رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء إعلام عن ازدحام «سوق الميديا»: البقاء للأصلح

 الدكتور ياسر عبدالعزيز
الدكتور ياسر عبدالعزيز الخبير الإعلامى

الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الإعلامى، قال، فى تصريحات خاصة لـ«الدستور»، إن صناعة الإعلام فى مصر تمر بأزمة حادة فى الأوقات الراهنة، مضيفاً أن عناصر هذه الأزمة تتلخص فى درجة من غياب التنوع والتعدد، وبالتالى أصبحت مساحات الأصوات المختلفة تضيق وتنحصر وتتراجع، وسيطر الصوت الواحد على الوضع، مرجعاً السبب فى ذلك إلى التحديات الكبيرة التى تواجهها البلاد.
وأضاف «عبدالعزيز» أن العنصر الثانى من الأزمة يتمثل فى وجود تراجع اقتصادى كبير مسيطر على البلاد، ما يحرم الصناعة من العوائد الأساسية المتمثلة فى التمويل والعائدات، وقال إن هناك عنصراً ثالثاً مهماً هو انخفاض مستوى المهنية على الشاشات الخاصة بشكل كبير، أما العنصر الرابع، فهو الصعود الكبير والسيطرة التى فرضتها مواقع التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا»، وما يسمى إعلام المواطن.
وقال الخبير الإعلامى إن تلك العناصر مجتمعة تُضيِّق على فرص الإصدارات الجديدة فى الإعلام المرئى، خاصة أن القنوات الخاصة تعمل فى ظل هذه الضغوط التى تحد من دورها كثيراً.
وحول الحلول التى تعين الإعلام المرئى فى مواجهة هذه العوائق، قال «عبدالعزيز» إن الحل يكمن فى عدة عناصر، أبرزها وجود انفراجة فى إتاحة العمل التليفزيونى والإعلامى والعودة إلى تعدد الأصوات وتنوعها، إضافة إلى عنصر آخر مهم، وهو محاولة مواجهة الأزمة الاقتصادية بإحداث انتعاشة كبيرة والانفتاح على السوق الخارجية وعدم الانغلاق على السوق فى مصر فقط.
وكشف «عبدالعزيز» أن سوق الإعلانات فى مصر بصورته الطبيعية يوفر حوالى 6 مليارات جنيه، بينما حجم الصناعة الآن فى ظل انكماشه يصرف ما يقرب من 10 مليارات جنيه، وهو ما يظهر الفجوة الكبيرة بين المصروفات والعوائد، مؤكدًا أن الحالة الحالية تزيد من الفجوة بين عائد الإعلانات وحجم الصناعة.
من جهته، قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام، إن نجاح أى كيان إعلامى جديد لا يرتبط بالإنفاق الضخم، لأن الهياكل المادية وحدها لا تصنع إعلاماً مهنياً يستطيع أن ينافس، وأضاف أن التجارب الجديدة يجب أن تبدأ بدايات جديدة ومختلفة عن الوضع الحالى، وتعتمد بشكل كبير على المهنية دون تحيز، مؤكداً أن هذه الخطوة الأولى لنجاح أى تجربة إعلامية جديدة.
وأوضح «العالم» أن نجاح هذه التجربة مرتبط بحدود العلاقة بينها وبين النظام السياسى والتواصل مع المشاهدين، وقال إنه على القنوات الوليدة أن تتبع سياسات مختلفة وتوجهات جديدة لمخاطبة الوطن العربى بأكمله وليس الداخل فقط، مؤكداً أن هناك كارثة بهروب القنوات العربية من النايل سات، وهو ما يساهم بشكل كبير فى التأثير على حيز السوق الإعلامية والإعلانية داخل مصر.
طرحنا السؤال حول المنافسة الإعلامية فى سوق الإعلام المصرى، ومدى استيعاب السوق لوجود قنوات جديدة، على المهندس عمرو قيس، رئيس شركة «إبسوس» لبحوث وقياس نسب المشاهدة، والذى قال إن أى سوق إعلامية فى العالم تستوعب وجود قنوات جديدة، والبقاء فى الفترة القادمة سيكون للأصلح.
وأضاف «قيس» أن العبرة فى سوق الإعلام ليست بعدد القنوات، بل بالجودة وما تقدمه كل قناة، فمن الممكن أن تدخل قناة جديدة إلى السوق وتحقق نجاحاً وتجذب إعلانات أكبر من قنوات قائمة بالفعل منذ سنوات، موضحاً أن ما يحكم السوق هو المحتوى الجيد والمميز.
وقال «قيس»: إن السوق الإعلامية المصرية تحتاج لوقت طويل للانضباط، مؤكداً أن ما يمر به الإعلام حاليا يُظهر مدى الانفلات، خاصة أن كل من «هب ودب» أصبح إعلامياً ويقدم برنامجاً، دون مراعاة للمهنية وأخلاقياتها.
وأشار «قيس» إلى أن الفترة القادمة ستشهد خروج عدد من القنوات خارج السوق، لأنها لا تمتلك مقومات استمرارها ومنافستها، مضيفاً أن البقاء سيكون للأصلح ولكل من يتمكن من تقديم محتوى جاذب للمشاهدين.