رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السجاير «شاطت».. «الشرقية للدخان» ترفع الأسعار بعد تراجع أرباحها ربع مليار سنويًا.. 84 مليار سيجارة حرقها المصريون بـ50.5 مليار جنيه فى عام

جريدة الدستور

لم يكتفِ قرار «تعويم الجنيه» بالسلع الاستفزازية المستوردة، إنما امتدت آثاره ليشمل السجائر، التى تعتبر فى أوساط عدة «متعة الغلابة» الوحيدة الباقية مع تزايد أسعار أغلب السلع المحلية؛ بسبب الضرائب وارتفاع سعر الدولار - كل حسب طبيعته الخاصة، وارتفعت - بالوقت - أسعار «المارلبورو» و«الميريت»، فاتجه المدخنون لشراء «البفرة» و«الفلاتر» والتبغ الخام ولف السجائر، أو الاكتفاء بالسجائر الفرط فى محاولة لتقليل التكاليف.
فى هذا الملف ترصد «الدستور» تطورات قضية التبغ، التى طالت سجائر الغلابة المحلية التى تنتجها «الشرقية للدخان».. فانفجرت الأزمة.
ربط محللون ماليون بين رفع أسعار بعض أنواع السجائر بالشركة الشرقية للدخان «إيسترن كومبانى» وتأثير ذلك على نتائج أعمال الشركة، مؤكدين أن ذلك القرار جاء نتيجة لارتفاع التكلفة الخاصة بمدخلات الإنتاج، خاصة أن معظم منتجات الشركة تعتمد على مواد خام مستوردة من الخارج، واستبعدوا تأثير ذلك بالإيجاب على أرباح الشركة، لما تعانيه من ارتفاع واضح فى سعر التكلفة بعد تحرير سعر الصرف.
من جانبها، قالت «الشرقية للدخان» إنها رفعت أسعار بيع أصناف سجائر كليوباترا بما يتراوح بين 25 قرشًا و1.5 جنيه، وأوضحت، أن أسعار بيع أصناف «كليوباترا كوين» و«كليوباترا سوبر» ارتفعت من 10.5 جنيه و12.5 جنيه إلى 12 جنيهًا، و12.75 جنيه على التوالى، حيث بلغ حجم الإنتاج الكلى لها نحو 81.7 مليار سيجارة فى عامى، 2014، و2015، و83.4 مليار سيجارة فى الخطة المعتمدة لـ «2015 - 2016»، فيما تستهدف إنتاج 84 مليار سيجارة خلال العام المالى الجارى 2016 - 2017.
ونجحت، إيسترن كومبانى فى تحقيق صافى أرباح بلغ 3.16% خلال الربع الأول من العام المالى الجارى، لتربح نحو 3.427 مليون جنيه، مقابل 4.367 مليون خلال نفس الفترة من العام المالى الماضى.
ووافقت البورصة على زيادة رأس مال الشركة المرخص به من 1.5 مليار جنيه إلى 3 مليارات جنيه، وزيادة رأسمالها المدفوع من 750 مليون جنيه إلى 1.5 مليار جنيه موزعة على 50 مليون سهم بقيمة اسمية 15 جنيهًا.
وبلغ صافى ربح «الشرقية للدخان» بعد الضريبة 1.4% مليار جنيه خلال السنة المالية 2015 - 2016، مقارنة بـ 1.3 مليار جنيه، خلال العام السابق عليه، بنمو 12%.
وتبلغ التكاليف الاستيرادية نحو 30 مليون دولار شهريًا، ما يضع الشركة أمام منحنى خطير، خاصة بعد تراجع المخزون الاستراتيجى لخامات الدخان من 24 شهرًا إلى أقل من 12 شهرًا بما نسبته 50% حتى نهاية سبتمبر 2016.
وقال صلاح حيدر المحلل المالى، إن قرار رفع الأسعار، جاء منطقيا نتيجة ارتفاع قيمة التكاليف الخاصة بالشركة، حيث إن أغلب منتجاتها تعتمد على مواد خام مستوردة، نظرا لوجود قرار مطبق منذ عشرات السنين يمنع زراعة التبغ، ما يؤدى إلى إجبار الشركة على استيراد احتياجاتها من الخارج، ما رفع تكلفة الإنتاج بالتبعية، ومن ثم تحريك الأسعار لمواجهة ارتفاع سعر الدولار.
