بشكل يومى إلى مكتبه، ليوجههم ثم يستمع منهم إلى ردود إنشائية، بل يتابع تنفيذ هذه التوجيهات بشكل كامل، وراجع فقط مداخلاته وحواراته مع الوزراء والمسئولين فى افتتاح المشروعات الكبرى، فالرئيس لا ينسى ما قاله، ولا يسامح فى التقصير مع أحد مهما كان من ارتكبه.

لكن هل هذا يكفى؟!

أعتقد لا.

ما يقوله الناس فى الشارع أن الحكومة مرتعشة، يدها ضعيفة، من حقها أن تصدر القرارات الاقتصادية التى ترى أنها مناسبة تمامًا للخروج من المأزق الذى يحاصرنا من كل مكان، لكنهم يقولون أيضاً إنه ليس من العدل أن يتحمل المواطن البسيط الفاتورة وحده.

قبل الناس ارتفاع الأسعار وتصاعدها وجنونها، لكنهم غاضبون من تركهم وحدهم فى مواجهة جشع التجار واستفرادهم بهم، ويسألون: أين الحكومة التى يجب أن تراقب الأسواق وتضبط الأسعار، فلا تترك المواطن البسيط صاحب الدخل المحدود فريسة فى يد من يتحكمون فى السوق.

حسنًا ما فعله الرئيس فى التوجيه بمراقبة الأسواق، لكن الأهم من ذلك أن يشعر المواطن بأن هذا التوجيه له صدى على الأرض، وحسنًا فعل عندما تحدث بحسم عن مواجهة الإرهاب فى سيناء، لكن الناس فى حاجة ملحة أيضاً ليعرفوا بشكل واضح وشفاف نتائج ما يدور على الأرض، حتى يقفوا فى مواجهة حملات التشكيك فى كل ما تقوم به الدولة فى مواجهة الإرهاب.

لقد وجه الرئيس أكثر من مرة مسئوليه ليتواصلوا مع الإعلام، ويشرحوا للناس ما يحدث على الأرض، يقدرون حجم التحدى والأزمات التى تدق عنق الجميع، قرروا أن يكونوا شركاء فيما يحدث، فلا أقل من أن يشعروا بأنهم شركاء بالفعل، وليس أرقامًا مهملة على الهامش.

تقبّل الناس كل ما يقال لهم مرهون بأن يشعروا على الأرض بنتائج ملموسة، فى النهاية المواطن يحتاج إلى أن يوفر لنفسه حياة كريمة، يمكن أن يستغنى عن الكثير، لكنه يحتاج إلى أن يشعر بأن تضحياته لها قيمة وستعود عليه بالفائدة، حتى لو كان ذلك مستقبلاً.

ليس مهما أن يعرف الناس تفاصيل ما يجرى على الأرض، لكن الشعور بالنتائج مهم، ومن المنطقى ألا تكون كل النتائج مؤجلة، ولابد أن تكون هناك نتائج سريعة، ولا أعتقد أن السادة الوزراء فى مأمن من غضب الناس وقرارات الرئيس، فبقاؤهم مرهون بتلبية احتياجات المواطنين، فإن لم ينجحوا فى ذلك فليلزموا بيوتهم... هذا أكرم لهم وأجدى للناس.