رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحكام ليسوا قضاة الملاعب

جريدة الدستور

التحكيم أحد أهم عناصر المنظومة الكروية بل يعتبر العنصر الأهم في اللعبة والأخطاء التحكيمية قد تغير من نتيجة مباراة وقد تصل في نهاية الأمر إلي ضياع مجهود موسم كامل بفوز فريق ببطولة لا يستحقها أو هبوط فريق من بطولة رغم أحقيته في البقاء .

أخطاء فادحة ..

وفي الأونة الأخيرة ظهر عدد كبير من الأخطاء "الفادحة" في عدد من المباريات ربما بعضها يصب في مصلحة أحد أقطاب الكرة المصرية الأهلي أو الزمالك وربما يصب بعضها ضدهم مما جعل رئيس لجنة الحكام الكابتن رضا البلتاجي يخرج بالتصريحات المحفوظة والمعتادة "الأخطاء التحكيمية جزء من متعة اللعبة" و "الأخطاء تحدث في كل دوريات العالم" و "الحكام مظلومين" و "شوف الحكم بياخد كام!".

ولا نعترض على الخطأ لاسيما وأن الحكم عنصر بشري يخطأ ويسهو مثل أي عنصر من عناصر اللعبة ولكن لايجب أن يتم مقارنة التحكيم بأي عنصر أخر طالما وصفتم الحكام بـ"قضاة الملاعب" .

الحكام مش قضاه ..

أرفض بشكل قاطع هذا الوصف فالفارق كبير جداً بين الحكم والقاضي خاصة في معايير الإختيار حيث يتم التحري عن القاضي قبل تعيينه بالنيابة العامة أو مجلس الدولة أو غيرها من الجهات القضائية كما يتم التأكد من الحالة المادية للقاضي ويتم صرف مرتبات جيدة للقضاة وأعضاء الهيئات القضائية لمساعدتهم على الإبتعاد عن أى أمر قد يغير من ضمير القاضي وهو مالا يحدث مع الحكام .

الحكام "موظفين" ..

برر "البلتاجي" أخطاء الحكام بعدم الإحترافية وعدم التفرغ خاصة في ظل تواجد الحكام في وظائف عامة صباحاً وتوجههم للتدريب والمباريات عقب أعمالهم وهنا نتسأل لماذا قبل حكم غير متفرغ المهمة ؟ خاصة وأن الخطأ كما ذكرنا قد يضيع مجهود موسم كامل لفريق قام بصرف ملايين من أجل المنافسة على الدوري أو البقاء في الدوري وفي أوروبا كل حكام البطولات الكبيرة أيضاً لديهم أعمال خاصة فأفضل حكم في العالم يعمل محامي في الأساس .

مقارنة بالكلاسيكو ..

أخيراً يقارن "البلتاجي" الأخطاء التحكيمية بالكلاسيكو الأسباني والأخطاء التى وردت به فهل ننظر إلي السيئ في التحكيم الأوروبي ونحاول أن نقلده أم نحاول الحصول على الأمور الجيدة من التحكيم الأوروبي الذي له دور كبير في تحول الكرة الحديثة والسرعه في الأداء خلال المباريات بسبب إتاحة الفرصة في كثير من الأحيان بطريقة لا تضر اللاعبين ولا تمس سلامتهم وحينما نصل للمستوى التحكيمي للأوربيين سنتقبل الأخطاء كما يتقبلونها هم .

إقتراح لحل الأزمة ..

لماذا لايتم عمل دورات تدريبية للشباب سواء اللاعبين الدوليين أو اللاعبين المحترفين والهواه أو حتى من ليس له علاقة بلعب كرة القدم وعمل إختبارات نظرية وعمل تدريبات بدنية وإختبارات عملية حتى يصبح لدينا عدد كبير من الحكام ويصبح لدينا منافسة تصب في صالح التحكيم المصري إضافة إلي الحصول على جزء من عقود اللاعبين لتوريدها لاتحاد الكرة لدعم الحكام وتخصيص رواتب جيدة للحكام للتفرغ وإحتراف التحكيم.