رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"وصايا أوباما".. لا يمكن القضاء علي الإرهاب.. وغير متفائل بمستقبل سوريا.. وأخطأنا في العراق وفشلنا في أفغانستان

جريدة الدستور

أوباما الذي سيرحل عن السلطة بعد أسابيع، ليسلمها لخليفته الجديد دونالد ترامب، بدأ في نوع من الحديث يرد فيه على الانتقادات التي وجهت لإدارته، وربما تصدير بعض الأزمات للمليونير الذي سيجلس علي عرش البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.

عن سوريا .. لماذا لم يتدخل بريًا
كشف الرئيس الأمريكي الحالي بارك أوباما، عن سبب عدم تدخل الولايات المتحدة بشكل كامل في الحرب الأهلية السورية، تاركًا المساحة للروس والإيرانيون، وجماعات المعارضة المدعومة من الخارج للتحرك بحرية كبيرة هناك، بينما يفقد نفوذ دولته التي تهيمن علي العالم.
وأكد أنه لمس الرغبة الملحة في التدخل الأمريكية الكامل لإنهاء الحرب، موضحًا أنه لن يكون "بكلفة بسيطة"، وهو الإطار الذي اعتمدته إدارة أوباما منذ توليه السلطة، بتقليل تواجد القوات الأمريكية في الخارج، وعدم التدخل ف حروب طويلة المدى، لتقليل ميزانية الحروب.
وأشار أوباما إلي أن التدخل في سوريا كان يحتاج لدعوة، أو تفويض من القانون الدولي، حتى يتمكن من نشر قوات برّية بأعداد كبيرة، ولكن هذا لم يحدث، مضيفًا "خلصت إلى أن إرسال جنود إلى سوريا دون تفويض من الأمم المتحدة، ودون دعم كاف من الكونغرس ليس قرارًا صائبًا، ما يزال لدينا جنود في أفغانستان والعراق ونصرف عليهم الكثير من الأموال".
ودافع أوباما عن قرار عدم تدخله في سوريا كونه سيكون له "كلفة غالية" بوجود قوة عظمي أخري هناك وهي "روسيا" والتي وصفها بأنها مستعدة لفعل أي شئ في هذه الحرب، وأيضًا وجود إيران هناك، واختتم قوله بأنه يري أن عدم التدخل كان "القرار الصائب".

"أوباما" .. روسيا وإيران أيديهما ملطخة بالدماء .. وسوريا "أصعب ملف"

كما اتهم الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، قبل يومين، روسيا وإيران بـ"ذبح المدنيين في حلب"، واصفًا إياهم بأنهم أصحاب أيدي ملطخة بالدماء، معلقًا بقوله "لقد شاهدنا استراتيجية متعمدة من حصار وتجويع المدنيين الأبرياء .. هذه الوحشية تقع على نظام الأسد وحلفائه روسيا وإيران"، واصفًا الوضع بأن "هذه الأعمال الوحشية تلطخ أياديهم".
كما أشار أوباما أن نظام الأسد لا يمكنه الحصول على شرعية بالدماء، مؤكدًا أن القضية السورية واحدة من أصعب القضايا التي واجهته في فترة حكمه.


تمديد العقوبات علي إيران
كما أكتفي أوباما بالصمت اللئيم في موقفه من العقوبات علي إيران، والتي اعتادت الولايات المتحدة الأمريكية أن توقعها عليها منذ العام 1996 والتي تتجدد كل عشرة أعوام، حيث صوت مجلس الشيوخ بدون اعتراض علي قانون تجديد العقوبات علي إيران، كما وافق الكونجرس من قبل، وكان يفترض أن يوقع الرئيس الأمريكي علي القانون في خلال 10 أيام، إلا انه تجاهل التوقيع، وتجاهل "الفيتو".
وهو ما يجعل القانون في حكم النافذ، ويجري العمل، وهي الخطوة التي أغضبت الجانب الإيراني، وأعلنت عن نيته إنشاء غواصات حربية تعمل بالطاقة النووية، بينما خفف الجانب الأمريكي من حدة التوتر بتأكيده أن تلك العقوبات لا تشمل الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع إيران، وكل عقوبة لها علاقة بالبرنامج تم تعليقها.

"أوباما" .. أمريكا أخطأت في العراق
وفي مطلع الشهر الجاري، قال أوباما خلال خطاب له في فلوريدا أن "الأخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة لدى اجتياحها للعراق من أجل الإطاحة بصدام حسين، كانت أحد أسباب نشوء تنظيم داعش"، منوهًا انه إدارته قررت عدم تكرار بعض الأخطاء المرتكبة أثناء تدخل العام 2003، التي ساهمت بداية الأمر، في نمو تنظيم داعش في العراق والشام، ولكن لم يحدد طبيعة هذه الأخطاء.

يعترف بفشل أمريكا في "أفغانستان" .. وعدم القدرة علي القضاء علي "طالبان"
وخلال كلمته في فلوريدا عن الإرهاب، أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن الولايات المتحدة قضت 30 عامًا داخل افقانستان، وحتى الآن فشلت في القضاء علي حركة طالبان، موضحًا أن الولايات المتحدة "لن تستطيع القضاء عليها".
وأكد أن أقل من 10 آلاف جندي أمريكي لا يزالون في أفغانستان لدعم قوات الأمن فيها، كما أن أكثر ما يمكن تقديمه هو "منع تنظيم القاعدة من تدبير مخابئ للمسلحين، ومساعدة قوات الأمن الأفغانية في إحلال السلام".
وكان أقسي ما قاله عن الشرق الأوسط أن "محاربة التطرف تتطلب جهود أجيال"، وأن الخطر المميت الناجم عن الإرهاب سيبقى قائماً بشكل أو بآخر.