رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيسي في أوغندا.. تبادل تجاري واستثمارات مصرية في "عنتيبي".. جهود لتسوية الأزمات في دول حوض النيل.. و"موسيفيني" يرعى مباحثات لتعزيز السلم والأمن بدول القارة السمراء

السيسي
السيسي

"تعميق التواصل والمشاركة مع الدول الأفريقية"، شعار لطالما رفعته الأنظمة المتعاقبة لتوجيه رسائل طمئنة إلى هذه الدول، التي ينبع من أراضيها شريان الحياة لمصر، رغم الابتعاد الذي عاشته القاهرة عن القارة السمراء طوال العشرين عامًا الماضية، إلا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أبدى تطلعه لإعادة العلاقات المصرية الإفريقية إلى سابق عهدها وتطور التعاون والمشاركة مع الدول الصديقة بالقارة.

الرئيس قام بزيارة رسمية لجمهورية أوغندا، التي رعت الاتفاقية الأخيرة حول حوض النيل، التي عرفت باسم "عنتيبي" نسبة إلى العاصمة الأوغندية، التي امتنعت مصر عن التوقيع عليها لنصها على أنه "لدول مبادرة حوض النيل تنتفع انتفاعًا منصفًا ومعقولاً من موارد مياه المنظومة المائية لنهر النيل على وجه الخصوص الموارد المائية، التي يمكن تطويرها بواسطة دول مبادرة حوض النيل وفق رؤية لانتفاع معقول"، دون تحديد حصص محدد لدولتي المصب "مصر والسودان".

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، استقبالًا رسميًا بحضور الرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني"، الذي كان في استقبال الطائرة الرئاسية، إلى جانب طائرات هليكوبتر الشرف، حيث عزف السلام الوطني، وأقيمت عددًا من الاحتفالات الخاصة باستقبال الرئيس السيسي، عقد بعدها جلسة مباحثات مع الرئيس الأوغندي.

السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أكد أن زيارة الرئيس إلى أوغندا تأتي تلبيةً للدعوة التي وجهت له من الرئيس "يوري موسيفيني"، حيث تهدف الزيارة إلى التباحث مع الرئيس وكبار المسؤولين الأوغنديين حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على كل الأصعدة، وذلك في إطار انفتاح مصر على أشقائها الأفارقة، وحرصها على تدعيم التعاون والتنسيق معهم في جميع المجالات، كما ستتطرق المباحثات إلى عدد من القضايا الأفريقية ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف المتحدث الرسمي، أن الرئيس عقد جلسة مباحثات مع الرئيس موسيفيني بالقصر الجمهوري في عنتيبي، بحضور الوفد المرافق له وكبار المسئولين الأوغنديين، تناولت المباحثات مناقشة سبل الارتقاء بالتعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، ولا سيما على الأصعدة الاقتصادية والتجارية، والتباحث حول الإمكانات المتاحة لزيادة التبادل التجاري بين البلدين، وسبل إقامة مزيد من المشروعات المشتركة في أوغندا أخذًا في الاعتبار عمل العديد من الشركات المصرية بالسوق الأوغندية في مختلف القطاعات.

وأردف يوسف، إن المباحثات تطرقت إلى عدد من القضايا الأفريقية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، في ضوء ما تقوم به أوغندا من جهود ملموسة لتعزيز السلم والأمن في منطقتي حوض النيل والقرن الأفريقي، والقارة الإفريقية بشكل عام، حيث تباحث الرئيسان حول سبل تعزيز الأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية والتوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة بعدد من دولها، بالإضافة إلى سبل تكثيف التنسيق والتشاور بين البلدين حول تلك القضايا، في إطار المحافل والمنظمات الدولية.

الرئيس السيسي، أكد أن مصر حريصة على مواصلة دورها النشط في تنمية القدرات البشرية للدول الأفريقية، لافتًا إلى أن العبور إلى المستقبل يتطلب الأخذ بالعلم والتكنولوجيا، بعد ان أضحت القارة الأفريقية محط أنظار جميع دول العالم لما تتمتع به من موارد بشرية وثروات معدنية واستثمارات أجنبية مباشرة في الدول الأفريقية.

تحليلات خبراء، أكدت أن الزيارة الرئاسية لأوغندا تستهدف تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، في ظل ما تتمتع به أوغندا من ثقل سياسي واجتماعي بين دول حوض النيل، حيث غنها مقر دائم لسكرتارية مبادرة حوض النيل، إلى جانب تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، وخاصة في المواد الغذائية الزراعية والحيوانية.

هاني رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والخبير الدولي في العلاقات الدولية للمياه، أكد أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لأوغندا، تاتي لما تتمتع به من علاقات وثيقة مع أثيوبيا، حيث تعتمد "القاهرة" سياسة تطوير العلاقات مع دول الحوض والقارة الأفريقية، لتحسين العمل الجمعي الأفريقي في كافة القضايا.

ولفت رسلان، في تصريحات له، إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، يعتمد منهج إحياء الدور السياسي المصري في القارة الأفريقية، وذلك من خلال البناء التدريجي للعلاقات السياسية والاقتصادية بين مصر ودول حوض النيل، بمنهج المصالح المشتركة والتبادل الاقتصادي والاستثمارات؛ لتحقيق التنمية للشعوب الأفريقية.

يشار إلى، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد عقد اجتماعًا مع الرئيس الأوغندي، "يوري موسيفينى"، على هامش أعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، بحث الجانبان خلاله سبل دعم التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات، إلى جانب تعظيم الاستفادة من مياه نهر النيل، وتحقيق الأهداف التنموية لصالح شعوب القارة دون الإضرار بمصالح أي طرف.