رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا غابت الأفلام القبطية عن الفضائيات المصرية؟.. 11 قناة مسيحية لمواجهة طائفة البروتستانت.. والأزهر:"لا نمانع عرضها".. والجمهور:"لا تصلح"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

على الرغم من أن "أم الدنيا" تحتوي على أكثر من 100 دور عرض سينمائي، وأكثر من 250 قناة فضائية، إلا أنه لا توجد قناة واحدة تقوم ببث الأفلام القبطية تلك التي تدور حول قصص للشهداء أو رموز الدين المسيحي، ففى أعياد الميلاد لا يجد المشاهد فضائية تجرؤ على بث لمثل هذه النوعية من الأفلام، الأمر كذلك في دور العرض السينمائى.

ويقتصر بث هذه الأفلام، فقط، داخل أروقة الكنيسة أو الشاشات المسيحية القليلة عبر التلفاز، فهل السبب هو ندرة هذه الأعمال القبطية؟ الإجابة تأتي بالنفي، فهناك فيلم روائي يحمل اسم "49 شهيدًا" يحكي قصة تاريخية لرهبان دير الأنبا مقار بوادى النطرون والتى وقعت فى القرن الخامس الميلادي، وقام ببطولته عدد من الفنانيين أبرزهم هانى رمزي.

كما أصدرت الكنيسة فيلمًا آخر عن البابا المنتيح شنودة الثالث، من إنتاج دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون، حمل اسم "المزار" وهو عبارة عن فيلم تسجيلى وثائقى، الأفلام نفسها لا تعادي الدين الإسلامي، ولكن القائمين علي الميديا والفن فى مصر تناسوا أن المسيحيين هم شركاء الوطن.

33 قناة مسيحية

وبحسب أحدث الإحصائيات المعلنة، فإنه يتواجد عبر شاشات التلفزيون 33 قناة مسيحية عربية، منها 11 قناة مصرية، تحصل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على نصيب الأسد منها، حيث أطلقت مؤخرًا قناة مسيحية للأطفال تسمى "كوجى" على القمر "نايل سات"، ويشرف عليها الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة وتوابعها، ورئيس لجنة الإعلام بالمجمع المقدس للكنيسة، وذلك لمواجهة قنوات الأطفال التى تطلقها القنوات المسيحية الأخرى، خاصة البروتستانت.

بدوره، قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى مايو 2015، برئاسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وعضوية 115 من أساقفة ومطارنة الكنيسة، تخصيص لجنة للقنوات الفضائية يتولى مسئوليتها الأنبا بيشوى، مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى.

وتمتلك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قنوات أخرى منها "مارمرقس" وهي القناة الوحيدة التى تقوم بالبث من الكاتدرائية المرقسية بالعباسية منذ عام 2011، ويشرف عليها الأنبا أرميا، الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطى الأرثوذكسى، وأيضاً قناة "اللوجوس"، وهى أول قناة للكنيسة الأرثوذكسية مهتمة بالمهجر، ويرأسها الأنبا سرابيون، مطران كاليفورنيا وهاواى، وتذيع برامجها باللغتين العربية والإنجليزية.

رجال الأعمال ودعم قنوات قبطية

ودخل رجل الأعمال، ثروت باسيلى، وكيل المجلس الملى العام بالكنيسة الأرثوذكسية المنتهية ولايته، ليمّول قناة "سى تى فى" الأشهر بين الأوساط القبطية، فضلاً عن وجود قنوات أخرى يمولها عدد من رجال الأعمال الأقباط تبث على النايل سات وهوت بيرد مثل الكرمة، معجزة، الراعى الصالح، الملكوت، والطريق.

نجوم فى السينما القبطية

شارك فى السينما القبطية مجموعة من الفنانين الأقباط والمسلمين أيضًا ولعل أبرزهم الفنانين هاني رمزي وماجد الكدواني، وهناك البعض الذى كان إنطلاقه من تلك الأفلام، فهاني رمزي، قام ببطولة فيلم "الشهيد مارمينا"، إخراج سمير سيف، ثم انطلق بعد ذلك إلى الأفلام والمسرحيات خارج الكنيسة.

