رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فتوح الشاذلي يكتب رسالة حب ... العنصريه فوق الديمقراطيه

جريدة الدستور

ثبتت الأحداث الأخيره في رومانيا أن العنصريه هي التي تحكم أوروبا ، وأن العنصريه عندهم فوق الديمقراطيه .. وهي أولا وقبل كل شئ .. فالعنصريه هي الأصل والجوهر والعقيده الأصيله .. أما الديمقراطيه فهي مجرد نظام يمكن رفضه أو قبوله طبقا للظروف .. فمهما كانت الديمقراطيات سواء عريقه أو حديثه فهي يجب أن تسير طبقا للقيم والتقاليد الراسخه وعلي رأسها العنصريه .. فإذا اصطدمت الديمقراطيه بالعنصريه فإن الديمقراطيه تكون تحت الأقدام والعنصريه فوق الرءوس .

في رومانيا فاز الحزب الاشتراكي الديمقراطي في الإنتخابات التشريعيه التي أجريت مؤخرا .. وطبقا للنظام الديمقراطي الذي يحكم البلاد فإن هذا الحزب من حقه أن يشكل الحكومه حيث يتمتع تحالف الاشتراكيون الديمقراطيون بالغالبيه المطلقه في البرلمان بواقع 250 نائب من أصل 465 .

وبناءا علي هذه النتائج قام الحزب الاشتراكي الأسبوع الماضي بتسمية السيده سيفيل شحاده لرئاسة الحكومه .. لكن الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس رفض هذه التسميه خلال الساعات الاخيره وتسبب في أزمه سياسيه كبيره بالبلاد .. قال الرئيس في كلمه متلفزه" درست الحجج المؤيده والمعارضه وقررت عدم قبول الاقتراح "  .. إلي هنا انتهي كلام الرئيس ، لكنه لم يوضح أسباب الرفض واكتفي فقط بإعلان القرار الصادم الذي تسبب في أزمه كبيره ، فقط طلب من الحزب الاشتراكي الفائز تسمية شخصيه أخري لهذا المنصب .. وإذا كان من حق رئيس الجمهوريه أن يرفض تسمية سيفيل شحاده لرئاسة الحكومه .. إلا أن هذا الرفض يتطلب إعلان الأسباب التي يجب أن تكون مقنعه ومقبوله لدي الرأي العام  .. إلا أن الرئيس لم يذكر أي سبب سواء كان مقنعا أوغير مقنع .

ومنذ اللحظه الأولي لإعلان قرار الرفض والجميع في رومانيا يتحدث عن سبب الرفض الذي لا يستطيع أن يعلنه الرئيس وهو أن سيفيل شحاده 52 عاما والتي تولت منصب وزيرة التنميه العام الماضي تنتمي إلي الأقليه المسلمه في البلاد وزوجها سوري وحاصل علي الجنسيه الرومانيه منذ سنوات قليله .. وأنه في حال الموافقه علي تسميتها رئيسا للحكومه فإن هذا يعني أنها ستكون أول امرأه مسلمه علي رأس حكومه بلد في الإتحاد الأوروبي  .

هذه هي العنصريه التي تعلو الديمقراطيه .. وهذه هي العنصريه التي انحني أمامها كل زعماء ورؤساء الإتحاد الأوروبي  .. لم يخرج أي منهم ليبكي علي الديمقراطيه التي تداس بالأقدام في رومانيا .. ولم تصدر الولايات المتحده بيانا تطالب فيه الرئيس باحترام الديمقراطيه وقبول تسمية "شحاده " رئيسا للحكومه أو إعلان أسباب لرفض هذه التسميه يقبلها الشعب .

صمت الجميع ووحده قرر" دراينا " زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن يخوض معركه من أجل الديمقراطيه ، وقال أن حزبه سيدرس عدة خيارات منها عزل الرئيس أو اللجوء إلي المحكمه الدستوريه  لإجباره علي إحترام الديمقراطيه وقبول تسمية" شحاده " رئيسا للحكومه .. إنها العنصريه التي تتحطم أمامها كل قيم ومعاني الديمقراطيه .