رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ثورة شرف ضد التحرش والاغتصاب".. جميلات لبنان يتمردن على الاغتصاب.. المصريات تتحدى التحرش بفستان زمان.. ونساء السعودية يحطمن المحظورات باعترافات صادمة

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

بين حدود مترامية الأطراف من المحيط إلى الخليج تعالت صرخات نساء باختلاف لهجاتهن على التنديد بالاعتداءات اللاتي يتعرضن على نحو شبه معتاد، فيما بات يعرف بانتفاضة الجنس الناعم، بعد أن قررت فتيات العرب الخروج عن صمتهن وإعلان تمردهن على حقوق منقوصة.

انطلقت شرارة ثورة الشرف إثر تصاعد وتيرة حوادث الاغتصاب والتحرش الجنسي التي اجتاحت العديد من بلدان العرب خلال الآونة الأخيرة، في وقت رأت الفتيات القوانين ببلادهن عاجزة عن ردع المتورطين في تلك الجرائم وحمايتهن.

"التصدي للتحرش بفستان زمان"

ويعد العنف من أخطر المشاكل التي تواجهها المرأة في كل أنحاء العالم، ولكن تتفاوت نسب العنف ضد النساء من دولة إلى أخرى حول العالم، فمحليًا صنفت مصر من أسوأ دول العالم في التمييز ضد المرأة وفقاً لعدد من الدراسات منها دراسة مؤسسة "تومسون رويترز" التي أجريت عام 2013، والتي رأت أن مصر هي أسوأ بلد في العالم العربي يمكن للمرأة أن تعيش فيه، بينما اختارت المؤسسة "جزر القمر" كأفضل دولة في معاملة المرأة في العالم العربي.

وبحسب تقرير لمكتب شكاوى المجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2012، فإن 64 %من نساء مصر يتعرضن للتحرش الجنسي سواء باللفظ أو بالفعل في الشوارع والميادين العامة، وهذه النسبة جعلت مصر تحتل المرتبة الثانية على العالم بعد أفغانستان في التحرش الجنسي.

وفى عام 2006 رصد المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية عدد حالات الاغتصاب المعلن عنها في مصر، ووجد أن نسبة الاغتصاب ارتفعت إلى 20 ألف حالة اغتصاب في السنة، أما المركز المصري لحقوق المرأة فقد أجرى مسحاً وجد فيه أن نسبة 64.1% من المصريات يتعرضن للتحرش بصفة يومية.

الأرقام الصادمة ما كانت إلا صورة مصغرة لمئات الحوادث التي تتعرض لها الفتيات يوميًا، علي نحو تصاعدت معه التحركات الاحتجاجية من تظاهرات ومؤتمرات وتدشين روابط وجمعيات نسويه.

كان آخرها، فعالية احتجاجية دشنها المصور الفوتوغرافي جهاد سعد وهادية عبد الفتاح الخميس 8 ديسمبر والتي تستمر على مدار 16 يوما، بعنوان "فساتين زمان والشارع أمان" لمواجهة ظاهرة التحرش.

وتضمنت الحملة نزول عدد من الفتيات منطقة وسط البلد في العاصمة المصرية القاهرة بملابس فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في رسالة مفادها أن ملابس الفتيات لا يوجد بها أي حافز للتحرش بهن وكن يرتدين التنانير القصيرة دون التعرض لأي مضايقات.

وفي التوقيت ذاته، دشنت مجموعة من الفتيات المصريات دعوة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" باسم "other messages" أو الرسائل الأخرى وهي التي يوجهها "فيسبوك" مباشرة إلى صندوق الوارد من خارج دائرة الأصدقاء.

وانطلقت تلك المبادرة على خلفية تلقي عدد من مستخدمات مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"تويتر" رسائل مزعجة تكون في الأغلب من خارج دائرة الأصدقاء، وتحتوي على منشورات وصور جنسية وألفاظ بذيئة.

"الأبيض ما بيغطي الاغتصاب"

انتقالا إلي بلاد الأزر، انطلقت في لبنان حملة تحمل شعار "الأبيض ما بيغطي الاغتصاب" الأربعاء 7 ديسمبر، برعاية منظمة "أبعاد"، وترمي هذه الحملة لإلغاء المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني، في مساع بدأتها من منذ أشهر، أبرزها حملة على مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ كان لفتيات لبنان نصيبا هن الأخريات من انتفاضة المرأة تنديدا بالعنف الجنسي ضدهن، لاسيما في ظل الإبقاء علي المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني والتي تنص على أن ملاحقة المغتصب تتوقف في حال تزوجه الفتاة التي اعتدى عليها.

وترى منظمة "أبعاد" أن في المادة 522 انتهاكا لحقوق النساء وهي "عبير صارخ ضد النساء والفتيات وحقوقهن الإنسانية على الأراضي اللبنانية كافة".

وتنادي الحملة بإلغاء أو تعديل القانون بصورة لا يمكن من خلالها إسقاط جرم الاغتصاب من خلال تزويج الضحية، وأكدت مسؤولة "حملات المناصرة" في منظمة "أبعاد" علياء عواضة لبعض وسائل الإعلام العالمية أن من أهم أهداف الحملة "إيصال رسالة للأهل والمجتمع حول ضرورة عدم اعتبار تزويج المغتصبة حلا، "فالاغتصاب جريمة بغض النظر عن أي شيء آخر ويجب معاقبة المجرم".

"ما تسكتيش صرخة فتيات تونس"

ومن لبنان إلي تونس الخضراء، امتدت الانتفاضة النسوية إلي المراكز الحقوقية في مقدمتها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة ومنظمة فريدريش ايبرت، تحت شعار "ماتسكتش، ماكش وحدك، لا للتحرش الجنسي"، للقضاء على العنف المسلط ضد النساء،
وذلك خلال الفترة ما بين 25 نوفمبر الماضي الموافق اليوم العالمي للمرأة، وتنتهي اليوم السبت الموافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

"السعوديات يتمردن علي الصمت"

تعالت في الآونة الأخيرة أصوات نسائية في السعودية تطالب بالمساواة في التعامل ومنح المرأة مزيدا من الحقوق الاجتماعية، دومًا ما تقابل برفض شديد من البعض الذين يقولون إنها مدفوعة من الخارج أو ممن يصفونهم بـ"الليبراليين".

إلا أن إطلاق مبادرة أكسري صمتك وقولي علي موقع التدوين المصغر "تويتر" مؤخرًا، بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة الذي يوافق 25 نوفمبر من كل عام، حطمت واحدًا من أكثر التابوهات المحظور التطرق إليها في مجتمع شرقي منغلق مثل السعودية، حيث قامت الفتيات من خلال الهاشتاج بسرد وقائع تحرش واغتصاب واعتداءات جسدية وقمع حدثت لهن في منازلهن وعلى يد آبائهن أو إخوانهن أو أزواجهن.