وأيضاً شاركت الفنانة الراحلة سناء جميل في فيلم "الشهيد مار جرجس"، لكن الفيلم لم يكن في بداية مشوارها الفني، وشارك في بطولته الفنان الكوميدي يوسف داوود، لكنه لم يؤدِ دورًا كوميديًا، بل قام بدور أشهر إمبرطور روماني في تاريخ المسيحية، معروف بتعذيب وقتل الأقباط، وهو الإمبراطور دقليديانوس.

الفنان ماجد الكدواني شارك فى العديد من الأفلام ومنها فيلم "أم الغلابة"، وفيلم "القديس أندراوس الصموئيلي"، الذي أدى دور البطولة فيه، وحقق هذا الفيلم شهرة واسعة، ولكن رغم نجاح الفيلم، انشغل الكدواني بالعمل في الأفلام السينمائية التجارية، وغاب عن السينما القبطية فترة طويلة،وشارك في تلك الأفلام أيضًا عدد كبير من الفنانين والمنتجين المسلمين، أبرزهم الفنانة سلوى خطاب والفنانة إيمان والفنان الراحل غسان مطر والفنانة الشابة منة جلال، ومن الأفلام التي شارك فيها مسلمون فيلم "العبد الهارب"، إنتاج محمد أبو العزم، وبطولة الفنانة إيمان والفنان غسان مطر.

وقال بولا ناجي لـ"الدستور" إن تلك الأفلام لا تهمه فى أن تعرض بدور العرض السينمائية أو يشاهدها فى المنزل، مؤكداً أنه يتمني عدم عرضها نهائيًا فى أى قناة، خاصة وأن ثقافة المجتمع نفسها لا تسمح بمشاهدة أو متابعة الرأى الآخر قائلاً: بالعكس عرضها فى التليفزيون أو الشاشات العامة او السينما ربما تزيد الفتنة من بعض المتعصبين والمتطرفين دينيًا تحديدًاً، كما أن هناك تهمة تدعي التبشير للمسيحية.

فيما رأي عمر شاهين أنه لا يعارض فكرة طرح مثل هذه النوعية من الأفلام داخل دور السينما، مؤكدًا أنه لا توجد أفلام دينية إسلامية، وحتى إن وجدت، فهو لا يمانع فى عرضها سينمائيًا، خاصة وأن لها جمهور، مؤكدًا حق الأقباط في مطالعتها وليس المنع ، مشددًا على أن المنع هى سياسة طائفية، قائلاً: معني عدم عرضها فى دور السينما أو التلفزيون فهو يعني الخوف من المتطرفين دينياً، متسائلاً ومستشهدًا ببعض الأفلام الإسلامية الشهيرة بالقول:"مثلما هناك عدة أفلام كالشيماء وفجر الإسلام ، لماذا لا تعرض أفلام للأقباط على هذه الشاكلة؟

وقال الناشط القبطي، ناجي وليام، رئيس مجلس إدارة مجلة المشاهير القبطية، والمنتج لفيلم "السيسي يتحدي" إن الأفلام التى ينتجها البعض من الشركات القبطية هي أفلام لا تصلح للعرض فى دور السينما، ويطلق عليها أفلام مسيحية، وهي أفلام ذات إنتاجية ضعيفة ولا تصلح للعرض فى دور السينما، خاصة وأنها تتناول قصة شهيد أو قديس فى المسيحية وتخاطب فئة معينة، ولا تصلح للعرض؛ لإنها لو عرضت ستكون للأقباط فقط، وحتى الأقباط نفسهم لا يشاهدون الافلام بنفس الكثافة الكبري، والأفلام تسرق وتبث على الإنترنت والقنوات المسيحية تقوم بإذاعتها.

من جانبه، قال الشيخ محمد زكي بدار، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر الشريف، إن الأزهر الشريف لا يمانع عرض الأفلام القبطية وليس له دخل بها إلا فى حالة الأفلام التي تتناول الشق الإسلامي والتي تعرض في مجمع البحوث الإسلامية، لفحصها والتأكد من عدم الإساءة فيها للإسلام، مؤكداً أن الكنيسة حرة والأزهر لا يمانع أو يصادر آراء تتعلق بذاتها.