رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الذى تبدد فى كنيستنا «20»


لقد كشف بيان القائمقام فى الاعتذار عن المضى فى الترشح، العديد من النقاط التى يجب أن نتوقف عندها: «1» «لقد تفضل بعض من أخوتى وأحبائى المطارنة والأساقفة ورؤساء الأديرة – مشكورين – بتزكية شخصى الضعيف للكرسى البابوى السامى. وإنى، مع تقديرى للدافع النبيل الذى دفعهم لترشحى، فإنى أعتذر عن المضى فيه، شعوراً منى بقصورى عن النهوض بأعباء هذا الكرسى العظيم الذى ينوء كاهلى الضعيف بمسئولياته الضخمة. ولا أبيح سراً إذا قلت إنه منذ اللحظة التى علمت فيها بذلك الترشح، تملكنى شعور شديد من عدم الارتياح، عبرت عنه مراراُ للكثيرين من أحبائى وأخوتى وأبنائى، وبالأخص أعضاء المجمع المقدس وأعضاء لجنة الترشح».

هذا معناه أن الشخص الذى يتم ترشحه من قِبل المطارنة والأساقفة يكون على علم تام بأمر الترشح، وهذا مخالف تماماً لبعض التصريحات الإعلامية التى سمعناها أخيراً أن هذا الأمر يتم دون علم بالذى تم ترشحه!! أين المصداقية فى هذا الكلام المعسول الذى فيه يتم خداع البسطاء والمصفقين والمغيبين عن تقاليد الكنيسة؟

«2» «منذ اللحظة الأولى التى اجتمعت فيها بأخوتى الأحبار الأجلاء أعضاء المجمع المقدس وأبنائى المباركين أعضاء هيئة الأوقاف وأعضاء لجنة أوقاف البطريركية ... أعلنتها صريحة بأنى أشعر بارتياح تام لو قصرنا الترشح على الرهبان فقط، أسوة بما حدث فى عام ١٩٥٩، وكنت إذ ذاك أحد أعضاء المجمع المقدس، وكانت نتيجة الانتخابات البابوية مُشّرفة للغاية، فأتت لنا بالقديس العظيم المطوب الذكر البابا كيرلس السادس، وكان عهده – رغم قصره – عهداً ذهبياً حافلاً بالمكاسب والأمجاد».

وفى هذا أعلن القائمقام صراحة أهمية التمسك بتقاليد الكنيسة وقدم مثالاً طيباً لما حدث فى انتخابات عام 1959 وما أسفرت عنه من ثمار طيبة أكدت على وجود الله نفسه فى هذا الاختيار فكان السلام الحقيقى الذى انتشر فى الكنيسة والوطن، لكن شهوة الرئاسة كانت قد تغلبت على روح الاتضاع والمسكنة والتمسك بتقاليد الكنيسة.وهنا أسجل شهادة أمينة من أحد الأشخاص الأمناء والملتصقين بالكنيسة ومعاصرين لأربعة بطاركة: البابا كيرلس 112، الأنبا يؤانس 113، الأنبا مكاريوس 114، الأنبا يوساب 115. وهذا الشخص هو المُرتل «المُعلم» ميخائيل جرجس البتانونى كبير مرتلى الكنيسة المرقسية الكبرى بالأزبكية بالقاهرة والمُلقب بـ «مُعلم البطاركة». وهذا الحوار نشرته مجلة مارجرجس بعددها العاشر من السنة السابعة والصادر فى ديسمبر 1955، وكان المُعلم ميخائيل تنيح «توفى» فى عام 1958.

فعندما تحدث عن الأنبا مكاريوس 114 قال: «الأنبا مكاريوس كان قديساً ما فى ذلك شك .. وهو لم يخطئ إلا فى قبوله البطريركية، حتى كان دائماً يقول «أنا راهب فى الدير، يا ناس أنا غلطان». ولشعوره الدائم بغلطته هذه لم يرتض أن يرسم أى أسقف أو مطران». وهذه شهادة صادقة من المُعلم ميخائيل الذى كانت تربطه علاقة وثيقة بالأنبا مكاريوس.وعندما تحدث عن الأنبا يوساب 115 قال: «الأنبا يوساب فى حد ذاته رجل طيب، طيب صحيح، ولكن غلطته الكبرى هى انصياعه لحاشيته الفاسدة، والثانية أو الأولى بتعبير أصح هى قبوله البطريركية أيضاً». نستكمل فى الحلقة المقبلة.