وأضاف، أن الشركة تحصل إيراداتها بالجنيه مقابل الاستيراد بالدولار، وأشار إلى وجود عنصر آخر يجب أخذه فى الاعتبار تزامنا مع رفع أسعار السجائر ورفع أسعار الأدوية، الذى سيؤدى إلى ارتفاع مستوى التضخم خلال الشهر الجارى ما ينذر بتسجيل معدل التضخم لأعلى مستوياته منذ عام 1992.
50% 25 قرشًا زيادة فى «كليوباترا»
على الرغم من تعهد الشركة الشرقية للدخان الشهر الماضى، بعدم رفع أسعار، سجائر كليوباترا وأخواتها المعروفة شعبيا بـ «كيف الغلابة»، أعلنت أمس ارتفاع أسعار بيع أصناف سجائر «كليوباترا كوين» بقيمة 25 قرشا و«كليوباترا سوبر» بقيمة 1.5 جنيه. من جانبه، قال إبراهيم الإمبابى، رئيس شعبة السجائر والدخان بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، إن شركة الشرقية للدخان رفعت أسعار نوعين فقط تمثل نحو 11% من مبيعات الشركة، وأشار إلى أن أسعار 89% من الأصناف لم يتغير. وأرجع الارتفاع الأسعار نتيجة زيادة سعر الدولار والدولار الجمركى وعدم قدرة الشركة على تحمل فرق الأسعار.
السجائر تختفى من المحال و«سوبر» تصل لـ 18 جنيهًا
تسبب ارتفاع أسعار السجائر واختفائها من الأسواق إلى تبديل نشاط المقاهى، واستبدل جزء من المدخنين السجائر بالمعسل.
وقال أحمد على، عامل بمحل لبيع السجائر، إن سوق السجائر تعانى من اختفاء المنتجات منذ أكثر من شهر، وأضاف: «تجار الجملة، فى باب البحر رفعوا سعر «سجائر كليوباترا سوبر» إلى 18 جنيهًا ومع هذا غير متوافرة والسوق متعطش».
وقال أسامة سلامة، رئيس رابطة تجار السجائر بالقاهرة والجيزة، إن الزيادة فى الأسعار بلغت 11% على «كليوباترا كوين والبوكس والسوبر».
عودة السجائر «اللف»
«السيجارة المكن»، هكذا كان يطلق على السيجارة كاملة الصنع فى ستينيات القرن الماضى، إذ كانت الملفوفة «يدويًا» هى المناسبة لدخل الغالبية العظمى من المصريين، لكنها أوشكت على الاختفاء، لتعود إلى الظهور مرة أخرى خلال الفترة الماضية، من خلال الشباب، بوسائل أحدَث، «ماكينات»، وخامات معظمها مستورد على الرغم من وجود مصانع محلية تنتج تلك الخامات، يصل عددها إلى نحو 17 مصنعا.
وتتنوع مبررات المقبلين على تلك العادة، بين الرغبة فى تخفيض الاستهلاك، والتحكم فى جودة ونوعية التبغ المستخدم، أو حتى تقليل تكلفة التدخين بعد الارتفاعات المتتالية فى أسعار السجائر، خلال السنوات الخمس الأخيرة، حتى باتت أرخص أنواع السجائر الموجودة بالسوق، تكلف المدخن نحو 20 دولارًا شهريًا.
«ضرائب التبغ» ثانى أكبر مصدر لإيرادات الحكومة
13 نوعًا تنتجها «الشرقية للدخان»
تنتج الشركة الشرقية للدخان، التى تتبع وزارة الاستثمار المصرية، 13 نوعا من السجائر، أشهرها «كليوباترا»، و«كليوباترا بوكس»، لكنها تمتلك فى الوقت ذاته حق التصنيع المحلى لمنتجات «فيليب موريس»، وإنتاج العديد من الماركات الشهيرة كـ«مارلبورو» و«كينت».
تمثل ضرائب وجمارك التبغ ثانى أكبر مصدر لإيرادات الحكومة بعد قناة السويس، وتلك المبالغ ستتقلص حال زراعته محليا، إضافة إلى أن زراعة التبغ، ستؤدى إلى زيادة معدل الاستهلاك، وبالتالى الأمراض الناجمة عن التدخين، التى تنفق الحكومة على علاجها نحو 177 مليون دولار سنويا.