رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذئب الكامن.. أبوالعلا ماضى.. رجل لا يعرف ماذا يريد

ابو العلا ماضي
ابو العلا ماضي

قبل أن يصل الإخوان إلى حكم مصر، كان المهندس أبوالعلا ماضى مؤسس حزب الوسط معاديًا للجماعة وغاضبًا منها وناقدًا لها، بل يمكن أن نقول إنه كان فاضحًا لكل ما تمثله وما تدعيه، لكن بعد أن أصبحت الجماعة صاحبة المائدة كلها، جلس إليهم وطلب ودهم، بل كان أداة فى أيديهم، فشن هجومًا على جهاز المخابرات العامة أكثر من مرة، ضمن خطة الإرهابية لتقويض مؤسسات الدولة السيادية من الداخل.
كان طبيعيًا أن يدخل ماضى السجن بتهمة التحريض على العنف، وكان طبيعيًا أن يخرج منه لأنه يجيد مسك العصا من المنتصف، وكان طبيعيًا أن يعتقد البعض أنه ما خرج إلا من أجل إتمام صفقة بين الجماعة والنظام، طبقًا لخيالات مريضة وأسيرة لكتالوج الماضى الذى وضعه نظام مبارك، للتعامل مع جماعات تيار الإسلام السياسى، وهو ما لم يكن صحيحًا على الإطلاق.
توقعت أن يسلك أبوالعلا مسلكًا آخر، يتحول إلى داعية بناء، ينخرط فى العمل الوطنى ضمن مشروع ٣٠ يونيو، الذى هو مشروعنا جميعًا باستثناء بعض الخوارج، لكن يبدو أن جيناته الإخوانية تتحكم فيه وتصيغ توجهاته، وتجعله مصرًا على السباحة عكس التيار العام.
أمس الأول الإثنين عقد حزب الوسط الذى لا أعرف له شرعية ولا تواجدًا الآن ندوة عنوانها «٢٥ يناير رسمت خريطة الطريق للتحرر» أدارها أبوالعلا بنفسه، وشارك فيها حازم حسنى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والمحامى خالد على، والكاتب الصحفى أيمن الصياد وآخرون.
لا ندعو هنا فى «الدستور» إلى حصار الرأى الآخر، ولا نحرض على أصحابه، ولا نرحب بأى إجراء استثنائى ضدهم، فلا حياة دون الرأى والرأى الآخر، لكن محاولة إحياء ما يتعارض مع الخط العام فيه خطر على الجميع.
والسؤال الآن هو: ما الذى يريده أبوالعلا ماضى ومن يشاركونه محاولة النبش فى قبر يناير، لقد كانت ثورة ما فى ذلك شك، لكنها انحرفت عن الطريق الصحيح، ولم تكن ٣٠ يونيو إلا تصحيحًا لما جرى بكلمة الشعب وقراره، وكان الأولى بأبوالعلا ورفاقه تضمين ٣٠ يونيو فى أوراق ندوته، لأن الإصرار على يناير وحدها فيه إشارة واضحة إلى أننا أمام من يريدون العودة إلى الوراء ، اللهم إلا إذا كان أبوالعلا لا يرى فى ٣٠ يونيو ثورة من الأساس.
لا أريد أن أكون متحاملاً، ولكن ما يفعله أبوالعلا من تحركات اعتبرها مريبة، يشير إلى أننا أمام ذئب كامن، يحاول أن يثير قلقًا من نوع ما، يحاول جمع ما تفرق من جديد فى مواجهة الدولة التى تسعى إلى الاستقرار والبناء، وهو أمر يلام عليه ولا يحمد له على الإطلاق.
على أبوالعلا ماضى أن يتحدث، أن يقول لنا ما الذى يريده بالضبط، ولو كانت لديه رغبة فى أن يخرج عن الصف، فليس عليه إلا أن يصمت، لأن الصمت خير له ولنا جميعًا.