رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"القبضة الأمنية تحكم أوروبا".. وزراء داخلية القارة العجوز يقودون مسيرة الحرب على الإرهاب.. "تيريزا ماي" المرأة الحديدية في بريطانيا.. و"رجل المستحيل" يصعد لرئاسة الحكومة الفرنسية

 تيريزا ماي ومانويل
تيريزا ماي ومانويل فالس وبرنار كازنوف

تعاني القارة الأوروبية خلال السنوات الأخيرة، من هجمات إرهابية عدة، حصدت الكثير من الأرواح، وتسببت في إحداث جراح غائر في قلب القارة العجوز؛ بسبب تنامي نشاط الجماعات المتطرفة، وزيادة أعداد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعين.

وبدا أن برامج أغلب المرشحين لقيادة دول القارة الأوروبية سواء الراحلين منهم أو القادمين، تقوم على ضرورة التصدي للهجرة غير الشرعية، وهو ما يتضح في توقيع أوروبا خلال مارس الماضي إتفاقية بخصوص اللاجئين مع تركيا التي يعيش علي حدودها ما يقارب من 3 ملايين لاجىء سوري، وكذلك تشديد القبضة الأمنية على حدودها التي تستقبل عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين كل عام.

ولكن يبدو أن تلك الأزمة لم تظهر جلية فقط على الاجراءات الأمنية، بل امتدت لتمنح وزراء الجهات الأمنية في دول القارة العجوز اليد العليا في الوصول للمناصب العليا، ببداية توحي بمستقبل أكثر انغلاقًا، تفاديًا لوقوع ما هو أسوأ.

ويلاقي وصول وزراء الداخلية في بريطانيا وفرنسا القبول لدى جماهير البلدين، لاسيما وأن الشعوب الأوروبية تنظر بنوع من الرهبة لكل ما هو غريب أو دخيل علي عالمهم المعهود، وكل ما هو غير أوروبي، وأصبح هناك اتجاه يمكننا تسميته بالقومي أو المحافظ يدعوا للحفاظ علي نسق الحياة الأوروبية والانغلاق المؤقت.

وفي هذا السياق وخلال الفترة القلية الماضية، برزت ثلاثة أسماء علي الساحة العالمية، في قيادة فرنسا وبريطانيا، لها خلفية أمنية.

"تيريزا ماي"
البداية كانت عند بريطانيا، عقب تصويت المواطنين البريطانيين لصالح خروج بلدهم من الاتحاد الاوروبي في منتصف العام الحالي، أعلن رئيس الوزراء حينها "ديفيد كاميرون" استقالته من منصبه؛ لكونه من المؤيدين لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد، وجاءت نتائج الانتخابات مخيبة لآماله، وقال في خطاب الوداع أن بدلاه تحتاج إلى قيادة جديدة.

لتأتي من بعده "تيريزا ماي" الملقبة باسم "المرأة الحديدية" وتشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا، والتي تم انتخابها زعيمة لحزب المحافظين، بعد انسحاب منافستها "أندريا ليدسوم".

"ماي".. بدا اسمها يظهر للنور عقب تعيينها وزيرة للداخلية، وكذلك وزيرة المرأة والمساواة، بعد فوز المحافظون برئاسة "كاميرون" بانتخابات 2010، وجدد لها الثقة من جديد كوزيرة للداخلية بعد الانتخابات العامة في 2015، لتصبح صاحبة أطول مدة خدمة في هذا المنصب منذ 1892.

"مانويل فالس"
وتأتي فرنسا كنموذج ثاني، على يد "مانويل فالس"، الذي شغل منصب وزير الداخلية في أول حكومة شكلها الرئيس الفرنسي الحالي "فرنسوا أولاند" عام 2012، واستمر في منصبه حتي مارس 2014، حين تم اختياره لقيادة الحكومة الفرنسية.

واستقال "فالس" قبل يومين من منصبه، كرئيس للوزراء، ليترشح في انتخابات اليسار الفرنسي المؤدية لانتخابات الرئاسة المزمع اجرائها في منتصف العام المقبل، وفي حال فوزه، سيكون أحد الزعماء الأمنيين الذي صعودا إلى قيادية في أوروبا.

"برنار كازنوف"
بعد رحيل "فالس" عن منصبه، لدواعي الترشح لرئاسة الجمهورية، اختار الرئيس الفرنسي، "برنار كازنوف" وزيرًا للداخلية، وها هو أخلفه للمرة الثانية في منصب رئاسة الوزراء.

فتولى "كازنوف" منصب وزير الداخلية خلال الفترة من مارس 2014 وحتي أمس، إذ يعرف باسم رجل المهام المستحيلة، ومن المقرر ان تستمر حكومتة خمسة أشهر حتي الانتهاء من انتخابات الرئاسة الفرنسية، واعلان اسم الرئيس الجديد.